الوصول إلى التيتانيوم.. دراسة تكشف جدوى «التعدين القمري»

يعد التيتانيوم أحد أكثر الموارد قيمة على الأرض والقمر، فعلى الأرض، يباع بحوالي 10 آلاف دولار للطن، مما يجعله حيويا لصناعات مثل الفضاء وتكنولوجيا النانو، لكن هل يمكننا تسخير الموجود منه على القمر لتعزيز اقتصاد الأرض؟

هذا هو السؤال المركزي لدراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوبسالا في فنلندا، ونشرت في مجلة" الجيولوجي الأوروبي".

• التيتانيوم.. معدن المستقبل

ولفهم إمكانات التعدين القمري، فكر في التيتانيوم الموجود على القمر مثل الكنز المخفي في صندوق رمل ضخم، فعلى الأرض، يوجد معدن يسمى الإلمنيت، والذي يكلف حوالي 390 دولارا للطن المتري.

ويتوفر الإلمنيت أيضا بكثرة على القمر، وخاصة في مناطق مثل بحر الهدوء، حيث جمع رواد الفضاء أبولو عينات، قام الباحثون بتحليل تركيزات الإلمنيت في التربة القمرية (المسماة الريجوليث) والصخور، وقدروا أنها تشكل 3% من الريجوليث العام و15% من بعض الصخور البازلتية.

وبينما ينتج منجم تيلنس في النرويج، وهو موطن لأحد أغنى رواسب التيتانيوم على وجه الأرض، حوالي 750 كيلو طن من الإلمنيت سنويًا، وهو ما يمثل 5% من العرض العالمي، وجد الباحثون أن الناتج المحتمل لمنجم قمري سيكون في النهاية حوالي 500 كيلو طن من التيتانيوم سنويا، أي حوالي ثلثي إنتاج تيلنس.

ويأتي تعدين القمر مع مجموعة من التحديات، حيث ستحتاج أولا إلى نقل الآلات الثقيلة مثل الحفارات والشاحنات القلابة، التي تزن حوالي 2500 طن إلى القمر، وسيتطلب هذا إطلاق 40 صاروخ (ساتورن 5)، وهو نفس عدد الإطلاقات اللازمة لبناء محطة الفضاء الدولية بالكامل.

 وبمجرد وصول المعدات إلى القمر، تظهر مشكلة الطاقة، حيث تحتاج الآلات إلى حوالي 11 ميغاواط من الطاقة للعمل، والتي يمكن توفيرها من خلال الألواح الشمسية والطاقة النووية، ولكن لم يكتشف أحد بعد كيفية تشغيل مثل هذه المعدات الضخمة بشكل مستدام على القمر.

وفي حين أن تعدين التيتانيوم القمري للأرض قد لا يكون عمليا على الفور، إلا أن هناك فائدة خفية، فتفكيك الإلمنيت لاستخراج هذا المعدن، يطلق أيضا الأكسجين، وهو مورد ضروري لكل شيء من وقود الصواريخ إلى الهواء القابل للتنفس، لذلك، بدلاً من التركيز على التيتانيوم نفسه، قد تستهدف عمليات التعدين القمرية المستقبلية في البداية إنتاج الأكسجين، حيث يكون التيتانيوم منتجا ثانويا قيما.

وفي الختام، يعترف الباحثون أنه في حين أن تعدين القمر للحصول على التيتانيوم قد لا يكون مجديا اقتصاديا لاقتصاد الأرض في الوقت الحالي، فإن التكنولوجيا تتقدم بسرعة، وقد لا يحدث تعدين القمر في العقد المقبل، لكنه احتمال مستقبلي، وقد يلعب التيتانيوم دورا أساسيا في المزيد من استكشاف واستعمار الفضاء.