دولة الإمارات تبني أكبر مركز ذكاء اصطناعي خارج الولايات المتحدة، يشتمل على تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي، لتكرس بهذا تفوقَها التكنولوجي إقليمياً، لاسيما بعد أن نجحت في التموضع كلاعب رئيسي في السباق الرقمي.
المركز الإماراتي الأمريكي في أبوظبي يقام على مساحة تعادل مساحة 3006 ملاعب كرة قدم. مركز Stargate الإماراتي الأمريكي مشروع هائل، وهو الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، وسوف يعمل بطاقة خمس جيجاوات، كلها مخصّصة لتطوير تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي.
المشروع شراكة عالمية بين OpenAi الأمريكية و G42 الإماراتية، بالتعاون مع كبريات شركات التكنولوجيا: إنيفيديا، أوراكل، وسيسكو ومايكروسوفت. ولتعزيز قدرات المركز اتفقت أبوظبي مع شركة أنويديا على 500000 شريحة متطورة جداً، من طراز Blackwell GB300، تستوردها سنوياً. وهذه الشرائح المهمة تعَد الأفضل والأسرع، ولذا فتوزيعها مقيد ونادر خارج أميركا، والإمارات من الدول القليلة التي حصلت عليها بهذه الكمية الضخمة.
ثلث هذه الشرائح سوف تدعم المركز، للتدريب على التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي. وبهذا تستحوذ الإماراتُ على أفضل الأدوات التكنولوجية في العالم وستكون اللاعب الإقليمي الأول في مجال حلول الذكاء الاصطناعي، وما يتصل به من مجالات حيوية أخرى مثل الصحة والتعليم والتجارة والاستثمار والإعلام.. إلخ. مركز Stargate للذكاء الاصطناعي، سيجعل الإمارات بوابة لنشر نماذج الذكاء الاصطناعي، كما سيعزز قدرتها على دمج الابتكار بالاقتصاد وخدماته المتنوعة في إطار تشريعات مؤسسية ورؤوس أموال نشطة، في بلد يتمتع بالاستقرار والازدهار.
ويمثل هذا المشروع استثماراً ضخماً في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مع توقعات بعوائد اقتصادية كبيرة في المستقبل. وبإلقاء نظرة عامة عليه نجد أنه يضم مركز بيانات بقدرة إجمالية تصل إلى 5 جيجاوات، مما يجعله الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة.سوف تتحول أبوظبي إلى نقطة لتلاقي التكنولوجيا المتقدمة مع أسواق ضخمة تمتد من الهند إلى أفريقيا، عبر الاستثمار في التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، مما سيعيد رسم خرائط النفوذ في العالم على قاعدة العلم والمعرفة، بدل المحاور التقليدية والصراعات الإقليمية. وبهذا ستمتلك الإمارات أفضل أدوات التكنولوجيا في العالم وستكون اللاعب الإقليمي الأول في مجال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي.
مركز الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي سوف يشكّل عاملاً حيوياً، وسيخدم ثلث سكان عالم الجنوب. وانطلاقاً من الإمارات ومنطقة الخليج العربي عموماً، سيربط المشروع مناطق عديدة في العالم، بما في ذلك شرق وغرب آسيا وكذلك القارة الأفريقية. المركز سيكون له شأن تكنولوجي متطور ومهم، وسيؤدي دوراً نافعاً وقيّماً في عدة مجالات مهمة، مثل التعليم والصحة والاقتصاد والبيئة.. وغير ذلك من الخدمات ذات الارتباط التكنولوجي. وبإمكان المركز القيام بأعمال حيوية ترتبط بتنظيمات مالية، بنكية ومؤسساتية تخدم النظام الحكومي والقوانين واللوائح الإدارية والمالية، أي أن من شأنه خدمة الدولة ومؤسساتها التنظيمية الحكومية.
والذكاء الاصطناعي يمكنه أن يخدم اللغة العربية واستخداماتها ويطور الاستفادة منها، بشكل سهل وميسّر لصالح الطلاب والدارسين. مركز الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي، سيعزز فاعلية وسائل الإعلام الرسمي والخاص، ما يجعله أكثر فاعلية وتأثيراً وقدرةً على إيصال الرسائل الإعلامية، محلياً وعالمياً.
المركز يحتوي على فرص واعدة للاستثمار، من خلال دعم مشروعات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في جوانب عديدة، كما يمكن أن يقوم بتدريب فئات وعناصر تخدم الذكاء الاصطناعي للدول والشركات.. وذلك ما سيزيد من إيراداته المالية. والإمارات بهذه الشراكة مع الولايات المتحدة، وعدة شركات من عمالقة التكنولوجيا، قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية الرقمية وتوظيفها بما يوفّر خبرات نوعية ومكاسب مالية، ويضمن تعزيز مكانتها المتقدمة بشكل مستدام إقليمياً وعالمياً.
نقلا عن صحيفة الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة