ثغرة بالجدار تمنح الفلسطينيين نسائم صيف يافا وحيفا
لم تعلن إسرائيل السماح للفلسطينيين بالوصول إلى المدن الإسرائيلية كما لم تعلن أيضا عن أي إجراءات ضدهم.
غصت شواطئ مدن تل أبيب ويافا وحيفا ونتانيا خلال الأيام القليلة الماضية بالآلاف الفلسطينيين من مدن الضفة الغربية وخاصة الشمالية منها.
ولم تعلن إسرائيل السماح لهؤلاء الفلسطينيين بالوصول إلى المدن الإسرائيلية ومع ذلك فإنها لم تعلن أيضا عن أي إجراءات ضد من وصل منهم إلى هذه المدن.
وبات مشهد انتشار عائلات فلسطينية بأكملها على الشواطئ الإسرائيلية شبه يومي ما أثار العديد من علامات الاستفهام لدى دوائر صنع القرار في السلطة الفلسطينية.
وبدأت الظاهرة في عطلة عيد الأضحى الأسبوع الماضي ولكنها ما زالت مستمرة.
وقال مسؤول أمني فلسطيني، فضل عدم الكشف عن اسمه ،"لا نعرف حقيقة الأسباب التي أدت إلى غض إسرائيل الطرف عما يجري، إذ يدور الحديث عن دخول آلاف الفلسطينيين من شمالي الضفة الغربية إلى المدن الإسرائيلية يوميا".
وأضاف المسؤول الفلسطيني: "عادة ما كانت تلاحق إسرائيل الفلسطينيين الذين يدخلون بدون تصاريح ولكن فجأة ودون سابق إعلان أصبحت تسمح بذلك".
وتفرض إسرائيل على الفلسطينيين الذين يريدون المرور عبر الحواجز الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية الحصول على تصاريح خاصة من أجل المرور.
ومع انتشار فيروس كورونا، شددت إسرائيل من القيود على الحركة بحيث باتت تلزم حتى العمال في إسرائيل البقاء في أماكن عملهم لمدة 3 أسابيع على الأقل دون السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بالضفة الغربية.
ولم تعلق إسرائيل رسميا على دخول آلاف الفلسطينيين إلى المدن الإسرائيلية.
وكانت القيادة الفلسطينية أعلنت في شهر يونيو/حزيران أن منظمة التحرير الفلسطينية في حل من جميع الاتفاقيات مع إسرائيل، بما في ذلك الأمنية، ردا على قرار إسرائيل ضم 30% من الضفة الغربية.
وعلى إثر ذلك فقد أوقفت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن آلاف الفلسطينيين يمرون من خلال ثغرة في جدار الفصل الإسرائيلي في قرية فرعون، جنوب طولكرم، في شمالي الضفة الغربية.
وأضاف شهود العيان أن الفلسطينيين يجتازون الأسلاك الشائكة مشيا على الأقدام حيث تكون سيارات كبيرة بانتظارهم لنقلهم إلى المدن الإسرائيلية حيث يمضون يومهم قبل أن يعودوا.
وتمثل هذه فرصة لآلاف الفلسطينيين لزيارة ورؤية مدن يسمعون عنها فقط في قصص اللاجئين من كبار السن مثل يافا وحيفا.
ولكن بعض الفلسطينيين يصلون من هناك إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وقال محمد (29 عاما) من مدينة طولكرم، لـ"العين الإخبارية" إن أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى كان بمثابة حلم قد تحقق.
ورفض محمد الكشف عن اسم عائلته خشية تعرضه للملاحقة الأمنية من قبل إسرائيل، ولكنه أضاف أنه التقط صورا تذكارية مع قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى.
وغالبية الفلسطينيين الذين يجتازون الثغرة في الجدار هم من محافظات طولكرم وجنين وقلقيلية ونابلس وجميعها في شمالي الضفة الغربية.
ونشر فلسطينيون على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو لمنقذ في أحد شواطئ مدينة تل أبيب وهو يقول عبر مكبرات الصوت باللغة العربية: "إلى أهل نابلس الأبية كل عام وأنتم بخير، نحن في بلدية تل أبيب نرحب بكم في شواطئ تل أبيب فأهلا وسهلا بالجميع".
وفي شريط فيديو آخر يظهر بائع خروب من مدينة طولكرم وهو في شاطئ مدينة نتانيا ويقول: "من مدينة نتانيا نقول لكم خروب، تمر هندي وليمون بنعنع، وصل الذاكي إلى نتانيا".
ولا يوجد أي شاطيء بالضفة الغربية على البحر المتوسط.
ويجد الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية المرور عبر ثغرة الجدار متنفسا لهم بعد أشهر طويلة من القيود التي فرضها الانتشار الواسع لفيروس كورونا.
وتنقل عشرات الحافلات آلاف الفلسطينيين يوميا إلى قرية فرعون حيث ينتقلون من هناك مشيا على الأقدام لمسافة قصيرة إلى سيارات تنتظرهم في الجانب الآخر من الجدار.
وتبعد قرية فرعون 17 كيلومترا فقط عن البحر المتوسط.
وشهد الفترة منذ بداية يونيو/حزيران الماضي انتشارا كبيرا لفيروس كورونا في فلسطين وإسرائيل.
واليوم السبت قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إجمالي عدد إصابات كورونا وصل إلى 18370 إصابة بينها 103 حالات وفاة.
أما وزارة الصحة الإسرائيلية فقالت إن إجمالي عدد إصابات كورونا وصل إلى 80991 إصابة بينها 581 حالة وفاة.
ويخشى فلسطينيون من أن يؤدي هذا التنقل بين الضفة الغربية وإسرائيل إلى التقاط العدوى في إسرائيل ونقلها إلى الضفة الغربية.
كما يخشى رجال الأعمال في الأراضي الفلسطينية أن يكون هذا التنقل لصالح الأسواق التجارية في إسرائيل على حساب الأسواق الفلسطينية.
وكتب رجل الأعمال الفلسطيني البارز بشار المصري في تدوينة على حسابه في "فيسبوك" : "لقد كان الهدف من الإغلاق شبه التام في عطلة نهاية الأسبوع هو منع الاختلاط والحد من انتشار الكورونا".
وأضاف: "ولكن من الواضح أن الاحتلال أفقدنا السيطرة بفتح الحواجز فجأة مما أدى إلى تدفق الكثيرين من أبناء شعبنا إلى الداخل للاستجمام والتسوق".
وتابع المصري: "خسارتنا أصبحت مضاعفة في نشر المرض وكساد السوق المحلي".
وناشد المصري "المسؤولين بإعادة النظر في هذه الإجراءات لإعادة توجيه الإنفاق لإنعاش الاقتصاد المحلي ودعم السياحة الداخلية".
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg
جزيرة ام اند امز