بايدن وشولتز.. اللقاء أمريكي ألماني والرسائل لروسيا والصين
"إعلان وحدة" تريد أمريكا وألمانيا تمريره من خلال لقاء يجمع الرئيس جو بايدن والمستشار أولاف شولتز في رسائل موجهة مباشرة لروسيا والصين.
واليوم الجمعة، يستقبل بايدن شولتز في لقاء يتيح إعلان وحدة البلدين في رسالة موجهة إلى موسكو وبكين بعد فترة من التوتر بين الداعمين الرئيسيين لكييف.
وهذه ثاني زيارة للمستشار إلى واشنطن بعد زيارة أولى أجراها في فبراير/شباط 2022، والهدف منها "إعادة تأكيد روابط الصداقة الوثيقة" بين البلدين، بحسب البيت الأبيض.
ومما يمنح الزيارة أهمية خاصة هو سياقها الذي يأتي بعد فترة من التشنج بين واشنطن وبرلين حول المفاوضات الصعبة لتسليم دبابات إلى أوكرانيا.
ولا يتضمن برنامج الزيارة مؤتمرا صحفيا مشتركا كما هو معتاد في مثل هذه اللقاءات، ما أثار تساؤلات في الصحافة الألمانية، مع أن بايدن غالبا ما لا يلتزم بالتقليد المتعارف عليه، حيث لا يعقد مؤتمرات صحفية بصورة تلقائية عند استقبال قادة أجانب.
خلافات
المتحدث باسم المستشار شتيفن هيبشترايت اعتبر أن هذه المسألة كانت موضع "مبالغة مسرفة في التفسير"، مؤكدا أنها "زيارة عمل قصيرة".
وقال هيبشترايت إن بايدن وشولتز سيبحثان تطورات النزاع في أوكرانيا، موضحا أن بين المسائل المطروحة "كيف ستكون الأشهر المقبلة في أوكرانيا؟ وما انعكاس ذلك على الدعم الذي يمكن للحلفاء تقديمه" لهذا البلد.
وشدد على أن العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا التي تعول على الحلف الأطلسي وعلى الحماية العسكرية الأمريكية، "جيدة جدا" بالرغم من بعض التقلبات منذ وصول بايدن إلى السلطة.
ومنذ دخوله إلى البيت الأبيض، ضغط الرئيس الأمريكي علنا على برلين لحضها على التخلي عن مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي كان سيربطها بموسكو.
واليوم، تثير المساعدات الضخمة التي تعتزم الإدارة الأمريكية تخصيصها للصناعات الخضراء بموجب مشروع "قانون الحد من التضخم"، انتقادات من برلين والأوروبيين عموما.
ويمنح هذا التشريع الذي أقرته إدارة بايدن تسهيلات لبيع البضائع المصنوعة في الولايات المتحدة، لكن الأوروبيين عموما، خصوصا فرنسا وألمانيا، يرون فيه إجراء حمائيا معاديا للتجارة الحرة، ويخشون تداعياته على الصناعة الأوروبية.
كما كانت مسألة تسليم دبابات إلى أوكرانيا مصدر توتر.
وفي اعتراف نادر، أقر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان بأن ألمانيا شددت على أنها لن ترسل دبابات ليوبارد "إلا إذا وافق بايدن أيضا على إرسال دبابات أبرامز".
لكن أمام إصرار ألمانيا اضطر بايدن لتغيير موقفه وتصرف "من أجل وحدة صف الحلف (الأطلسي) ولضمان حصول أوكرانيا على ما تريد".
رسالة لبكين
جيفري راثكي، رئيس معهد الدراسات الألمانية المعاصرة في جامعة جونز هوبكينز في واشنطن، يرى في حديث لوكالة فرانس برس، أن اللقاء "سيسمح بتحديد المسار الواجب اتباعه من أجل استكمال تنفيذ عملية تسليم الدبابات".
ولفت هوبكينز إلى أن تسليم الدبابات لكييف "يعتبر المجال الذي لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهود الدبلوماسية والصناعية".
فيما يقول يورن فليك من المجلس الأطلسي للدراسات إن "ما لن يتبدل بعد هذا الاجتماع، هو أنه بنظر البيت الأبيض، معظم الطرقات المؤدية إلى أوروبا تمر من برلين. وأنّه بالنسبة لشولتز فإن كل الطرقات لدعم أوكرانيا تمر من واشنطن".
وتشكل الصين محورا آخر للقاء، إذ تود واشنطن أن تعتمد ألمانيا، القوة الاقتصادية الكبرى التي ترتبط بعلاقات تجارية مع الصين، موقفا أكثر حزما حيالها.
وثمة مواضيع خلافية كثيرة بين واشنطن وبكين، آخرها مسألة المنطاد الصيني الذي أسقط فوق الأراضي الأمريكية والقيود المفروضة على استخدام تطبيق تيك توك.
كما أعلنت واشنطن أن بكين تدرس احتمال تسليم أسلحة إلى روسيا لمساعدتها في هجومها على أوكرانيا، وهي مخاوف عبر عنها شولتز أيضا، معلنا الخميس في مجلس النواب الألماني "لا تزودوا المعتدي الروسي السلاح"، فيما تنفي بكين ذلك.
وخلص راثكي إلى أن اللقاء بين بايدن وشولتز سيوفر "فرصة ثمينة لتوجيه إشارة واضحة ومقنعة إلى الصين".
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز