الجزائر.. ختام مهرجان الفنون والثقافة بـ"تيفردود" الأمازيغية
المهرجان السنوي يتم تنظيمه من قبل سكان القرية في الجزائر ويضم فعاليات ثقافية متنوعة ما بين الشعر والحكي والفن التشكيلي
يختتم، الأحد، مهرجان الفنون والثقافة السنوي في قرية "تيفردود" الأمازيغية، إحدى أجمل وأشهر المناطق الجزائرية، ويعد تظاهرة ثقافية جمعت على مدار أيام انعقاد المهرجان مئات الفنانين والكتاب والأكاديميين المحليين والأجانب معاً على مدى أسبوع للتبادل الثقافي حول العالم.
واشتهرت القرية الواقعة على منطقة جبلية شرق جنوب ولاية تيزي وزو، بفعالياتها المتميزة وتنظيمها في كل أنحاء الجزائر، إذ قام السكان بإنجاز المهرجان وغيره من الأنشطة بجهودهم الشخصية، واعتبرت مثالاً في مجال التسيير الذي ينبض بالقلب التاريخي للقرية وفقا لهيكل تقليدي يسمى "ثجماعث"، التي يجتمع أعضاء لجنته كل شهر، لبحث شؤونها وخططها المستقبلية. ويعتبر المهرجان المنتظر من الأكثر جذباً في البلاد، ويساهم في خلق حراك ثقافي كبير ويتسم بلمحة أمازيغية عذبة، تحتفي بالهوية الأصلية لمناطق شمال أفريقيا.
وقال مطرف حسان، أحد الأعضاء المؤسسين لهذه التظاهرة لجريدة " الجزائر"، أن اتخاد القرار المتعلق بتخصيص يوم للقرية المستضيفة للمهرجان ابتداءً من هذه النسخة الـ15 لغرض التعريف بها وبمميزاتها, تماشيا مع مبدأ المهرجان المتمثل في المواطنة التشاركية الذي كان من بين أولى الأهداف التي دفعت بهم إلى إطلاق المهرجان .
وبخصوص إمكانية تصدير المهرجان إلى منطقة أخرى, أكد ذات المتحدث بأن الأمر ليس بيد المنظمين له, لأن المهرجان لا وصاية له, موضحا بأن الأمر يتعلق بتبني فكرة من طرف مجموعة من الفاعلين المحليين كي يصبح لكل منطقة وولاية مهرجانها الخاص بها.
من ناحيته, اعتبر محمد سالم سدالي، عضو في لجنة قرية ”تيفردود”ومنسق لجنة تنظيم هذه الطبعة، أن المهرجان في حد ذاته “فرصة لترقية المواطنة” كونه يستلزم مشاركة واسعة , مشيرا في ذات الوقت بأنه “فكرة تنظيمه غير منبثقة عن جائزة أنظف قرية التي عادت إلى قرية” تيفردود” عام 2017 بل هي استمرارية للأهداف المسيطرة” .
وتابع في نفس السياق, الهدف من هذا المهرجان هو ”ترقية العيش معا” و التفكير في تنظيم مشاريع مستقبلية مشتركة لاسيما بالنسبة لجيل الشباب الذين لم يعيشوا روح التضامن العريقة التي كانت تسود في مجتمعنا بالماضي".
للإشارة, أطلقت أولى فعاليات مهرجان ”احكي-فنون” عام 2004, وأصبح له سمعة وتأثير لايستهان بهما بكل المنطقة وحتى خارجها, وفق مايراه عدد من المتابعين والفاعلين في الساحة الثقافية المحلية.