رجال دين في مؤتمر الأخوة الإنسانية: المحبة والتآخي أساس احترام الآخر
زيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس إلى الإمارات تعمل على بث روح المحبة والتآخي في العالم أجمع.
أكد مشاركون في الجلسة الثالثة من المؤتمر العالمي لـ"الأخوة الإنسانية"، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن روح المحبة والتآخي والاسترشاد بمبادئ الدين خطوات مهمة لتحقيق الأخوة الإنسانية.
وقال محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين في جمهورية إندونيسيا، في الجلسة التي عقدت تحت عنوان "التحديات والفرص": إن الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية، فالمقولة السابقة تفيد بأن هناك رابطتين لا ثالث لهما هما الأخوة الدينية والأخوة الإنسانية، ولا تلغي إحداهما الأخرى، بل كل منهما تؤكد الثانية للخروج بعالم يسوده الوئام والسلام، على الرغم من تعدد الأديان والشعوب والأعراق".
وأضاف "أكبر تحد لتحقيق الأخوة الإنسانية يكمن في حضارة العالم، فالأطماع والتكنولوجيا وضعت الإنسان على الهامش وأهملت إنسانيته، على الرغم من أنها أفادته بتقنياتها وعلومها وتقدمها".
وتابع "بعض أبناء هذا العصر ونتيجة الجهل وسوء الفهم لتعاليم الدين وعدم الوعي بالمتغيرات الفاصلة يعتبرون أن الأخوة الدينية لا تتماشى مع الأخوة الإنسانية، مما أدى للقطيعة والانعزال فيما بينهم، ولكن التواصل وفهم الآخر من ضرورات الحياة".
من جانبه، قال الدكتور عارف علي النايض، رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة في الجمهورية الليبية: "الإنسانية في الإسلام ليست عن عصر النهضة الأوروبية وغيرها من المذاهب ولكنها إنسانية من نوع خاص لتعبد الله، وأن يعرف الإنسان في قرارة نفسه أنه مخلوق، فعندما ننظر إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه علّمنا الكثير حول الإنسان فهو يقول: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، فكلنا يخطئ ويصيب".
وتابع رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة "على الرغم من أن حقائق الأشياء ثابتة فإن معرفتنا بالحق وإدراكنا له محدود لأننا بشر، وكلنا أخطاء ويجب أن نصحح لبعضنا، فالمؤمن مرآة المؤمن نحو المعرفة والفهم".
ورأى المطران إلياس جُرجي عودة، مطران بيروت للروم الأرثوذكس في لبنان، أن النعمة التي يتميّز بها الإنسان عن باقي المخلوقات هي الإنسانية، ولكن للأسف بات في غالبية الأحيان يهملها، بسبب التحديات والعوائق والتي ظهرت في التاريخ الإنساني منذ قتل قابيل لأخيه هابيل".
وأكد عودة أن الإنسان مفطور على المحبة مهما اختلف الشكل أو اللون أو العرق أو الانتماء الديني، كما أن طلب المعرفة لا بد أن يكون بدافع المحبة وليس بغرض المصالح الشخصية، والتي يلقيها الشيطان في القلوب فتنشأ الفتن ويزداد الكبر في النفوس.
وقال "المحبة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف، فإذا عمل كل القادة الدينيين والسياسيين على هذا الأمر أصبح الجميع إخوة وهذا ما تسعى إليه دولة الإمارات، التي أصبحت في طليعة البلدان العربية الداعية إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر، من خلال إنشاء وزارة خاصة للتسامح ومؤتمرات التوعية وآخرها ما نشهده اليوم".
وأضاف عودة "زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات تعمل على بث روح المحبة والتآخي في كل العالم، وأن يقيم معه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في المنزل نفسه فله معنى كبير في التواصل والإخاء".
وتابع "المحبة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف، فإذا عمل كل القادة الدينيين والسياسيين على هذا الأمر أصبح الجميع إخوة، وهذا ما تسعى إليه دولة الإمارات، التي أصبحت في طليعة البلدان العربية الداعية إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر، من خلال إنشاء وزارة للتسامح ومؤتمرات التوعية وآخرها ما نشهده اليوم".
واختتم كلامه قائلا "علينا بث روح المحبة والتآخي والاسترشاد بمبادئ الدين وعدم استغلاله في أمور السياسة، وأن نرسم مبادئ الحوار بناء على الصدق والصراحة والانفتاح والشفافية، وهذا لا يتحقق إلا بالمحبة وتجاوز الأنانية ونبذ المصالح الشخصية، واحترام الآخر وصون حريته وكرامته".
وتوجه البطريرك إبراهيم إسحاق سيدراك، بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، بالشكر إلى القائمين على مؤتمر "الأخوة الإنسانية" ودولة الإمارات، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وأكد بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر أن قداسة البابا فرنسيس اختار الإمارات لأنها جسر للتفاهم والتلاقي منذ نشأتها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقال "نكتشف أهمية الأخوة الإنسانية انطلاقاً مما يشهده العالم من حروب ونزاعات ومجاعات، والاستغلال السيئ للحرية بالاعتداء على الآخرين يؤدي إلى خصومات وحروب وانتقام متبادل، ودور الديانات خلق التناغم بين الناس، ويجب الاستفادة من الفرص والمبادرات الإيجابية التي تدعو إلى المحبة والسلام".
وأضاف "علينا أن نستفيد من خبرات الماضي للانتقال من مرحلة التنظير إلى القناعة الداخلية بأهمية العمل المشترك على تطبيق تعاليم الدين السمحة والقيم الإنسانية لخلق مساحات من التناغم والحوار".
وتابع "المؤتمرات واللقاءات التي يكون موضوعها الأخوة الإنسانية تؤتي ثمارها على المدى البعيد، لأنها تبني جسوراً من التلاقي وقبول الآخر والتعايش السلمي والعمل المشترك".
واختتم البطريرك إبراهيم إسحاق سيدراك كلامه قائلا "هناك تحديات في ثقافاتنا وظروفنا والسياق الذي نعيش فيه المحلي أو العالمي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تعيق طريق الأخوة الإنسانية، والدين ليس اكتفاء بالظواهر لكن يجب أن يكون الله حاضراً في داخلنا، لذا كان المسيح يحارب النفاق والتظاهر الخارجي العقيم الذي لا يؤدي إلى فائدة أو محبة حقيقة للآخر".
ويقام المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية على مدار يومي 3 و4 فبراير، وينظمه مجلس حكماء المسلمين.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg
جزيرة ام اند امز