سيول الأمطار تعري الحوثيين.. مشاريع وهمية ودمار في البنية التحتية
مع حلول موسم الأمطار في اليمن تغتنم مليشيا الحوثي الكوارث الناجمة عن السيول لنهب الإيرادات من خلال المشاريع الوهمية.
ولا تجد قيادات مليشيا الحوثي أدنى حرج في استثمار مصائب اليمنيين القابعين في مناطق سيطرة الانقلاب، حيث تتحول الكوارث الطبيعية إلى موسم مزدهر للنهب والفساد.
وأصبحت المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمالي اليمن هشّة أمام كوارث الطبيعة جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في اليمن عقب الانقلاب الحوثي أواخر 2014.
- أثرياء "مص دماء" اليمنيين.. تجارة الكهرباء في قبضة الحوثي والإخوان
- مذبحة حوثية جديدة في اليمن.. تسريح قسري لـ130 ألف موظف
ونالت مشاريع الطرقات والمواصلات النصيب الأوفر من عمليات التدمير والنهب الممنهج التي تمارسها قيادات المليشيا الحوثية على أعلى المستويات.
تصريف الأموال
ومع اشتداد الأمطار الغزيرة تعالت الأصوات المحذرة من عدم وجود قنوات تصريف المياه في المدن، الأمر الذي سيضاعف من دمار البنية التحتية.
لكن مشاريع قنوات تصريف المياه تحولت إلى مشاريع لتصريف الأموال من خزائن المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حيث تعاني المدن والأحياء السكنية المكتظة من فيضانات الأمطار.
وفي مدينة الحديدة تتخذ قيادات مليشيا الحوثي من مشروع تصريف مياه الأمطار مظلة لفساد واسع يمارسه كلا من المحافظ المُعين من المليشيا محمد قحيم، ووكيله أحمد الجرموزي (أبويونس) ومدير مكتب المالية محمد الوشلي.
ويتقاسم الثلاثة مهام النهب لتمرير مشاريع الفساد في المديريات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين شمالي محافظة الحديدة، حيث يتولى قحيم أمر التوجيه فيما يقوم الجرموزي بالمتابعة ويختص الوشلي بالاعتمادات المالية.
وأكد مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية" أن مشروع مجرى تصريف مياه الأمطار بمدينة الحديدة ينخره الفساد حتى العظم، وقد تم اعتماده منذ ما يقارب العامين لكن لم يتم استكماله حتى اليوم.
وأشار المصدر إلى أن المواد المستخدمة في الإنشاء مخالفة لكل المواصفات المعتمدة، حيث تتقاسم قيادات مليشيا الحوثي أموالا طائلة من فارق الأسعار بجانب حصولها على عمولات ضخمة.
ولفت المصدر إلى أن الحديد المستخدم البناء رديء النوعية والأحجار غير مطابقة للمعايير المطلوبة، وينسحب ذلك على بقية المواد المستخدمة.
شلل في الحياة
وأصاب الفساد الحوثي الحياة بالشلل في العديد من المناطق نتيجة الدمار الذي حل بالطرقات والجسور متسببا في توقف حركة التنقل بشكل متكرر.
وفي العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء أدت الأمطار الغزيرة إلى إغلاق عدد من الطرقات التي تربط مناطق رئيسية وسط المدينة جراء الحفريات الكبيرة التي بقيت منذ موسم الأمطار العام الماضي.
والعام الفائت أطلق مهندسون تحذيرات من انهيار جسر جولة مذبح في مديرية معين، جراء تآكل الخرسانة والقواعد الاسمنتية بفعل الأمطار، كما تواجه الجسور الأخرى مصيرا مماثلا بسبب الإهمال وعدم الصيانة.
وكانت مليشيا الحوثي زعمت تخصيص مبلغ مليار و943 مليون ريال لصيانة وتعبيد الطرق المتهالكة بمديريات الأمانة، إلا أن الوضع ازداد سوءا اليوم.
وعلاوة على ذلك، تفرض مليشيا الحوثي 5 آلاف ريال على كل شاحنة تدخل المنافذ الجمركية الحوثية باسم تحسين الطرقات، تذهب لجيوب قيادات المليشيا.
تدمير مؤسسة الطرق
وأوقفت مليشيا الحوثي منذ الانقلاب صيانة الطرق، وتعثرت مئات مشاريع التعبيد في أنحاء اليمن، وعمدت إلى تدمير المؤسسة العامة للطرق والجسور.
وأكدت مصادر في المؤسسة لـ"العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي نهبت معدات المؤسسة وسلمتها لشخصيات متنفذة تابعة لها وأسست شركات مقاولة لمشاريع خاصة.
كذلك نهبت المليشيا أرصدة مؤسسة الطرق والجسور وودائعها المالية في عدد من البنوك داخل اليمن وخارجها، وحرمت موظفي المؤسسة من مرتباتهم منذ 7 أعوام.
كما قامت المليشيا الحوثية ببيع عقارات وأصول مؤسسة الطرق، حتى أصبحت عاجزة عن تنفيذ أي مشاريع.