شولتز وبايدن في لقاء "على انفراد".. بلا وفد أو صحفيين
في مخيلة العلماء ومحبي الخيال، تتزايد الأفكار عن تقنية تمكن المرء من السفر عبر مكانين في غمضة عين، فقط اختفاء ثم ظهور في سياق آخر.
لكن لسوء حظ المستشار الألماني، أولاف شولتز لم تصبح هذه الأفكار الخيالية، واقعية بعد، ومضطر إلى الطيران في العلن، للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، في وقت حساس للغاية.
ويطير شولتز إلى واشنطن، مساء الخميس، بدون صحفيين أو وفد ضخم، إلى واشنطن، لمقابلة الرئيس جو بايدن، يوم الجمعة في البيت الأبيض.
التفسير الرئيسي للسفر بدون وفد أو صحفيين إلى البيت الأبيض، وهي أهم زيارة خارجية يجريها المستشار الألماني عادة، أن كليهما؛ أي شولتز وبايدن، يريد التحدث على انفراد، وخاصة حول أوكرانيا، وفق الصحفي المتخصص في تغطية أخبار المستشارية، ماركوس فينر.
سفر المستشار الألماني في رحلة خارجية، وتحديدا إلى البيت الأبيض، بدون وفد كبير أو صحفيين، هو أمر نادر الحدوث بالأساس، ما يعكس مدى أهمية وسرية مضامين اللقاء.
وناقش الطرفان هذه الترتيبات الاستثنائية للزيارة لوقت طويل في الأشهر الماضية، واتفقنا على إجراء الزيارة في أوائل مارس/آذار، نظرا لتسارع خطى الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، وإمكانية انشغال بايدن فيما بعد هذا التاريخ بأمر إعادة ترشحه.
والعرض الأساسي الذي قدمه البيت الأبيض هو اجتماع مغلق لمدة ساعتين بعد ظهر الجمعة، ولا يخطط الطرفان لعقد مؤتمر صحفي لاحق.
وحول الزيارة، قالت المستشارية الألمانية في بيان مقتضب للغاية، "يسافر المستشار الاتحادي أولاف شولتز إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة عمل من 2 إلى 4 مارس/آذار 2023".
وتابعت "بعد وصوله إلى واشنطن في 3 مارس/آذار، سيلتقي المستشار شولتز مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض".
وأضافت "سيكون محور المناقشة المشتركة الحرب الروسية ضد أوكرانيا".
لكن الزيارة تأتي في ظل ضغوط أوكرانية على القوى الغربية من أجل تسليهما مقاتلات حديثة تستخدمها في القتال الدائر ضد روسيا منذ أكثر من عام، وهو الأمر الذي أعلن شولتز رفضه مرارا.
لكن رفض شولتز القاطع حدث أيضا في ملف تسليم كييف دبابات قتال حديثة، واستمر لفترة طويلة، قبل أن يتراجع المستشار الألماني إثر تفاهم مع الرئاسة الأمريكية على صيغة معينة.
ورغم هذا التفاهم الذي أعلن في حينه، لا تزال تفسيرات الطرفين لما حدث في هذا الملف متباينة بشكل كبير.
والإثنين الماضي، أكد نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفجانج بوشنر، تصريحات سابقة للحكومة بأن المستشار الألماني أولاف شولتز لم يشترط أبدا تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بدبابات "أبرامز" حتى تقوم ألمانيا بتوريد دبابات "ليوبارد" لكييف.
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مقابلة تلفزيونية، أمس الأحد، إن الألمان اشترطوا هذا الارتباط من أجل تسليم دبابات ألمانية قتالية لأوكرانيا.
وبعد أشهر من المناقشات، اتفق شولتز وبايدن في يناير/كانون الثاني الماضي على تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية، وتعهدت ألمانيا في البداية بتسليم 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2"، وزادتها مؤخرا إلى 18 دبابة.
في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم 31 دبابة من طراز "إم 1 أبرامز".
وفي ذلك الوقت، نفى المتحدث باسم الحكومة الألمانية هيبشترايت تقارير إعلامية بأن شولتز ربط تسليم دبابات "ليوبارد" بتعهد الولايات المتحدة بتسليم دبابات "أبرامز" أيضا.
وقال هيبشترايت في يناير/كانون ثاني الماضي: "لم يكن في أي وقت من الأوقات (...) رابط أو مطلب بأن يحدث شيء ما حتى يمكن أن يحدث الشيء الآخر". فيما قال نائبه بوشنر اليوم الإثنين، إنه "ليس بحاجة لتصحيح" هذا الوصف.
وفي تصريحات لشبكة "ايه بي سي" الأمريكية، قال جيك سوليفان، الأحد الماضي، إن بايدن "قرر بالأساس رفض إرسال (الدبابات) لأن جيشه قال إنها ليست مفيدة في ساحة القتال في هذه المعركة".
وأضاف سوليفان أن الجيش قال إن دبابات ليوبارد الألمانية تعد في المقابل مفيدة، لكن الألمان قالوا للرئيس إنهم غير مستعدين لإرسال دبابات ليوبارد، إلى المعركة طالما لم يوافق الرئيس على إرسال دبابات أبرامز أيضا".
وتابع سوليفان أن بايدن وافق على توريد دبابات أبرامز على المدى الطويل وذلك لمصلحة "وحدة التحالف" و"لضمان أن تحصل أوكرانيا على ما تريده" رغم أن دبابات أبرامز ليست هي ما تحتاج إليه أوكرانيا في الوقت الراهن.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز