المسرح يتحرك.. مبادرة حكومية لإنعاش أبو الفنون بالمغرب
"المسرح يتحرك" مبادرة حكومية في المملكة المغربية، لإعادة الاعتبار للفنون المسرحية، وزيادة الإقبال على مشاهدة المسرحيات.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يُعاني فيه المسرح من تداعيات سلبية لجائحة كورونا، دفعت مهنيي القطاع إلى إطلاق نداء استغاثة، لإنقاذ القطاع من "السكتة القلبية" بحسب وصفهم.
وفي هذا الصدد، أعلن كُل من المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والاتصال عن إطلاق مبادرة بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سيتم من خلالها اقتناء حقوق بث 60 مسرحية مغربية.
إحياء
وفي مؤتمر صحفي بالمناسبة، شدد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والاتصال المغربي، أن هذه المبادرة جاءت في سياق تفكير في الكيفية التي يمكن بها إحياء الميدان الثقافي في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد.
وأوضح الوزير المغربي أن هذه المبادرة ليست دعماً لقطاع المسرح، بل هي استثمار فيه.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار التخفيف من تداعيات الجائحة بـ”الاستثمار في الثقافة الوطنية والشعب المغربي”.
ولفت إلى أنها تأتي في سياق خاص، قائلا: إذ أن "المسرح بمعناه الكلاسيكي لا يسمح في هذه الظروف باستقبال المئات من المتفرجين”.
وبيّن الوزير الوصي على قطاع الثقافة أن هذه المسرحيات الستين ستُبَث لمدة شهرين، بعد انتقائها، في القناة الثقافية، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وتهدف هذه الخطوة لتعزيز ”ارتباط المغاربة والمسرحيين”، ولـ”تقريب المسرح من المواطنين”، و”خلق برنامج ثقافي نحتاجه” و”حتى تبقى الثقافة حية”؛ لأن “الأمل لا يزال موجودا، ودور الثقافة أن تخلقه”.
معايير
وحول معايير انتقاء الأعمال، قال بن سعيد إنها “معايير الاختيار الكلاسيكية”، بتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وستنظر لجنة في المسرحيات المرشحة، والتزامها بمعايير من بينها “احترام حيازة نسبة 70 في المائة من الفنانين المشاركين لبطاقة الفنان التي تشرف على منحها وزارة الثقافة”.
ووقعت وزارة الشباب والثقافة والرياضة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هذه الاتفاقية في إطار خطة عمل تقصد “تشجيع إحداث وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الوطنية".
كما تهدف إلى "النهوض بالمسرح المغربي بجميع أشكاله وتلويناته تماشيا مع التنوع الثقافي الوطني، وتعزيزا لمهنية الفرق المسرحية”.
وتسعى أيضا إلى “التخفيف من تداعيات الجائحة، وتأثيرها المادي والمعنوي على العاملين في المجال المسرحي”، بحسب بيان للوزارة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
60 مسرحية
وتنص اتفاقية الشراكة الموقعة على تصوير 60 عملا مسرحيا واقتناء حقوق بثها عبر قنوات الشركة الوطنية وعبر المنصة الرقمية لقطاع الثقافة.
وخصص لهذه العملية مبالغ تتراوح قيمتها، بالنسبة إلى كل مسرحية، بين 150 ألف درهم و200 ألف درهم مغربي، أي ما بين 15 و20 ألف دولار أمريكي.
ومن المزمع أن تنتقى من بين هذه الأعمال ثلاثة للفوز بجوائز، خاصة بالعمل المسرحي، والإخراج، والسينوغرافيا، والنص، والتشخيص الرجالي والنسائي.