رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر: الإمارات تعيد للعالم مفهوم التسامح
صدى عالمي تثيره الزيارة التاريخية المرتقبة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات العربية المتحدة
صدى عالمي كبير تثيره الزيارة التاريخية المرتقبة والمشتركة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وبزيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 3 إلى 5 فبراير/شباط الجاري، سيصبح أول حبر أعظم يزور شبه الجزيرة العربية.
- البابا فرنسيس.. رؤية عالمية تناصر الإنسانية والسلام وتنبذ العنف
- 8 محطات بارزة في زيارات البابا فرنسيس الخارجية خلال 5 سنوات
وتعليقا على الزيارة الكبيرة المرتقبة قال كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر "إن الزيارة هامة جدا لترسيخ مبادئ السلام والإنسانية والعدل والمساواة في منطقة تعرضت لحروب وصراعات أفقدتها كل هذه المبادئ والمعاني النبيلة".
وأكد جبر في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى لاسترجاع هذه المفاهيم، في منطقة باتت شعوبها أحوج ما تكون للعيش في معاني السلام والإنسانية.
ويضيف جبر أن دولة الإمارات بها أكثر من 200 جنسية، تمثل تقريبا كافة الجنسيات الممثلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعيشون فيها كمواطنين دون تفرقة أو تمييز، لهم ما للمواطن الإماراتي، وعليهم ما عليه.
ويضيف رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر أن وحدة الأديان مُمثلة بوضوح في دولة الإمارات، فبها المساجد والكنائس والمعابد، تشكل تعايشا سلميا ما بين كل أبناء الديانات المختلفة، عاكسة بهذه الصورة معنى كبيرا نحن بحاجة ماسة لاسترجاعه في ظل الحروب الطائفية والمذهبية القائمة بالمنطقة.
ويستدل جبر على أوجه التسامح بالإمارات العربية المتحدة، بمسجد الشيخ محمد بن زايد، الذي أُطلِق عليه "مريم أم عيسى"، وهذه رمزية كبيرة جدا للسلام والمحبة، سيما أن السيدة مريم العذراء يحبها المسلمون والمسيحيون، فهي من الرموز الدينية المسيحية المُحببة التي تخلق نوعا من الانسجام بين الأديان.
وأشار إلى أن جائزة محمد بن راشد العالمية للسلام ستكون حاضرة خلال زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات، في إطار بلورة مفاهيم السلام.
وتابع: سيكون اليوم الثاني بالزيارة مميزا جدا، فسيقام قداس يحضره 130 ألف إنسان من مختلف الأديان والجنسيات، وسيلقي قداسة البابا فرنسيس عظة وكذلك سيلقي فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمة، وكلاهما رمزان كبيران في العالم، وليس في المنطقة فقط.
واستطرد جبر قائلا: "الأزهر يمثل الوسطية والاعتدال، وفي هذا الإطار رأينا الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة لمصر قال لشيخ الأزهر نحن بحاجة لنعلم رجال الدين في فرنسا بالأزهر حتى ينهلوا من المعاني النبيلة للإسلام والوسطية".
ولفت رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر إلى أن الزيارة تأتي في ظل نظرة الغرب للإسلام التي يشوبها كثير من المغالطات والأخطاء، لتؤكد الزيارة أن مساحات التقارب بين الأديان أكبر بكثير من مساحات الاختلاف، ولكن الأزمة في التطبيقات سواء من بعض المتطرفين في الشرق أو في الغرب.
وأضاف جبر أن من أهم محاور المؤتمر الذي سيعقد في أبوظبي، تحت عنوان المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، ترسيخ مفهوم المواطنة في مواجهة التطرف، والأزمة التي تطحن المنطقة العربية وشعوبها هي التطرف وغياب مفهوم المواطنة التي تعني بالأساس أن تعيش الشعوب كلها كأبناء وطن واحد متساوين في الحقوق والواجبات مهما اختلفت الأديان واللغات أو الأجناس.
وأوضح أن من أهم عوامل المواطنة ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية، لأن الجماعات المتطرفة خلقت صراعا ما بين حب الأوطان وما بين الأديان، وبدأت في إثارة أفكار وكأن من يعشق وطنه يكره دينه، وهو مفهومٌ خاطئ لأن حب الأوطان جزء من العبادة وجزء من الأديان وكلاهما لا ينفصلان.
ورجّح جبر أن يكون هذا المحور في مؤتمر أبوظبي من المحاور الهامة جدا للرد على كل الدعاوى المتطرفة المنتشرة في المنطقة.
وباستفاضةٍ قال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر إن مستقبل منطقة الشرق الأوسط ووأد الفتن والصراعات ووقف مستنقعات الدم والقتل يعتمد على عودة الهوية للدول التي فقدت هويتها الوطنية التي تجمع كل أبناء المجتمع تحت مظلة عملٍ واحد ونشيد واحد، يدينون بالدولة الوطنية التي تشمل كافة عناصر المجتمع وأطيافه السياسية، الدينية، وخلافه.
وأضاف أن التأكيد على الهوية الوطنية -التي سيشملها حدث زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات- طوق الإنقاذ للمنطقة العربية، فإذا عادت الهوية الوطنية لدول المنطقة التي تعاني من حروب سواء في ليبيا، سوريا، اليمن أحيانا، ستعود لهذه الدول قوتها وتماسكها حيث سيتوحد الولاء لأوطانهم، وجيوشهم، ومؤسساتهم.
وتابع: ما يحدث الآن أن الجماعات المتطرفة خلقت داخل الوطن الواحد هويات متعددة واستبدلوا أعلام الدول التي تحوي رموزا وشعارات ترمز لهوية الدولة، بقطعة قماش سوداء عليها سيف، ترمز للظلام والقتل، كرمز بعيد عن الإسلام والتيارات الإسلامية المستنيرة، أخذوه من الصراعات التي كانت في العصور الوسطى، رمز غريب يصدرونه كأنه يعبر عن الإسلام بينما هو لا يعبر عنه إطلاقا، فالنبي محمد قال إنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وإنك لعلى خلق عظيم، وهو ما يبرز جوهر الإسلام المتمثل في مكارم الأخلاق، والأخلاق بمفهومها الواسع تحرم الكذب والغش والخداع، وتصون الممتلكات العامة والخاصة، وتمنع كل مظاهر الإساءة للإنسان والإنسانية، ودولة الإمارات بعقد هذا المؤتمر تقدم خدمة للعروبة والإسلام.
ويشير رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بمصر إلى أن قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، شخصية معتدلة، زار مصر عام 2017 في أعقاب تعرض بعض الكنائس لاعتداءات، وسقوط قتلى، حينها زار الكاتدرائية والأزهر، وأقام قداسا ضخما في استاد الدفاع الجوي، وعكس مفهوما أن هذا الرجل يقف في صف التقارب وحوار الأديان، وضد التطرف والعنف وإذكاء الحروب بين أبناء الأديان والمذاهب المختلفة.
وأكد جبر أن الرمزين المتمثلين في قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر قامتان دينيتان كبيرتان يسترجعان معاني السلام والمواطنة وكافة المعاني النبيلة من أرض دولة الإمارات التي دائما ما تقف في ظهر العروبة والإسلام.
وأشار إلى أن المعاني الإسلامية والنبيلة شديدة الوضوح في عقل حكام دولة الإمارات، ودائما يسعون إلى الوحدة، والائتلاف ونبذ الحروب وحقن الدماء، فهذه هي الرسالة الكبرى التي ستنطلق من أبوظبي خلال زيارة بابا الفاتيكان، ملخصة في جمل قصيرة "كفوا عن الحروب.. احقنوا الدماء.. صونوا الأعراض"، لقد آن الأوان للأمة العربية والإسلامية أن تقف في هذه المرحلة متكافئة وصفا واحدا وتسترجع بعض أمجاد عصور غرناطة أو عصور انفتاح الشرق على الغرب.