إصرار نظام إيران على خرق الاتفاقية النووية له مؤشرات في اتجاه واحد وهو أن طهران لم ولن تتوقف عن مساعيها لامتلاك سلاح نووي.
الخيار العسكري ضدّ إيران لا يزال مطروحا حسب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت، والعقوبات ضدّ إيران هدفها واضح وهي منع الأخيرة من امتلاك السّلاح النّووي لأغراض غير سلميّة، وهذا حقّ دولي وإقليمي مشروع، ومن المفترض أنه لا خلاف عليه، ونرى أن هذا الخيار -أي الخيار العسكري- يجب أن يبقى مطروحا إزاء دولة لم ولا تحترم القوانين الدوليّة، وتخترق العقوبات الموجّهة ضدّها بشكل متواصل، وهذا ما تم ملاحظته عبر سنوات من العناد والتّعنّت الإيراني، إنها عبارة عن دولة لا تحترم المجتمع الدّولي، وحان وقت ردعها تجنّبا لبعض من شرّها.
اعتمدت سياسات النظام في طهران في الأربعين سنة الأخيرة أو ما يفوقها على التّمهيد الأيديولوجي، الذي يتمثّل في غسل العقول واحتلالها، وزرع أبواقه في مناطق مختلفة، ليتبعها باحتلال عسكري متمثل في إرسال قوات الحرس الثّوري المصنفة ضمن قائمة الإرهاب.
ولعلّ الرئيس الأمريكي عندما تحدّث في لقاءه التلفزيوني مساء الجمعة مع الشبكة التلفزيونية "ان بي سي " الأمريكية، عن محو زعماء إيران ، لم يخطأ هذه المرّة. وربّما في حديثه توجه لزعماء إيران، وهو يقصد إيران وان كان الأمر كذلك فستكون هذه نقطة اختلافي معه.
فقد حان الوقت فعليا ل"محو" بأتم معنى الكلمة (المحو) النظام الإيراني الجاثم على صدور شعبه الذي يعاني القمع والحاجة، وعلى منطقتنا والعالم. نظام يقوده السّواد والكراهية، ووجوده المبني ليس على الكراهيّة فحسب، بل على "شيطنة" الآخرين.
فبالنّسبة للنظام الإيراني، الولايات المتحدة الأمريكية حكومة وشعبا شيطان، هي وكل من تعامل معها، وكل من له دين وتوجهه مخالف لأطماع الملالي شيطان، سواء كان مسلما يهوديا أو مسيحيا أو بوذيّا، مهما كان دينه أو توجّهه. ولم يسبق لنا في التّاريخ الإنساني أن رأينا كراهيّة أو غلاًّ بحجم ما نراه اليوم في طهران.
إن إصرار النّظام الإيراني على خرق الاتفاقية النّوويّة، والتي تطلّب الوصول إليها سنوات من المفاوضات والوقت والأموال، له مؤشرات في اتّجاه واحد، وهو أن طهران لم ولن تتوقّف عن مساعيها لامتلاك السّلاح النّووي، لأغراض توسّعيّة، ومن أجل القضاء على كل من لا يتلوّن بلون الملالي، وهنا الخطر الأكبر.
لقد كان تصدير النّموذج الإيراني أحد الخطوط الكبرى لمخطط من كسروا الشاه، واستحوذوا على الحكم في إيران نهاية السبعينيات تحت مسمّى "الثورة الإسلامية"، وكانت تسمية لئيمة مكسوة بالخبث، لاستقطاب المؤمنين المسلمين واللّعب بعقول وعواطف الأمم.
وتمكّن نظام الملالي المترصّد لكل ثغرات وهفوات أمّتنا تاريخيا وجغرافيا، وحتّى قبليّا من استغلال أي خلاف للدّخول على عقول الضّعفاء المهزومين واستقطابهم، وهذا ما فتح له مجالات جغرافيّة وعقليّة أو بالأحرى لا عقلانيّة بين العراق وسوريا ولبنان واليمن.
كما اعتمدت سياسات النظام في طهران في الأربعين سنة الأخيرة أو ما يفوقها على التّمهيد الأيديولوجي، الذي يتمثّل في غسل العقول واحتلالها، وزرع أبواقه في مناطق مختلفة، ليتبعها باحتلال عسكري متمثل في إرسال قوات الحرس الثّوري، المصنفة ضمن قائمة الإرهاب، ويتقبلها المستعمَرون بالتّهليل والفرح، إنه سحر ونيران لن تنطفئ بمعجزة، بل ستحرق الشّعب الإيراني في نهاية المطاف، والخوف الآن من أن يطال لهبها دول المنطقة وشعوبها الأبرياء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة