يمهد لعلاجات للسرطان.. «منظم مرور» داخل الخلية يحمي الحمض النووي

حدد باحثون من عيادة مايو كلينك بروتين يعمل كـ"منظم مرور" داخل الخلية، بما يساعد على حماية الحمض النووي من التلف أثناء انقسام الخلايا.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "نيتشر" العلمية المرموقة، وتفتح الباب أمام جيل جديد من علاجات السرطان.
ويقول الدكتور زينكون لو، أستاذ أبحاث الصحة والسرطان في مايو كلينك والمشرف على الدراسة: "الحمض النووي هو الشفرة التي تحدد حياتنا ووظائف خلايانا، وحمايته أمر أساسي لبقائنا."
وعندما تنقسم الخلايا، يجب أن يُنسخ الحمض النووي بدقة في عملية تُعرف باسم التضاعف ، وفي الوقت نفسه تُجري الخلية عملية أخرى تُعرف بـالنسخ لإنتاج جزيئات "الرنا مرسال" التي تُترجم لاحقًا إلى بروتينات ضرورية لوظائف الجسم.
لكن هاتين العمليتين تسيران على "الطريق نفسه" في الخلية، وغالبا ما تحدث بينهما تصادمات تشبه الازدحام المروري على طريق ضيق، ما يؤدي إلى تلف في الشفرة الوراثية.
وهنا يأتي دور البروتين الجديد " KCTD10"، الذي اكتشف الفريق أنه يعمل كـ"منظم مرور" يراقب حركة العمليتين، فيتنبّه عند اقتراب حدوث تصادم ويفعّل إنزيماً يُدعى " CUL3 " يأمر الآلات الجزيئية البطيئة بالتحرك جانبًا، لتفسح الطريق أمام عملية التضاعف دون أضرار.
ويُعتقد أن هذا البروتين يلعب دورا رئيسا في تنظيم اتجاه عمل الجينات والحفاظ على استقرار الجينوم، وهو ما قد يفسر سبب تنظيم عمليتي النسخ والتضاعف في الاتجاه نفسه داخل الخلية.
ويقول الباحث المشارك جيك كلويبر، وهو طالب دكتوراه في مايو كلينك: "إذا فهمنا كيف تعمل هذه العملية في الخلايا السليمة، يمكننا استهداف الخلايا السرطانية التي تفقد هذا النظام الوقائي ودفعها إلى التدمير الذاتي".
ويشير الباحثون إلى أن غياب بروتين " KCTD10 " يؤدي إلى عدم استقرار الجينوم وظهور طفرات قد تؤدي إلى تكوّن الأورام، كما أن بعض السرطانات قد تفقد هذا البروتين كلياً، ما يجعلها أكثر ضعفًا أمام العلاجات الموجهة.
ويأمل الفريق في الخطوة المقبلة تحديد أنواع السرطان التي تفتقر إلى هذا البروتين، من أجل تطوير أدوية قادرة على استغلال هذه الثغرة بدقة.
ويأتي هذا البحث ضمن مبادرة علمية واسعة في مايو كلينك تُعرف باسم " Precure"، تهدف إلى ابتكار أدوات تساعد الأطباء على التنبؤ بالأمراض وإيقافها قبل أن تتطور إلى حالات معقدة.