وفاة المسرحي أنور الجندي.. سكتة قلبية تخطف حياة ملهم المغاربة
كان آخر عمل فني للفنان الراحل سلسلة "زهر الباتول" التي بثها التلفزيون المغربي خلال شهر رمضان الماضي وشارك فيه ربيع القاطي وسلمى رشيد
توفي المسرحي المغربي أنور الجندي، الثلاثاء، بعد صراع مع المرض، أنهى مسيرة طويلة من العطاء الفني وإبداعي.
وبحسب مقربين من الراحل، فإن الجندي توفي إثر أزمة قلبية تطلبت نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط، إلا أن مضاعفات صحية أدت إلى وفاته، عن عمر يناهز الـ57.
والجندي مُمثل مغربي تميز في أدوار عدة سواء في المسرح الإذاعي أو على الركح، كما ألهم المغاربة في عدد من الأدوار التلفزيونية.
موهبة الجندي لم تكن شيئا عرضياً، إذ ترعرع وسط أسرة عريقة في الفن، فوالده هو الممثل المغربي والمخرج محمد حسن الجندي ووالدته سيدة المسرح المغربي فاطمة بنمزيان، اللذان توفيا قبل سنوات.
وكان أول ظهور للجندي على المسرح عام 1975، حينما كان في سن الـ12، إذ أبدع في تجسيد دور طفل فلسطيني في مسرحية "القضية" التي ألفها والده المرحوم حسن الجندي.
وعرضت المسرحية في واحد من أضخم المهرجانات العربية آنذاك، ويتعلق الأمر بمهرجان العربي الحديث.
وطيلة مساره الفني، تأثر الراحل برجالات الفن المغربي والعربي عن كثب من الفنانين والنجوم المغاربة والعرب من أمثال الطيب الصديقي، أحمد الطيب لعلج، عبدالصمد دينيا، عبدالله غيث، سميحة أيوب، هاني الروماني، المنصف السويسي، المرحوم علولة، المنصور المنصور، بالإضافة إلى والديه.
وكان آخر عمل فني للمرحوم، سلسلة "زهر الباتول"، التي بثها التلفزيون المغربي خلال شهر رمضان الماضي، وشارك فيه كُل من الفنانين ربيع القاطي وسلمى رشيد، وذلك بعد غياب دام سنوات عن التلفزيون.
وترك الراحل بصمة واضحة في المجال الفني في المغرب، سواء على مستوى التأليف أو التمثيل وأيضا الإخراج، كما ساهم في الارتقاء بالحركة المسرحية الوطنية في الوقت الذي كان فيه المسرح قد دخل في غيبوبة تامة.
وتحتفظ له الخزانة المغربية بالعديد من المؤلفات تلفزيونيا وإذاعيا ومسرحيا، ساهم بها في تأثيت فضاء البيت الفني المغربي.
وكتب واقتبس وأخرج وأعد عدة أعمال دون إغفال عالم الصغار مسرح الطفل، وتميزت مسيرته الفنية بعطاء أكبر حين تأسست فرقة "مسرح فنون" عام 1983 والتي أضحت تسميتها "مسرح فنون للحاجة فاطمة بنمزيان" في 2017 بعد رحيلها لكونها هي المؤسسة.
الفنان والأستاذ أنور الجندي شارك كممثل في عدة أفلام منها "طبول النار" وهو فيلم مغربي إيطالي، "ماري دونزاريت" فيلم فرنسي، "الموت في إحدى الجزر" فيلم إسباني، "عبدو في عهد الموحدين" وقام بأداء شخصية يعقوب المنصور الموحدي.
على مستوى التلفزيون شارك الفنان أنور الجندي في مسلسلات "زليخة" و"أولاد الحلال"، الذي شارك فيه كممثل ومساعد المخرج، و"الغريق"، وقام بدور الممثل والمساعدة في الإخراج.
وعلى مستوى الإذاعة كان للراحل الجندي إنتاج غزير، ويمكن القول إنه ضرب رقما قياسيا في التمثيل والإخراج، حيث شارك كممثل ومساعد في الإخراج في مسلسل "ألف ليلة وليلة"، في أكثر من 100 حلقة بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما شارك في "فتح الأندلس" كممثل، "أولاد عمي المكي" كممثل، كما شارك بالتمثيل والحوار والإخراج لمجموعة كبيرة من المسلسلات مثل "خالد بن الوليد"، "إيليا أبو ماضي"، وغعيرها الكثير.
على مستوى المسرح شارك أنور الجندي كممثل في "القضية"، و"أنا وشامة"، "الرزق المشروك"، كما أخرج مسرحية "راجلي ولد مو"، وألف وأخرج "صياد النعام".
كما كتب وألف عددا كبيرا من المسرحيات مثل "كلها يلغي بلغاه"، "سعدي براجلي"، "الله يطعمنا حلال"، "الدبلوم والدربوكة"، "الدربوكة ألطرونجي"، وغيرها.
ولم تنته التجربة الفنية الكبيرة للفنان الكبير أنور الجندي، فقد اشتغل في مسرح الطفل وأخرج "عمي الزلط"، ومثل وأخرج "ماما فلفلة"، كما شارك في سلسلة للأطفال كممثل في سلسلة "شندل ومندل".
كما تميزت مسيرته بالمشاركة في الملاحم الوطنية منها "العهد1" و"العهد 2″، و"العهد 3"، "أعراس الشعب"، "ساحة الحب".
كما قدم أنور الجندي بدار الأوبرا بجمهورية مصر العربية، "نفحات من ذاكرة مراكش"، و"ثورة الملك والشعب في ذاكرة ملك"، للفنان القدير المرحوم محمد حسن الجندي، "كلنا فلسطينيون"، و"الله على المغرب"، للمرحوم الدكتور مصطفى بغداد، كما أشرف وأخرج الملحمة الكبرى "كفاح ملك وشعب".