خبراء: الكتب المطبوعة تهزم المسموعة لدى هواة القراءة
الكثير من هواة القراءة اتجهوا إلى الكتاب المسموع كبديل ملائم لعادة القراءة التقليدية.. فهل مضى زمن الكتب المطبوعة؟
تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية عما إذا كان للكتاب المسموع نفس فائدة الكتاب المطبوع في محاولة منها للوصول إلى إجابة قاطعة عن هذا السؤال الذي حير الكثيرين.
وأفادت "تايم" بأن الكثيرين من هواة القراءة ربما يجدون صعوبة في إيجاد الوقت الكافي لممارسة هذه العادة الحميدة، مشيرة إلى أن الكثيرين اتجهوا إلى الكتاب المسموع كبديل ملائم لعادة القراءة التقليدية التي باتت وكأن الزمن قد عفا عليها.
وقالت بيث روجويسكي، أستاذة علوم التربية بجامعة بلومسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية: "كنت دائما من هواة الكتب المسموعة، لكنني أعتبر ذلك نوعا من الغش".
وفي دراسة نشرت عام 2016، وضعت بيث طرحها موضع الاختبار، وجعلت مجموعة من الطلاب ينصتون إلى أجزاء من كتاب بعنوان "غير المكسور" من تأليف لورا هيلينبراند، يدور حول أحداث واقعية جرت خلال الحرب العالمية الثانية، وقامت مجموعة ثانية بالاستماع إلى الكتاب من خلال القارئ الإلكتروني، فيما قامت مجموعة ثالثة بالقراءة والإنصات في نفس الوقت.
وخضع الجميع بعد ذلك لاختبار يقيس جودة استيعاب كل طالب للكتاب، وخلصت بيث إلى أنه "ليس هناك فارق كبير في الاستيعاب بين القراءة، والاستماع، والقراءة والاستماع بشكل متزامن".
وإذا كان السؤال عن كيفية عدم وجود اختلاف في النتائج يطرح نفسه، فقد اتضح من خلال التجربة أن البعض يرى الكتب التقليدية المطبوعة أفضل من الكتب المقروءة عن طريق الشاشة، وذلك يعود إلى عدم قدرة البعض على معرفة المكان الذي وصل إليه على الشاشة بدقة، وهو ما يستطيع فعله بسهوله في الكتاب الورقي.
بكلمات أخرى، "فإن معرفة تسلسل الأحداث وتحديد المكان الذي وصلت إليه على الشاشة أمر مهم، ويساعدك على فهم ما تقرأ لكي تبني عليه".
وفي هذا الصدد، أفاد البروفيسور دانيل ويلينجهام، أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا ومؤلف كتاب "الأطفال الذين يقرأون"، بأنه فيما يحاول القارئ الإلكتروني تقليد ذلك بأن يبلغك بما تبقى من الرواية بأن يشير إلى نسبة مئوية تحدد ما تبقي من الكتاب، فإن ذلك ليس له نفس تأثير القراءة من كتاب تقليدي.
وبحسب البروفيسور دانيل، "فإن ما يتراوح بين 10% و 15% من حركة العين أثناء القراءة ارتدادية، حيث إنها ترجع للوراء لقراءة بعض ما فات، وهو ما يحدث بسرعة كبيرة بطريقة أشبه بمن يطلب من المتحدث أن يعيد ما قال، وذلك الإجراء من شأنه أن يعزز الفهم والإدراك، وهو ما لا يحدث عند الاستماع إلى كتاب، نظريا، يمكن إعادة مقطع ما للاستماع إليه مرة ثانية، لكن الأمر يبدو مزعجا ومملا".