قطر تهدي طائرة لأردوغان وتعجز عن إتمام صفقة مقاتلات "تايفون" البريطانية
الوقت بدأ ينفد من شركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية، لتأكيد صفقة طال انتظارها لبيع مقاتلات "تايفون" إلى قطر التي يعاني اقتصادها
في وقت أهدى فيه تنظيم "الحمدين" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طائرة فاخرة أطلق عليها "القصر الطائر" تصل قيمتها لنحو نصف مليار دولار، لا يزال الغموض يكتنف مصير صفقة بيع الطائرات المقاتلة طراز "تايفون" البريطانية لقطر، بعد تأجيلها وتأخر الاتفاق على شروطها النهائية في ظل تعثر الاقتصاد القطري.
وكشفت صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، أن الوقت بدأ ينفد بالنسبة لشركة "بي إيه إي سيستمز"، لتأكيد صفقة طال انتظارها لبيع مقاتلات "تايفون" إلى قطر.
وكان وزير الدفاع البريطاني جافن ويليامسون، أعلن مع نظيره القطري عن عقد بقيمة 5 مليارات جنيه استرليني لشراء 24 طائرة مقاتلة، إلى جانب حزمة من الدعم والتدريب، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقالت الصحيفة إن الشروط النهائية للصفقة لم يتم تأكيدها بعد، وإن عملية البيع سبق أن أرجئت لمرة واحدة.
وكانت شركة "بي إيه إي سيستمز"، قالت في البداية إن عملية البيع كانت "خاضعة لشروط التمويل واستلام الدفعة الأولى، والمتوقعة في موعد أقصاه منتصف عام 2018"، قبل تحديث العقد في شهر يونيو/حزيران الماضي الذي أجل الموعد، وقال إن الدفع "متوقع" في الربع الثالث من العام.
غير أن هذه التأخيرات لفتت الأنظار في الداخل، ودفعت البعض إلى التساؤل بشأن ما إذا كانت الصفقة قد واجهت مشكلات في التمويل.
ورجحت الصحيفة أنه إذا فشلت شركة "بي إيه إي سيستمز"، في إنهاء الشروط النهائية بنهاية ربع العام -30 سبتمبر/أيلول- ربما يتعين عليها إصدار بيان تنظيمي يفسر التأخير، غير أن الشركة رفضت التعليق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في قطاع الصناعة (لم تسمها)، قولها إن المفاوضات مستمرة بشكل جدي، ومن المفهوم أن شركة "بي إيه إي سيستمز"، تأمل في إعلان قريب، كما أن حجم وتعقيد عملية البيع -التي تم تعديلها لتشمل 9 طائرات تدريب طراز "هوك"- يبطئان التقدم.
كما يعتقد أن ثمة ضغوطا لضمان توافق الصفقة مع المتطلبات التنظيمية المعقدة، حيث كشفت وثيقة للخزانة البريطانية تم تسريبها في وقت سابق من هذا الشهر أن وكالة تمويل الصادرات البريطانية، وهي وكالة ضمان الائتمان الحكومية، قد طُلب منها ضمان الصفقة.
وحذرت الوثيقة من أن إتمام صفقة بيع طائرات مقاتلة طراز "تايفون" إلى قطر سيتطلب دعما "غير مسبوق" من دافعي الضرائب البريطانيين، ويهدد بضياع المليارات على الموازنة العامة.
وأعرب مسؤولو الوزارة عن قلقهم من أن تقديم الدعم المالي للصفقة التي تبلغ قيمتها 6 مليارات جنيه إسترليني يخاطر بـ"مليارات من تمويل وزارة الخزانة"، إذا عجزت قطر عن الوفاء بالتزاماتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن قطر أصبحت معزولة بشكل متزايد خلال العامين الماضيين في ظل استمرار قطع جيرانها الروابط الدبلوماسية والاقتصادية، لدعمها الإرهابيين؛ ما أثار مخاوف بشأن سلامة اقتصاد البلد.