جون كيري يزور مشاريع استراتيجية للطاقة النظيفة في أبوظبي
زار جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون تغير المناخ، اليوم عددا من المشاريع الاستراتيجية الكبرى في أبوظبي.
وتركز هذه المشاريع على دعم جهود الإمارات في مجال الطاقة النظيفة، والحد من تداعيات تغيّر المناخ وتعزيز التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتفقد كيري مشروع "نور أبوظبي" للطاقة الشمسية باستخدام طائرة هليكوبتر، يرافقه الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون التغير المناخي. ويُعد هذا المشروع أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم.
كما زار المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، ومدينة مصدر، والتي تعد من أهم المساهمين في توسع محفظة الإمارات من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 400% على مدى السنوات العشر الماضية. وزار جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تعد أول جامعة في العالم تقدم مناهج مخصصة لدعم حلول الاستدامة من خلال الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتضمنت الزيارة جولة في محطات الطاقة الشمسية الرئيسية في دولة الإمارات، بما في ذلك "شمس 1"، إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم، واطلع المبعوث الخاص أيضاً على مشروع الظفرة للطاقة الشمسية والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 2 جيجاواط، وقد حصل على أدنى مستوى تعرفة تنافسية للطاقة بلغت /1.32 سنت أمريكي لكل كيلوواط/ ساعة/ .
حديقة المانجروف
واختتم جون كيري جولته بزيارة حديقة المانجروف بالجبيل في أبوظبي، حيث تعرف خلالها عن كثب على غابات أشجار المانجروف والتي تعتبر من أهم الأشجار المحلية، والتي تتمثل أبرز فوائدها في منع التعرية الساحلية ودعم التنوع البيولوجي.
إضافة إلى قدرتها على التقاط الكربون بكميات أكبر من الغابات المطيرة لكل هكتار. وقد تعهدت دولة الإمارات في مساهمتها الثانية المحددة وطنياً بزراعة 30 مليون شجرة بحلول عام 2030، لتضاف إلى الملايين من هذه الأشجار المنتشرة على سواحل الإمارات.
وخلال جولته، التقى جون كيري عدداً من المسؤولين في المجالات ذات الصلة بالعمل المناخي في دولة الإمارات واستمع إلى شرح حول الدور الكبير الذي تضطلع به دولة الإمارات في دعم مشاريع الطاقة النظيفة لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتخفيف من تأثيراتها السلبية على النظم البيئية والقطاعات الاقتصادية المختلفة، مشيداً بالدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في مجال العمل المناخي على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلال مؤتمر صحفي في حديقة المانجروف بالجبيل في أبوظبي، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "يتطلع العالم إلى المزيد من التعاون والتضافر في العمل من أجل المناخ خلال عام 2021".
وتسلط زيارة جون كيري الضوء على الدور الفاعل والتزام دولة الإمارات المستمر والراسخ بفضل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة بالعمل من أجل المناخ، والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز النمو الاقتصادي وتسريع وتيرته، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العالم والجهود الهادفة للحد من تداعيات الجائحة والتخفيف من آثارها السلبية على المجتمعات".
وتأتي زيارة كيري إلى أبوظبي للمشاركة في الحوار الإقليمي الأول للتغير المناخي، الذي تستضيفه دولة الإمارات يوم الأحد 4 أبريل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويضم الحوار عدداً من كبار المسؤولين في مجال العمل المناخي من دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة.
وأضاف الدكتور سلطان الجابر: "يُسعدني انضمام جون كيري في هذا الحوار المهم مع الشركاء الإقليميين والذي يهدف إلى تسريع العمل نحو تحقيق الأهداف المناخية العالمية، حيث قدمت دولة الإمارات على مدار السنوات ال15 الماضية التزامات مهمة بشأن التغير المناخي محلياً ودولياً، وأظهرت قدرة كبيرة على الوفاء بهذه الالتزامات والعمل وفقاً لها. ونتطلع إلى البناء على ما حققناه حتى الآن لتحويل الالتزامات السياسية إلى حلول عملية جديدة ذات مردود اقتصادي طويل الأجل لدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم".
من جانبه ، أعرب جون كيري عن سعادته بزيارته إلى الإمارات ، مشيرا إلى أنها جزء من الجهود المبذولة لإنجاح مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ /المؤتمر السادس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /و "معالجة أزمة المناخ بالجدية التي تتطلبها".
وأضاف "يسعدني اليوم زيارة أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم،، نور أبوظبي.
وقال، أسعدني الاستماع إلى ما قاله الدكتور الجابر حول خطة الإمارات لقيادة العالم على مستوى التكنولوجيا الحديثة من أجل التخفيف من الانبعاثات الكربونية. وكان من اللافت لي أن أجد الإمارات العربية المتحدة تحاول قيادة العديد من الدول الأخرى في البحث عن تكنولوجيا جديدة للتصدي إلى أزمة التغير المناخي والعمل على بناء اقتصاد تنافسي ومعرفي عبر تشجيع العلوم والابتكار.
وتابع "نحن نواجه تحديا عالميا هائلا متمثلا في التغير المناخي. سنلتقي غدًا بعدد من قادة المنطقة لتبادل الأفكار حول أفضل ما يمكن فعله من أجل رفع طموحاتنا خلال مؤتمر جلاسكو الذي يعد أهم مؤتمر بعد اتفاقية باريس. " ويركز الحوار الإقليمي الأول للتغير المناخي على التحضيرات الوطنية والإقليمية للدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف/COP26/ ، المخطط عقده خلال شهر نوفمبر 2021 في مدينة غلاسكو بإسكتلندا.
وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة كانت أول دولة بالمنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ، وتمثل مساهمتها المحددة وطنياً أول هدف تم إعلانه في المنطقة للحد من الانبعاثات في مختلف جوانب الاقتصاد بالمقارنة مع الوضع الاعتيادي للأعمال في عام 2030. وتقوم الإمارات بالدور المنوط بها في التحضير لمؤتمر /COP26/، إيماناً منها بأن الحاجة لعمل حاسم من أجل المناخ قد تزايد بشكل أكبر في مرحلة ما بعد "كوفيد-"19.
وتعد الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة بالمنطقة في تبني ونشر حلول الطاقة المتجددة، والحدّ من انبعاثات الكربون، والعمل مع المنظمات متعددة الأطراف لضمان مستقبل أكثر استدامة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقد عززت دولة الإمارات استثمارتها المدروسة في قطاع الطاقة المتجددة قبل ما يزيد عن خمس عشرة عاما لإدراكها لأهمية هذا القطاع الواعد وما له من أثر كبير على مستقبل البشرية واستدامة مواردها الطبيعية.
وقد ركزت هذه الاستثمارات على أحدث التقنيات الواعدة في القطاع والتي أثبتت جدواها عبر السنين.