فوز "تاريخي" للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني ضمن منافسات كأس العالم قطر 2022، وضع مليشيات الحوثي في "مأزق" وكشف ازدواجية معاييرها.
فما أن أطلق حكم منتخبي السعودية والأرجنتين صافرة نهاية المباراة بفوز "الصقور الخضر" على "راقصي التانجو"، حتى عمت مظاهر الفرح الشارع اليمني، الذي خرج مواطنوه للاحتفاء بما وصفوه بـ"الإنجاز التاريخي".
إلا أن ذلك "الانتصار" العربي" وضع مليشيات الحوثي وقيادتها في مأزق شديد، فإلى أي الكفتين تميل؟.. الهوية العربية أم الولاء لطهران؟ ..تلك التساؤلات كشفت عن تناقضات "جمة" داخل صفوف "الانقلابيين".
فبينما جاء رد الفعل السريع غير المصطنع من بعض قيادات المليشيات على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بتهنئة صقور الأخضر، بفوزهم الذي وصف بـ"المستحق"، إلا أنهم سرعان ما حذفوا تلك التغريدات، في موقف اعتبره نشطاء "توجيهات إيرانية"، على سبيل التندر بسبب ولاء قيادات الحوثي المطلق لطهران.
عفوية أم تبعية؟
أحد أبرز القيادات الحوثية التي غردت ثم حذفتها كان مشرف ما يسمى بـ"وزارة الخارجية" حسين العزي، والقيادي المتطرف المعين وزيرا للإعلام ضيف الله الشامي، والقيادي المعين رئيسًا للجنة الأسرى عبدالقادر المرتضى، إضافة لنشطاء موالين للمليشيات.
وتجاوز حذف قيادات مليشيات الحوثي لتغريداتها إلى الخروج لتقديم الاعتذار بزعم أنها "كانت عفوية"، في موقف فضح "حقدها" على كل فرحة عربية، وكشف عن صراعها الداخلي نتيجة الولاء المطلق للنظام الإيراني وتدخله بأدق تفاصيل المليشيات.
ذلك الموقف الذي كشف ازدواجية معايير مليشيات الحوثي وتبعيتها المطلقة لطهران، بدا واضحًا، -كذلك- في التهاني المسبقة لتلك العناصر "الانقلابية، والتي وجهتها للمنتخب الإيراني بالفوز على نظيره الإنجليزي يوم الإثنين الماضي.
قراءة "فاشلة"
إلا أنه بعد أن باءت قراءتهم لواقع المباراة بالفشل، وتحطمت آمالهم على النتيجة "المخيبة" لمنتخب إيران على يد نظيره الإنجليزي، إضافة إلى إحجام لاعبي المنتخب الإيراني عن ترديد النشيد، هرولوا إلى حذف التهاني من على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".
قيادات مليشيات الحوثي لم تكن وحدها من وقعت في ذلك "المأزق"؛ فشركة الاتصالات (يمن موبايل) وهي أكبر شركة اتصالات في اليمن وتخضع لسيطرة الانقلابيين غردت هي الأخرى قبل مباراة إنجلترا وإيران، على حسابها في "فيسبوك"، تساند منتخب طهران، وتصف لاعبيه بلقب "أسود فارس".
لكن "الأسود" حسب وصفها بعدما امتنعوا عن ترديد النشيد دعماً للاحتجاجات ضد ملالي إيران، أجبر الشركة الضخمة على حذف منشورها لتكشف هي الأخرى أن المأزق يمتد من قاعدة الحوثي إلى هرم قياداته، بحسب مراقبين.
بيادق إيرانية
ويرى مراقبون أن تراجع مليشيات الحوثي عن مباركة فوز السعودية والتهنئة المسبقة للمنتخب الإيراني كان بمثابة تجسيد لحالة ضعفها وفضحت حجم الاهتزاز والارتباك العلني الذي يضرب قيادات المليشيات إثر تحولها لمجرد "بيادق إيرانية".
وإلى ذلك، قال الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "تراجع قيادات مليشيات الحوثي عن نشر مباركة فوز المنتخب السعودي يؤكد أنها "لا تملك حتى حرية التعبير عن مشاعرها إزاء حدث رياضي".
وأضاف أن "حالة الضعف التي ظهرت على قيادات المليشيا الحوثية، وهي تبرر نشرها التهاني في منصات التواصل الاجتماعي بفوز المنتخب السعودي ينسف ادعاءاتها حول السيادة واستقلال القرار".
ورغم أن القيادات الحوثية حاولت أن تظهر أن ما كتبته حول فوز المنتخب السعودي هو حالة شعورية أو عفوية تجاه شعب عربي، إلا أن الفيتو الإيراني كان "صارما"، ووجه المليشيات بحذف التغريدات والاعتذار عن نشرها كذلك، وفقا للناشط السياسي اليمني.