احتفلت دولة الإمارات الخميس، بعيد الاتحاد الخمسين.. نصف قرن مر على روح تلك الوحدة الناجحة المزدهرة بكل المقاييس.
من هذا العيد يستذكر "عيال زايد" بكل اعتزاز قصة قيام اتحادهم، التي رسم ملامحها وأرسى دعائمها الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- وإخوانه الآباء المؤسسون، الذين عملوا على توحيد الدولة تحت راية واحدة خفّاقة، صار لها وزنها السياسي والاقتصادي والأمني على مستوى المنطقة والعالم.
خمسون عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تحوّلت خلالها الأحلام إلى حقائق ملموسة، والخطط إلى مشاريع عملاقة تزداد باطّراد، وتحوّلت الصحراء إلى عُمران كامل يفرد أجنحته أينما حلّت أيادي الخير الإماراتية، وصارت أرض الطموح ممهدة وقادرة على تحقيق مزيد من الإنجازات في الخمسين التالية.
كل عام وكل شهر، بل كل يوم تشهد دولة الإمارات تطوراً باهراً وترتقي تقدماً أكبر وتزيد إنجازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتنتقل دولةً وفكراً ورؤية إلى مكانة ومرتبة أعلى.
وهنا لا يكون عدد السنوات مقياساً لعمر الدول، فهو يُقاس حقا بقدر الإنجازات والطموح، وهنا نقول إن إنجازات دولة الإمارات وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، دون أدنى شك، إذ لا يستطيع المراقب إحصاء الإنجازات أو متابعة الخطط المستقبلية لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة الرشيدة، فكل المجالات تتحرك فيها الدولة بالتوازي، فمن النجاح الكبير في محاربة الإرهاب، إلى النجاح المتتابع في نشر قيم التسامح والتعايش والسلم والأخوة الإنسانية، ومن محطة "براكة" النووية السلمية و"مسبار الأمل" في كوكب المريخ إلى سلسلة الإنجازات، التي تحققت خلال الفترة الأخيرة، مثل: فوز الإمارات باستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر التغير المناخي، وعضوية مجلس حقوق الإنسان في الفترة 2022-2024، وفوز الإمارات بعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023.. كلها إنجازات متفردة تدل على التخطيط السليم والرؤية الطموحة لدى قيادة دولة الإمارات، كما تعكس المكانة العالمية، التي تحظى بها في المجتمع الدولي، وثقة دول العالم بالدور الذي تلعبه في شتى الميادين، خاصة الميادين الإنسانية.
استطاعت دولة الإمارات، بفضل قيادتها الرشيدة، أن تحقق أهدافها الوطنية داخلياً، كما استطاعت أن تبني خارجيا علاقاتٍ قويةً ومتينة مع دول العالم شرقاً وغرباً، وذلك وفق مبادئها، التي تتركز في السعي من أجل نشر ثقافة السلام حول العالم، وبث روح التسامح بين الشعوب، واحترام الآخر، ونبذ العنف والتطرف واتباع نهج الوسطية والاعتدال.
أما مواقف دولة الإمارات على المستوى السياسي، فقد اتسمت بالحكمة والعقلانية، والدعوة إلى نشر السلم في العالم، وتشجيع لغة الحوار بين الشعوب والأمم على اختلافها، فضلا عما توليه من اهتمام لمد يد العون لكل محتاج على وجه الأرض، دون النظر إلى دينه أو عرقه أو ثقافته.
واليوم، تسير الإمارات بخطى واثقة نحو الريادة وتزداد قوة ورسوخاً بحكمة قيادتها وهمّة أبنائها، الذين يرسمون ويشُقُّون طريق المستقبل للخمسين عاماً المقبلة، من أجل صناعة غد أفضل وأجمل في ظل قيادة حكيمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة