أضاحي العيد.. يد الخير الإماراتية تمتد إلى الأشقاء في اليمن
مع حلول كل عيد أضحى في اليمن تجد الأسر الفقيرة والمتعففة مَن يسد رمق عوزها وحاجتها في مشهد تكافلي وخيري يتكرر كل عام.
ثمة مبادرات ومؤسسات خيرية وتطوعية أخذت على عاتقها مهمة توزيع لحوم الأضاحي على العائلات غير القادرة على توفيرها.
ويأتي ذلك انطلاقاً من إدراك هذه المؤسسات أن توزيع اللحوم خلال أيام العيد يرافقه غرس للفرحة والبهجة والسرور على قلوب الكثير من الأسر، التي وجدت في مثل هذه المبادرات ملاذاً تقاوم به فقرها وقلة حيلتها.
واللافت في توزيع لحوم الأضاحي لهذا العام في اليمن، ازدياد التدخلات الخيرية والإنسانية من الأشقاء في دول الخليج، في الإمارات والكويت والبحرين، أشخاصاً وكيانات؛ للوقوف إلى جانب إخوانهم اليمنيين.
أوضاع معيشية صعبة
وتأتي هذه الأعمال الخيرية خلال العام الجاري في ظل أوضاع معيشية واقتصادية صعبة يتصدرها تدهور سعر العملة المحلية في اليمن؛ ما ضاعف معاناة البسطاء، وتسبب بارتفاع أسعار الأضاحي.
هذا الوضع المعيشي حذا بالكيانات المجتمعية إلى تكثيف جهودها هذا العام، بتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر المعوزة في كل أصقاع اليمن، بحسب رئيسة جمعية الساحل التنموية بمدينة عدن، سلمى عبدان.
وأضافت عبدان لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأعمال تأتي انطلاقاً من المسؤولية التكافلية والخيرية للمؤسسات والجمعيات، التي تتلقى دعمها من جهات يمنية وإقليمية معروفة بعطاءاتها الإنسانية.
ولفتت رئيسة جمعية الساحل، التي تتخذ من قرية رأس عمران بمديرية البريقة، غرب عدن مقراً لها، إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي وفاعلي الخير في دولة الإمارات يأتون في قمة هذه الجهات.
وتطرقت إلى توزيع جمعيتها لحوم الأضاحي على خمسين أسرة فقيرة في قرية رأس عمران الساحلية، خلال أول وثاني أيام عيد الأضحى، بدعم من فاعل خير من دولة الإمارات.
وأشادت بتدخلات رجال الأعمال الإماراتيين والمؤسسات الخيرية والإنسانية بالإمارات، وأكدت: "أن ذلك ليس بغريب على دولة العطاء والإنسانية".
شعائر الله
رئيسة مؤسسة "همزة وصال"، الدكتورة دعاء أنور، قالت إن مثل هذه المشاريع تحيي شعائر الله وتعظّمها، لافتةً إلى توزيع مؤسستها أضاحي العيد في أول أيام العيد بمديرية دار سعد، شمال عدن.
وأشارت في تصريحات صحفية إلى أن المشروع برعاية مؤسسة "سواعد الخير" وجمعية "منابر القرآن" الكويتية وشركة "إنماء العقارية" وفاعلة خير من مملكة البحرين، ومنظمة "مسلم آيد".
وأكدت توزيع 960 كيلوجراماً من اللحوم على 320 أسرة متعففة من النازحين والفقراء والأيتام والفلاحين في منطقة جعولة وبلوك 3 و 4 بمديرية دار سعد، وسط إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا.
وأضافت أن المشروع يهدف للتخفيف من معاناة الفئات التي تعاني من ظروف مادية صعبة لا يحسدون عليها؛ جراء أوضاع البلاد، ومشاركتهم فرحة العيد وإدخال السرور على قلوبهم.
بهجة العيد
وتميزّت مشاريع الأضاحي، هذا العام في اليمن، بتركيزها على الفئات النوعية، كالنازحين ومرضى السرطان وأطفال التوحيد وذوي الهمم، وغيرهم.
كما لم تغفل الفئات الأشد فقراً، والمتأثرين بالحالة المعيشية المتدهورة في البلاد؛ نتيجة استمرار الحرب، وتردي سعر صرف العملة المحلية.
وهي ظروف منعت عائلات كثيرة من توفير أضحية العيد، غير أن المنظمات والمؤسسات الخيرية اليمنية، وبدعم فاعلي خير وكيانات دولة شقيقة، وقفت إلى جانب المحتاجين، ولم تحرمهم لحوم العيد وبهجته.