خبراء وتربويون: التسامح جين متوارث يجري في الدماء الإماراتية
جلسة "التسامح في التعليم العالي" ركزت على دور الجامعات في نشر ثقافة التسامح، وتطرقت إلى التأثير الاجتماعي للتسامح على شباب اليوم
أكد خبراء وتربويون أن التسامح صار ثقافة لدولة الإمارات، وأصبح جينا تتوارثه الأجيال وترعاه الدولة وتنميه وتحرص على نشره بين المجتمع.
جاء ذلك في جلسة "التسامح في التعليم العالي" ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الثانية للقمة العالمية للتسامح التي تستضيفها دبي على مدار يومين، والتي انطلقت الأربعاء تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح"، بحضور 3 آلاف مشارك من مختلف دول العالم.
وتمحورت جلسة "التسامح في التعليم العالي" على دور الجامعات في نشر ثقافة التسامح، كما تطرقت إلى التأثير الاجتماعي للتسامح على شباب اليوم، واستخدام التسامح في تحقيق السلام واحترام التنوع ومحاربة العنصرية، والتحديات التي تواجه المنظمات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز السلام.
وطالبت الدكتورة إيناس بنت سلمان العيسى مديرة جامعة الأميرة نورة عبدالرحمن بالمملكة العربية السعودية بضرورة أن تقدم الجامعات نموذجا وقدوة ومناهج دراسية قائمة على الشغف والمثابرة بمختلف المعاهد والجامعات.
وشددت العيسى على أن "جامعة الأميرة نورة عبدالرحمن" تعمل وفق رؤية انفتاحية على العالم، مرتكزة على سياسات متنوعة توفر بيئة خصبة للتطور الفكري المستدام، واحترام التباين بين مختلف الجنسيات سواء على مستوى هيئة التدريس أو بين الطلبة.
واعتبر الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا في الإمارات، أن التسامح يجري في الدماء الإماراتية وجين تتوارثه الأجيال، مشيرا إلى ضرورة أخذ فرصة لنشر التسامح بين الأجيال المقبلة.
ولفت الشامسي خلال الجلسة إلى تقديم كليات التقنية استشارات لفئة الشباب، مع تنظيم حوارات طلابية بين مختلف الصفوف، مشددا على ضرورة بناء مهارات التسامح وتثقيف الهيئة التدريسية على اعتبار أن التنوع يثري الخبرات، وهو ما يمكن ترسيخه عن طريق المناهج التربوية.
وأكد الشامسي أهمية الترويج لأنشطة مجتمعية مثل التطوع، الذي يدفع الشباب لتقبل الآخر، مشير إلى أن كليات التقنية أنجزت مليونا ونصف المليون ساعة عملا تطوعيا، وهو ما يؤكد أن التسامح أسلوب حياة.
مبادرات عالمية عديدة سعت لترسيخ التسامح، من بينها "مبادرة التسامح العالمي" في ألمانيا. وأكد هوبرتوس هوفمان مؤسس ورئيس المبادرة أنهم يعملون على نشر ثقافة التسامح من خلال توزيع الاقتباسات التي تدعو إلى قيم التسامح عن طريق التعليم والرياضة، إضافة إلى استحداث 70 ممارسة عن التسامح.
وأشار هوفمان إلى أن التسامح عملة ذات وجهين، لذا لا بد من احترام الاختلاف واحتضانه وليس نبذه.
وتحدثت جوليانا أوريبي فيليجاس، الرئيس التنفيذي والمؤسس "موفيليزا توريو" في جمهورية كولومبيا، عن تجربتها في نشر التسامح، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ تجربة خلال العام الماضي عن السلوك الاقتصادي تحت عنوان "خفف نبرتك" عبر مواقع التواصل، وهو ما ساهم في تحفيز الناس وتغيير سلوكهم.
ولفتت فيليجاس إلى أن الدراسة تمت على 20 ألف شخص خضعوا للاختبار خلال أسبوعين، وهو ما يعكس شغف الناس في رغبتهم بالتغيير، مطالبة بضرورة أن يعمل كل من المرأة والرجل داخل المجتمع بأن يكونوا قادة في مجتمعهم لنشر التسامح.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg
جزيرة ام اند امز