عودة "اليمن السعيد" ليست مهمة سهلة، بعدما عاثت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
لقد تمددت أزمة اليمن لسنواتٍ بممارسات "الحوثي" العدوانية ورفضها كل سبل السلام، وزاد الأمر تعقيدا بإصرار هذه المليشيا على التوسع تجاه مأرب وشبوة، ما دفع الحكومة اليمنية والشعب اليمني وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، للتوجه نحو تحرير محافظة شبوة ومناطق بمأرب من احتلال الحوثيين، وقد حدث ذلك في وقت قياسي، لتنتقل الرغبة إلى تحرير محافظة البيضاء، تلك المحافظة اليمنية المهمة استراتيجياً.
هذه الانتصارات القوية للحكومة اليمنية مؤخراً لم تكن لتحدث لولا وحدة اليمنيين وإخلاصهم ودعم التحالف العربي لإنقاذ شعب شقيق من مليشيا إرهابية، ولاؤها الأول والأخير لإيران وليس لبلادها، إذ وفر التحالف الإمكانيات والدعم اللا محدود لشعب اليمن وجيشه في هذه الظروف الصعبة، وعلا هدف تحرير اليمن كاملاً من مليشيا الحوثي عما سواه، لتتحقق السيادة الكاملة للشعب اليمني على أرضه بعيداً عن أي استقطابات أو تدخلات إقليمية أو دولية.
كان لافتاً عقد المؤتمر الصحافي لمتحدث التحالف العربي، العميد تركي المالكي، من محافظة شبوة بعد تحريرها بشكل كامل، وبجواره محافظ شبوة، الذي توجه بالشكر لألوية العمالقة والجيش اليمني على الدور الذي قدماه خلال تحرير شبوة، كما أعلن "المالكي" عن عملية "حرية اليمن السعيد"، والتي كان قد سبقها بأيام تهيئة البيئة الاستخبارية والعملياتية في جميع الجبهات والمحاور، وهيكلة واسعة لجميع التشكيلات العسكرية والقتالية، بدعم من قيادة قوات التحالف، وذلك في سبيل تطهير اليمن وعودته آمناً مستقراً، والتأسيس لمرحلة قادمة يتمتع فيها اليمن وشعبه بالنماء والازدهار.
بلا شك أمام الشعب اليمني تحدياتٌ كثيرة لتنفيذ عملية "حرية اليمن السعيد"، أهمها: قطع طرق إمداد "الحوثي" بالأسلحة المهربة، واستهداف أماكن تجميع وتصنيع الصواريخ الباليستية، كذلك تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتحجيم قدرات مليشيا الحوثي في استغلالها المواني اليمنية، التي اتضح بالأدلة أن عناصر الحوثي تستخدمها في كل عمليات القرصنة البحرية لتعطيل التجارة العالمية، وذلك لخدمة أجندة ومصالح إيران.
يجب التأسيس على هذا الزخْم من الانتصارات، فانتصار "شبوة" يقدم نموذجاً لما يمكن صنعه في بقية الجبهات، ويفتح الباب أمام إمكانية التقدم بقوة باتجاه العاصمة اليمنية، صنعاء، التي تختطفها مليشيا الحوثي من اليمنيين منذ سنوات.
عملية "حرية اليمن السعيد" فرصة تاريخية للشعب اليمني لاستعادة دولته وبناء مستقبل جديد يتجاوز أزمات الماضي وتعثر الحاضر، وأي تأخر عن دعم هذه العملية هو إضعاف للانتصارات وتمديد لأمد الحرب، في حين أن المحافظة على هذا الزخْم من الانتصارات تعني أن الحرب ضد "الحوثي" لن تطول، وشمس "اليمن السعيد" يمكن أن تشرق من جديد في القريب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة