مظاهرات حاشدة بالسودان.. والسفارة الأمريكية تلوح بالمساعدات
خرج آلاف السودانيين، اليوم الخميس، إلى الشوارع في مدينتي الخرطوم وأم درمان، فيما أطلق عليه "مليونية الشهداء"، الداعية للحكم المدني.
وقال شهود عيان "للعين الإخبارية" إن حشودا من المتظاهرين ملأت شارع الستين، شرقي العاصمة الخرطوم، مرددين شعارات مناوئة للسلطة الحالية، ومطالبة بالقصاص للأشخاص الذين قتلوا خلال الاحتجاجات.
وبحسب شهود العيان فإن المحتجين قاموا بإغلاق كامل لشارع الأربعين في مدينة أمدرمان بالحواجز الأسمنتية والحجارة وبدأت الحشود تتوافد إليه في الوقت الراهن، بغرض التظاهر.
بدورهم، دعا عشرات من القضاة ووكلاء النيابة في السودان لفتح تحقيقات في مقتل متظاهرين.
وتأتي احتجاجات اليوم، استجابة لدعوة أطلقت لجان المقاومة في شرق العاصمة وأيدتها بقية اللجان الأخرى، وتم تحديد شارع الستين كنقطة للتجمع والتظاهر، "وفاء لشهداء الثورة والمطالبة بالقصاص لهم".
وعاشت الخرطوم يوما داميا خلال احتجاجات 17 يناير/كانون الثاني الجاري والتي سقط فيها 7 قتلى من المتظاهرين وعشرات الجرحى، وفق الاحصاءات الرسمية لوزارة الداخلية في السودان.
وتقول لجنة أطباء السودان المركزية، (نقابية غير حكومية) إن 72 شخصا من المحتجين قتلوا برصاص قوات الأمن منذ قرارات قائد الجيش الصادرة في 25 أكتوبر وحتى اللحظة.
وعلى إثر أحداث 17 يناير عاش السودان أجواء من الحزن وسط احتجاجات داخل الاحياء السكنينة واغلاق للطرق، وعصيان مدني ليومين بدعوة من قوى "الحرية والتغيير" (تحالف لقوى مدنية) حقق استجابة نسبية.
وتأتي هذه التطورات في ظل زيارة لوفد امريكي رفيع المستوى وآخر من الاتحاد الأفريقي للخرطوم، ضمن محاولة لدفع مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة الراهنة في البلاد.وتسعى مبادرة الامم المتحدة التي اطلقتها عبر بعثتها في الخرطوم "يونيتامس" إلى جمع السودانيين في طاولة تشاورية لحل الأزمة والوصول إلى توافق لتكملة العملية الانتقالية وعودة السند والدعم الدولي للبلاد والمتوقف منذ قرارات قائد الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي قضت بحل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وتعبر الدول الغربية بشكل مستمر عن قلقها إزاء ما تصفه بـ"العنف تجاه المتظاهرين السلميين في السودان"، وحثت مرارا السلطات السودانية على الامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين.
واليوم الخميس، قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، إن واشنطن لن تستأنف مساعداتها الاقتصادية للسودان، التي توقفت بعد قرارات الجيش ما لم يتم وقف العنف وعودة حكومة يقودها المدنيون.
وأضافت السفارة في بيان بشأن زيارة مساعدة وزير الخارجية مولي في، ومبعوث واشنطن الخاص لمنطقة القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد إلى السودان، إن الولايات المتحدة ستدرس اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن تعطيل العملية السياسية في البلاد.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز