بالصور.. الطب التقليدي في تايوان يصارع الموت البطيء
النباتات الطبية تدخل في تركيبة الكثير من الأطباق التايوانية كالحساء التقليدي بلحم البقر الذي يحوي عادة ما لا يقل عن 8 أعشاب
رغم الشعبية الكبيرة التي لا يزال يتمتع بها الطب التقليدي في تايوان، تغلق حوالي 200 صيدلية تقليدية أبوابها سنوياً؛ حيث لم تمنح السلطات أي ترخيص جديد لتلك الصيدليات منذ 1998 كما أن الصيدليات القائمة لا يمكن توارثها عبر الأجيال.
وتقول جو تشينغ-بو، المالكة لصيدلية تقليدية تايوانية: "إذا ما أقفلت المتجر، لن يكون أسفي الأكبر بسبب فقدان مورد عيشي بل لرؤية تقليد في طور الزوال".
ولا يزال الترخيص الخاص بصيدلية جو باسم حميها. غير أنه تعرض أخيراً لجلطة دماغية وباتت أسرته تخشى الأسوأ.
وتضيف: "الصيدليات التقليدية تحمل رمزية كبيرة في الثقافة المحلية، فهي ليست مجرد مواقع تقصدونها للحصول على الأدوية في حالات المرض".
ويندرج وقف منح التراخيص في إطار حملة من السلطات لتحسين إدارة قطاع يعتمد بدرجة كبيرة على المهارات اليدوية بغية إدخال الأدوية التقليدية ضمن حقل نشاط المجتمع الطبي.
وكانت تأمل السلطات في أن يكون اللجوء إلى العلاجات التقليدية بموجب وصفات أطباء، وأن يبدأ الصيادلة ببيع المكونات المستخدمة في هذا المجال.
وتوضح المسؤولة في وزارة الصحة التايوانية تشين بين-تشي: "أفراد العامة معتادون على اللجوء للطب الصيني والطب الغربي على حد سواء، ويجب تدريب إخصائيين طبيين للتأكد من ألا يكون للنوعين من العلاجات أي آثار سلبية عند جمعهما معاً".
وتضيف: "في البداية، كنا نأمل في أن يتسلم المعالجون المدربون على الطب التقليدي الصيني أو الصيادلة إدارة المواقع التي تبيع علاجات تقليدية"، إلا أن الأمور أخذت منحى مختلفاً، إذ أن المردود الضعيف للعلاجات التقليدية لم يستقطب فعلاً الخريجين الجدد في مجالي الطب أو الصيدلة. كما أن المرضى استمروا في التوجه إلى المتاجر العائلية التي اعتادوا أن يقصدوها.
ويبلغ معدل أعمار أصحاب التراخيص 61 عاماً بحسب وزارة الصحة. وفي خلال 20 عاماً، تراجع عدد الصيدليات التقليدية إلى النصف ليصل إلى ما دون 8 آلاف في مجمل أنحاء الجزيرة، بحسب أرقام قطاع الطب التقليدي الصيني.
وتتعارض المقاربة التايوانية مع تلك المعتمدة في بكين أو هونج كونج، والتي تقوم على الترويج للطب التقليدي وتشجيع الصادرات في هذا المجال.
وبحسب مراجع تاريخية، يستخدم في الطب التقليدي الصيني أكثر من 1500 نوع مختلف من النباتات.
وتخزن الصيدليات التقليدية التايوانية ما بين 200 و500 نوع من النباتات والجذور وقطع الحيوانات والمعادن، بينها 355 تصنفها السلطات التايوانية كمواد طبية، كما أن النباتات الطبية تدخل في تركيبة الكثير من الأطباق التايوانية كالحساء التقليدي بلحم البقر الذي يحوي عادة ما لا يقل عن 8 أعشاب.
وتعمل لي تشيا-لينج (42 عاماً) منذ أكثر من 10 سنوات مع والدها في المتجر العائلي؛ حيث تتعلم تحضير العلاجات التقليدية، وتقول: "في البداية كانت المهمة شاقة إذ يتعين الفرز والغسل والفرم والتقطيع، وتحضير الأعشاب والجذور جزء كبير من العمل"، وتضيف: "ما أزال حتى اليوم أتعلم أموراً جديدة من والدي".
أما والدها لي تشينج تشانغج (69 عاماً) فيوضح أن تعلم طريقة التمييز بين المكونات الأساسية وطريقة تفاعلها يتطلب ما بين 3 و5 سنوات.
ويقول الرجل الذي يعمل في القطاع منذ سن الـ15: "الخبرة مهمة في هذه المهنة"، مضيفاً: "إذا لم تمنح الحكومة تراخيص جديدة، فإن الجيل الجديد لن يتمكن من تسلم إدارة المتجر".
