تهديدات تتنامى بين روسيا والغرب.. هل اقترب الصدام؟
تهديدات تتنامى بين روسيا والغرب مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني لتمر العلاقات بأضيق حلقاتها، في ظل تعهدات تتصاعد بدعم غربي لكييف، وتحذيرات من موسكو بأن ذلك يمثل مشاركة من حلف الأطلسي بالحرب.
ورغم تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب حالة الاتحاد منتصف الشهر الماضي، تجنب التورط العسكري المباشر في الأزمة الأوكرانية، إلا أن روسيا تعتبر الدعم العسكري الواسع نوعا من المشاركة الفعلية بالحرب.
ووفق محللين فإن بوتين قد يلجأ إلى التصعيد تجاه حلف الناتو في عدة حالات، بينها وقوع عدد كبير من الضحايا الروس أكبر مما يتوقعه، حيث لا يجد مفرا إلا إلقاء اللوم على الغرب، وهو ما قد يدفعه إلى التهديد باللجوء للخيار النووي كوسيلة للوقوف في وجه واشنطن.
الناتو شريك في الحرب
والأحد الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الدول الأعضاء بحلف الناتو تقوم بإمداد كييف بأسلحة تساوي مليارات الدولارات.
وأضاف أن هذه الأسلحة والدعم يمثلان بصورة ما مشاركة في الحرب كون كييف تتلقى الأسلحة بدون دفع مقابلها، لافتا إلى أنه بذلك يتواطأ الغرب في قصف المناطق السكنية.
ووصف الرئيس الروسي مجددا حلف الناتو خاصة الدول الكبرى بـ"المعتدية"، مؤكدا أن لديها هدفا واحدا وهو تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق وأهم جزء فيه الاتحاد الروسي.
لا شراكة مع الغرب
واليوم الجمعة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده "لن تسمح للغرب بتفجير خطوط أنابيب الغاز مرة أخرى".
وأوضح، في فعالية بالهند بعد يوم من حضوره اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، أن موسكو لن تعتمد على الغرب بعد الآن كشريك في مجال الطاقة.
وقالت موسكو إن الدول الغربية مسؤولة عن الانفجارات التي ألحقت أضرارا بخطوط أنابيب نورد ستريم في سبتمبر/أيلول، وهو ما نفته تلك الدول ودعت إلى إجراء تحقيق دولي.
جهود دولية للوساطة
ووسط كل ذلك تتصاعد دعوات دولية لإنهاء الحرب التي انعكست تداعياتها على العالم أجمع، كان أحدثها تلك الدعوات التي جاءت على لسان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي طالبت بتأييد قرار من الأمم المتحدة من أجل إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتأتي تلك الدعوات بعد دخول الصين على خط الأزمة الأوكرانية بإعلانها اعتزامها "لعب دور بناء" في تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما رحبت به روسيا.
وخلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن "الجانب الصيني سيلتزم بحزم، كما كان من قبل، بموقف موضوعي وحيادي، ويلعب دورا بناء في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية".