المتاجرون بفلسطين تفضحهم الأرقام.. تركيا أكبر شريك لإسرائيل في العالم
تضاعفت تجارة تركيا وتل أبيب 10 مرات في عهد رجب أردوغان
تضاعفت تجارة تركيا وتل أبيب 10 مرات في عهد رجب أردوغان، ما يكشف متاجرة أردوغان بالقضية الفلسطينية التي لطالما تشدق بها دون أن يقدم حلا يذكر، ووفق تقارير رسمية تركية صادرة عن دائرة الإحصاء التركية فإن تركيا الدولة الأولى عالميا في تصدير الأسمنت والحديد لإسرائيل، حيث صدرت 45% من إجمالي ما استوردته تل أبيب من الحديد و59% من إجمالي ما استوردته من الأسمنت.
أرقام التجارة التي تضاعفت تأتي جميعها بعد وصول حزب العدالة والتنمية سدة الحكم عام ٢٠٠٢، لتنكشف البرجماتية التركية، وتظهر ميكافيلية أردوغان بقوة.
- "موديز" تحذر بنوك تركيا من كارثة.. الليرة تقودها للهاوية
- الاستثمارات الأجنبية تهرب من تركيا.. الليرة في الخلفية
أردوغان في بداية إدارته لتركيا لم يبق فقط على الشراكات الأمنية والاقتصادية التي وقعها سليمان ديميريل الرئيس التركي الأسبق، بل عمل على تحديثها وإضافة بنود جديدة إلى الاتفاقية في عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ منحت معاملة تفضيلية للشريك الإسرائيلي.
وفي ٢٠٠٨ سعى أردوغان إلى تضمين عمليات التبادل التجاري مع إسرائيل، في مشروع ضخم أطلق عليه اسم "ميد ستريم"، وهو خط أنابيب متعدد الأغراض يتمدد من تركيا إلى إسرائيل، يستفيد منه البلدان في إنتاج الكهرباء وتوصيل الغاز الطبيعي والنفط الخام والمياه، بموجب هذا الاتفاق تحولت تركيا إلى ممول للحديد والصلب، والسيارات، والبلاستيك، والملابس، والأجهزة الكهربائية والزراعية المتنوعة لإسرائيل.
مفاجأة جديدة
في الفترة ما بين 2011 إلى 2013، والتي أطلق عليها أردوغان "سنوات القطيعة" مع إسرائيل، سجل حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب إلى ٤.٨ مليار دولار، ٢.٣ مليار دولار صادرات تركية إلى إسرائيل، و٢.٥ مليار دولار صادرات إسرائيلية إلى تركيا.
وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط من عام ٢٠١٤، باتت تركيا سادس أكبر شريك تجاري لإسرائيل بـ٥.٣ مليار دولار، ٢.٦ مليار دولار صادرات تركية، مقابل ٢.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية، وفى عام ٢٠١٥، بلغ حجم التجارة بينهما ٤.١ مليار دولار، بواقع ٢.٤ مليار دولار للصادرات التركية، و١.٧ مليار دولار صادرات إسرائيلية.
الصادرات
وحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، احتلت تركيا المرتبة السادسة في قائمة صادرات إسرائيل لدول العالم، منذ وصول حزب "العدالة والتنمية" للحكم في ٢٠٠٢، إذ إن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد طفرة هائلة خلال حكم أردوغان، حيث ارتفع من ٣٠٠ مليون دولار عام ١٩٩٧ إلى ٣.١ مليار دولار عام ٢٠١٠، قبل أن يتجاوز ٤ مليارات دولارات عام ٢٠١٩.
كما تتوقع دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية ارتفاع الرقم الإجمالي للتجارة التركية الإسرائيلية، إلى ١٠ مليارات دولار خلال السنوات القليلة القادمة، وفق ما نادى به رئيس جمعية المصدرين الأتراك.
تل أبيب وإسطنبول
على المستوى الشخصي عقدت عائلة الرئيس التركي الكثير من الصفقات مع إسرائيل، في مختلف مجالات المال والتجارة، كما أن حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقما قياسيا في ٢٠١٩، بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو ٥٦٠ ألفا مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من ٢٥٪ مقارنة بعام ٢٠١٨، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، فالتغيير في سعر الصرف أدى إلى انخفاض أسعار السفر إليها، بما في ذلك التسوق والمطاعم.
وفي عام ٢٠١٨ سجلت الخطوط الجوية التركية زيادة في عدد المسافرين بين مطاري تل أبيب وأتاتورك في إسطنبول بنسبة ١٧.٦٢٪ عن العام السابق، وبجانب السياحة، تجذب عمليات زراعة الشعر في تركيا العديد من الإسرائيليين.
الغاز والنفط
يمثل الغاز الذي استخرجته إسرائيل من البحر المتوسط عاملا إضافيا في تقوية العلاقات التركية الإسرائيلية، إذ تعمل تركيا كوسيط في عمليات بيع لنفط إقليم كردستان العراق إلى إسرائيل وتحصل على عمولة، في حين تعتبر الحكومة المركزية في بغداد هذه العمليات غير قانونية وتندرج تحت إطار ممارسات التهريب، خاصة أن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في استيراد النفط الخام من أراضي إقليم كردستان العراق.
وتقوم بهذه العمليات شركة مملوكة إلى نجل الرئيس التركي رجب أردوغان، وأشارت تقارير تركية إلى أن شركة "بي إم زد" التي يمتلكها أحمد براق -بالشراكة مع عمه مصطفى أردوغان، وزوج عمته ضياء إيلجان، والتي تمتلك أسطولاً من سفن الشحن- هي التي تقوم بنقل بترول كردستان شمال العراق إلى الموانئ الإسرائيلية، فضلاً عن نقل البضائع ومواد البناء إلى إسرائيل.