يقول جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي" في كل مكان حيثما تنظر، إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة فإنك تجد إيران"، تعلوا بنا نسقط ما قال وزير الدفاع الأمريكي على علاقة إيران ووكلائها بما يحدث في منطقتنا العربية وخاصة في اليمن.
يقول جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي" في كل مكان حيثما تنظر، إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة فإنك تجد إيران"، تعلوا بنا نسقط ما قال وزير الدفاع الأمريكي على علاقة إيران ووكلائها بما يحدث في منطقتنا العربية وخاصة في اليمن.
علاقة الوكالة بين إيران من جهة وميلشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية، لا تحتاج إلى دلائل وبراهين، فيوم أن تباهى وأفتخر مندوب مدينة طهران في مجلس الشورى الإيراني، على رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني على خامنئي بما وصفه باحتلال العاصمة العربية الرابعة ليس بعيداً!!.
ففي شهر سبتمبر 2104 وقف زاكاني في مجلس الشورى الإيراني قائلاً " إن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية"، مشيراً إلى أن صنعاء أصبحت "العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية". وتابع "نحن اليوم في ذروة قوتنا نفرض إرادتنا ومصلحتنا الاستراتيجية على الجميع في المنطقة". مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتجه إلى "تشكيل قطبين أساسيين، الأول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من العرب، والثاني بقيادة إيران والدول التي انخرطت في مشروع الثورة الإيرانية".
اتجهت إيران إلى وكلائها الحوثيين، لاستنساخ تجربة "حزب الله" في اليمن، ولإحكام طوق السيطرة والهيمنة الاستراتيجية على دول مجلس التعاون
وبعد أن ذكر زاكاني مظاهر التدخل الإيراني في بغداد ودمشق وبيروت، قال إن " 14محافظة يمنية سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين قريباً من أصل 20 محافظة، وأنها سوف تمتد وتصل إلى داخل السعودية"، مضيفاً "بالتأكيد فإن الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمن وحدها، وسوف تمتد بعد نجاحها إلى داخل الأراضي السعودية، وإن الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعد في تسريع وصولها إلى العمق السعودي"!!.
وقد وضعت إيران الشيعة الزيدية في اليمن تحت بصرها منذ وقوع الثورة الإيرانية عام 1979، وتقربت منهم تنفيذاً لفكرة "تصدير الثورة"، وضمن استراتيجية التحالف الأيديولوجي الإقليمية مع الشيعة الأثنا عشرية والطوائف الشيعية الأخرى مثل الزيديين، تحت ستار دعم المستضعفين والمظلومين وحماية الشيعة. ومسألة التدخل الإيراني في الدول العربية لا تخفى على عين مراقب موضوعي، والأمر لا يقتصر على اليمن والعراق وسوريا، بل يشمل البحرين والسعودية ذاتها أيضاً.
لميناء "الحديدة"، تحديداً، أهمية استثنائية في العلاقة التآمرية بين إيران وجماعة "الحوثي"، فقد استخدم الميناء في تهريب الأسلحة الإيرانية للجماعة منذ عام 2014، كما وقعت الجماعة اتفاقاً مع إيران لتوسيع الميناء، وبالتالي فإن تصوير ما يحدث في اليمن باعتباره صراعاً إقليمياً على النفوذ بين دول مجلس التعاون وإيران يمثل نوعاً من التضليل التحليلي والإعلامي، فما بين ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح من ناحية، وإيران من ناحية ثانية ينطوي على تهديد استراتيجي بالغ ضد الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون، فضلاً عن كونه بالأساس انقلاب على الشرعية الدستورية التي ارتضاها الشعب اليمني، وانتهاك لحقوقه في اختيار من يحكمه.
منذ غزو العراق عام 2003، وتوغل إيران في هذا البلد الذي سقط بين يديها كهدية مجانية بفعل غياب التخطيط الاستراتيجي المحكم لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين، انخرطت إيران في تنفيذ مخطط مذهبي واسع، يتخذ من وكلاء في دول مختلفة أدوات له، ويرفع شعارات أيديولوجية مثيرة للجدل كالدفاع عن الشيعة وغير ذلك.
ثمة دليل آخر يتمثل في تصريح المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، مير حسين فيروز آبادي رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة الإيرانية، وقال فيه إن "إيران لم تسلح (الحوثيين) ومهمتنا هي تدريب الشعوب وإعطائهم الاستشارات ليصبحوا أقوياء من الداخل".
دليل آخر يتمثل في الصواريخ والأسلحة الإيرانية التي يستخدمها الحوثيون، ومنها صواريخ "زلزال"، التي تطلق من الأراضي اليمنية عبر الحدود السعودية. وكانت مصادر إقليمية وغربية قد كشفت أن إيران كثفت مؤخراً إرسال شحنات أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى مليشيا الحوثي، كان آخرها ما حصل بالأمس الموافق 12إبريل الحالي، عندما تمكن صيادون يمنيون من اعتراض ومصادرة قارب يحمل على متنه أسلحة إيرانية محرمة عند محاولته الرسو في الساحل الشرقي لمدينة "الغيظة" عاصمة محافظة "المهرة" شرقي اليمن، كانت في طريقها للمليشيات الحوثية.
وكشفت مؤسسة "خدمات بحوث التسلح" أن أنظمة الطائرات المُسيَّرة التي عرضتها مليشيا الحوثي وصالح على أنها صنعتها محلياً هي صناعة إيرانية هُربت إليهم في اليمن. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة على التحركات العسكرية قولها: إن إيران زادت في الأشهر الأخيرة دورها في الحرب باليمن المستمرة منذ عامين، وكثفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. وأشارت إلى أن الدعم الإيراني يضاهي الاستراتيجية التي انتهجتها طهران لدعم حليفها "حزب الله" اللبناني في سوريا. الحوثي نفسه وصف موقف إيران مؤخراً بأنه "مشرف" وأنها "متعاطفة معهم"، ومعتبراً أن الوجود الإيراني في سوريا والعراق فاعل ومؤثر.
هل تريدون دلائل وبراهين أكثر من ذلك على العلاقة بين إيران وجماعة الحوثي؟! حسناً، لنأخذ التحليل الاستراتيجي الذي يؤكد أن إيران اتجهت إلى وكلائها الحوثيين، واستنساخ تجربة "حزب الله" اللبناني في اليمن من أجل السيطرة على مقدرات الدولة، وتنفيذ المخطط الإيراني الهادف إلى إحكام طوق السيطرة والهيمنة الاستراتيجي على دول مجلس التعاون، بحيث يكون من الشمال عبر وكلاء إيران في العراق وسوريا وحزب الله اللبناني، ومن الجنوب عبر جماعة "الحوثي" وميلشيات المخلوع صالح.
جماعة الحوثي منذ عام 2004 كانت تمثل محاولة إيرانية واضحة لاستنساخ تجربة "حزب الله" اللبناني في الحياة السياسية اليمنية، قوة سياسية بذراع عسكري مدعوم من إيران، حيث خاض الحوثي نحو ستة حروب مع الدولة اليمنية منذ عام 2004 حتى 2008، وفي عام 2012، تمكّنت السُلطات اليمنية من اعتقال خلايا تجسُّس لصالح إيران، ووصل الصراع إلى ذروته في 2013، عندما قامت البحرية اليمنية باعتراض سفينة إيرانية تحمل أسلحة ومتجهة للحوثيين، ومثلما انقلب "حزب الله" على الدولة اللبنانية في كثير من المراحل، وزج بها حروب مع إسرائيل، فإن الحوثي قد اجتاح صنعاء أيضاً بعد سقوط المخلوع صالح وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية لتحقيق انتقال سلمي للسلطة في البلاد، منقلباً على العملية السياسية، وساعياً للسيطرة على الدولة اليمنية بأكملها واسقاط مؤسساتها.
هذا التماثل الواضح بين نموذجي "حزب الله وجماعة الحوثي" لا تنكره طهران، بل أكده علي شيرازي ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري حين قال إن: "جماعة الحوثي في اليمن هي نسخة مُشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"، وقد تجسد الأمر واقعياً في تكريم إيران لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في طهران عام 2016 ومنحه جائزة ما يسمى بالمقاومة لذلك العام وكان لافتاً أن من سلمه الجائزة هو اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي يشرف على الأذرع الإيرانية المسلحة في الخارج بما لا يدع مجالا للشك في علاقة التبعية بين الطرفين، لاسيما إذا علمنا أن الجائزة ذاتها منحت في عام 2015 لحسن نصر الله زعيم "حزب الله" اللبناني!!.
إجمالاً، فإن التواطؤ الإيراني مع ميلشيات الحوثي وصالح يجافي القوانين والشرعية الدولية، كونه يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي 2216 و2231، والمرجعيات الدولية والخليجية كافة، والأخطر أنه لولا هذا الدعم لما استمر الحوثي في تأجيج الصراع والاعتداء على الشعب اليمني طيلة السنوات السابقة، وتجاهل الجهود الأممية لتسوية الأزمة والتشدد والتعنت في مواقفه التفاوضية، ما يجعل عملية تحرير ميناء "الحديدة" وحرمان الميلشيات المسلحة من الرئة التي تتنفس من خلالها وتتزود من خلالها بالأسلحة والأموال، مسألة بالغة الضرورة والأهمية من أجل مستقبل الأمة اليمنية. وأخيراً نقول، صدقت ياجيمس ماتيس " إذا كانت هناك مشكلة في المنطقة فإنك تجد إيران".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة