الاقتصاد الأمريكي أقرب للركود من أي وقت مضى.. لماذا؟
يبدو أن الاقتصاد الأمريكي أصبح في حكم اليقين، أمام الدخول في حالة ركود خلال وقت لاحق من الربع الثاني أو الثالث من العام الجاري.
الشهر الماضي، توقع خبراء اقتصاد أن الولايات المتحدة ستدخل على الأرجح في حالة ركود هذا العام، وستواجه تضخمًا مرتفعًا حتى عام 2024. وفق استطلاع تجريه الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال (NABE) مرتين سنويا.
ورأى أكثر من ثلثي المشاركين بالدراسة الاستقصائية الصادرة عن الرابطة، أن معدل التضخم في الولايات المتحدة سيبقى أعلى من 4% في نهاية هذا العام.
وشارك 217 عضوًا من الرابطة في الاستطلاع الذي أُجري بين الثاني من مارس/آذار الجاري والعاشر منه، بحسب بيان للرابطة.
لماذا الركود حتمي؟
هناك عدة عوامل أدت إلى تسريع دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، أولها التشديد النقدي الذي مارسه الفيدرالي الأمريكية لكبح جماح التضخم بلا أي فائدة، إذ نفذ 10 زيادات متتالية على أسعار الفائدة.
ثانيا، الأزمة المصرفية الأمريكية لم تكن في الحسبان، إذ انهارت 3 بنوك أمريكية منذ مارس/آذار الماضي حتى اليوم، وتوقعات بمزيد من الانهيارات في عدد من البنوك الإقليمية، التي تشهد انهيارات على أسعار أسهمها.
ثالثا، الأزمة المتصاعدة بشأن سقف الدين في الولايات المتحدة ومحاولة الحزب الجمهوري الفوز ببعض الشروط مقابل الموافقة للديمقراطيين على رفع سقف الدين البالغ حاليا 31.4 تريليون دولار أمريكي.
ماذا يقول خبراء الاقتصاد؟
قبل أيام، رجح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان"، اقتراب أزمة البنوك الأميركية، التي هزت الأسواق العالمية الشهر الماضي، من نهايتها، حتى لو حدث مزيد من الانهيارات غير المتوقعة.
وفي تقرير لشبكة "سي إن إن"، قال ديمون إنَّ الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الصناعة المالية ربما رفعت احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي، رغم أنَّ الانكماش لن يحدث بالضرورة.
ونقلت الشبكة عنه قوله: "نلاحظ توجه أشخاص لخفض الإقراض، وتقليصه قليلاً، والانسحاب بشكل بطيء. سأكون في غاية السعادة لو كان الركود القادم معتدلا وليس أكثر من ذلك".
تستند ملاحظات ديمون إلى تقييم قدّمه في خطاب سنوي للمساهمين في وقت سابق من هذا الأسبوع، الذي أقر فيه أنَّ انهيار "سيليكون فالي بنك" والبيع الطارئ لمجموعة "كريدي سويس" إلى "يو بي إس غروب" قد "غيّرا بشكل كبير توقُّعات السوق" للاقتصاد.
بينما قال الملياردير والمستثمر الأمريكي "ستان دروكنميلر" إنه يرى الولايات المتحدة "تتأرجح على حافة الركود"، ويتوقع "هبوطًا صعبًا"، في إشارة للأوضاع التي سيكون عليها الاقتصاد جراء جهود كبح التضخم.
وذكر مؤسس "دوكين فاميلي" لإدارة الثروة خلال مؤتمر "سوهن" للاستثمار في سان فرانسيسكو الثلاثاء، أن الانكماش سيحدث في مرحلة ما خلال الربع الحالي، في وقت مبكر عن توقعاته السابقة.
وأضاف "دروكنميلر" البالغ من العمر 69 عاما، إن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك انخفاض مبيعات التجزئة والاضطرابات التي تجتاح البنوك الإقليمية، دفعته إلى تقديم الموعد المتوقع لحدوث الركود.
ومع ذلك، أكد "دروكنميلر" أنه "لا يتوقع شيئًا أسوأ من عام 2008"، لكنه أضاف: "كي تكون مديرًا جيدًا للمخاطر، فمن السذاجة ألا تكون منفتحًا على شيء سيئ حقًا".