السياحة «نقمة» في مايوركا الإسبانية.. العيش في «كارافانات»
في جزيرة إسبانية، ربما تتحول السياحة إلى عبء واسع النطاق، بدلاً من تعزيز الدعم والمساهمة اقتصادياً.
على مشارف جزيرة بالما دي مايوركا، تعيش بيلار إيرناندو في عربة متنقلة، حتى أنها تستحم في المركز الرياضي المحلي، كما أوردت "رويترز".
وقالت إيرناندو (45 عاما)، التي تسعى جاهدة للحصول على عمل في حانة أو مطعم، إنها لا تستطيع تحمل أسعار الإيجارات التي ارتفعت بشكل حاد وذلك لأسباب منها ازدهار السياحة في الجزيرة الإسبانية.
وأضافت "الأسعار ترتفع وكذلك الإيجارات وكل شيء... باستثناء الرواتب".
وإيرناندو واحدة من سكان مايوركا الذين يلجأون إلى العيش في عربات متنقلة متوقفة في مناطق مخصصة لها، حيث لا يستطيعون تحمل تكاليف سوق العقارات التي يفضل أصحابها تأجيرها للسياح.
وأثار هذا الاتجاه احتجاجات في الجزيرة والمدن الإسبانية الأكثر استقبالا للسياح مثل برشلونة وغيرها. وشارك حوالي 10 آلاف متظاهر، الأحد الماضي، في احتجاج ضد السياحة الجماعية في بالما دي مايوركا.
وللمدينة ثلاثة مواقع لعربات متنقلة من هذا القبيل. وأنشأت السلطات المحلية نظاما لإعادة تدوير المخلفات في هذه المنطقة لكن سكان هذه المواقع أكدوا أنه لا يوجد سوى موقع واحد فقط في الجزيرة للتخلص من مياه الصرف الصحي. ويقولون إنه لا يُسمح لهم حتى بفتح النوافذ أو وضع طاولات بالخارج لأن عرباتهم متوقفة في مكان عام.
وأضافوا أن الشرطة هددتهم بدفع غرامات فيما قالت الحكومة المحلية إنها لا تستطيع توفير المزيد من المرافق، وأحالتهم إلى الخدمة الاجتماعية.
- بعد الضفادع والمخلفات.. متحف مخصص لربطات العنق في كرواتيا
- السياحة في كاليفورنيا… معلومات لا تعرفها عن الوجهة المفضلة في أمريكا
الضغط على السكان المحليين
يقول نشطاء مناهضون للسياحة في إسبانيا إن الزوار يرفعون تكاليف السكن، مما يؤدي إلى عدم تمكن السكان من تحمل تكاليف العيش في مراكز المدن.
واستقبلت إسبانيا 33 مليون مسافر دولي حتى مايو/أيار 2024، بزيادة 14% عن نفس الفترة من عام 2023.
وقال معهد الإحصاء الوطني إن جزر البليار كانت ثاني أكثر المناطق المفضلة في إسبانيا بالنسبة للسياح العام الماضي، إذ أنها اجتذبت حوالي 14.4 مليون سائح.
وتقول جمعية قطاع السياحة (إكسيلتور) إن السياحة تدر أيضا 45% من الناتج المحلي الإجمالي لجزر البليار.
لكن الزوار يفضلون بشكل متزايد استئجار منازل لقضاء العطلات عبر تطبيقات مثل (إير بي.إن.بي)، مما أدى إلى ارتفاع نسبة تأجير السياح الأجانب للمساكن لفترة قصيرة بنسبة 24% بين مارس/آذار ومايو/أيار.
وارتفعت الإيجارات في الجزر بنسبة 158% خلال العقد الماضي، وهو أكبر ارتفاع لإسبانيا، وفقا لموقع "فوتوكاسا للعقارات".
وجاء في فوتوكاسا أن متوسط الإيجار لشقة مساحتها 80 متراً مربعاً في الأرخبيل الإسباني بلغ 1447 يورو شهرياً في يونيو/حزيران. ووفقا لمعهد الإحصاء، فإن ذلك يُقارن بمتوسط راتب شهري في إسبانيا يصل إلى 1925 يورو.
وحصلت آينا أنماري (48 عاما) على قرض لشراء منزل متنقل وتسدده على أقساط شهرية بقيمة 323 يورو أي حوالي نصف راتبها البالغ 700 يورو الذي تتقاضاه مقابل عملها في متجر. وقالت إن استئجار غرفة في شقة بالجزيرة يكلف عادة ما بين 400 إلى 500 يورو.
وأضافت "لا توجد طريقة لوصف كيف يتعين علينا أن نعيش بهذه الطريقة في جزيرتنا".