على مر العصور لم يتغير يقين البشرية بأن المواقف القوية هي التي تُظهر معادن الرجال، وأن أخلاق الفرسان أنبل الأخلاق، ومصداق النًبل هو الشهامة، وإذا بحثنا عن عنوان لأخلاق الفرسان والنبل وشهامة الرجال، فيكفي اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وفي مشهد متوقع من الأب الحكيم والقائد الملهم صاحب الرؤية والبصيرة المتفردة الذي أطلق حملاته لتقديم الدعم والمساندة لكل دول العالم في أثناء جائحة كورونا، ولمن كان له أول طائرات مساعدات تهبط محملة بالغوث لكل دولة وقع بها مُصاب أو ألمت بها كارثة، أمر سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
فبعد أن نفذت دولة الإمارات بنجاح لافت عملية "الفارس الشهم 1" لإجلاء الرعايا من مختلف الجنسيات من أفغانستان عام 2021، وجسدت هذه العمليات الرسالة الإنسانية لدولة الإمارات من خلال المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين الذي يؤكد الثوابت الأخلاقية في مجال العمل الإنساني للدولة. أنارت عملية "الفارس الشهم 2" دروب الخير لإغاثة الشعبين السوري والتركي بعد زلزال فبراير المدمر.
واستمرت "الفارس الشهم 2" أكثر من 5 أشهر في واحدة من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنسـاني البارز، وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في دعم الأشقاء والأصدقاء. وأسفرت العملية عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفاً و463 حالة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفاً و164 طناً عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طناً من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طناً من المساعدات الإنسانية باستخدام أربع سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
وبعد النتائج الطيبة التي حققتها عمليتا "الفارس الشهم 1"، و"الفارس الشهم 2 " وكانت ماثلة أمام العين، حتى إن الهلال الأحمر السوري وصف الأخيرة بأنها أهم صور الدعم التي وصلت إلى سوريا، منوها بدور فريق دولة الإمارات للبحث والإنقاذ الكبير في إنقاذ أعداد كبيرة وإخراجهم من تحت الأنقاض.
واليوم تنطلق من أرض الخير إمارات السلام والعزة عملية "الفارس الشهم 3" لمساندة شعبنا الفلسطيني الحبيب في غزة. فقد أمر رئيس دولة الإمارات التي لا تتأخر عن الشقيق أو الصديق، وتتصدر كل المواقف الإنسانية، قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة، بعد أن وجه سموه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، إلى جانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
تأتي تلك الخطوة بعد توجيه سيدي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، وبعد تقديم مساعدات عاجلة للفلسطينيين بقيمة 20 مليون دولار، ثم إطلاق "حملة تراحم من أجل غزة" والتي تجلى فيها حب الشعب الإماراتي وتضامنه مع أشقائه في غزة بالأفعال وليس بالأقوال.
أخيراً وليس آخراً نهج الإمارات واضح وصريح، وهو العمل بواقعية دون ثرثرة أو شعارات فارغة، دون أي مزايدات رخيصة كمن لا عمل له سوى المزايدة، حتى تحولت القضية بفعل هؤلاء السفهاء إلى ورقة رخيصة للمتاجرة لا للمناضلة، فالإمارات تسير والمزايدون ينبحون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة