مأساة بيروت.. قصص إنسانية تجسد "لحظات الجحيم"
انفجار بيروت حصد أرواح العشرات وأصاب الآلاف بالجروح ومئات الآلاف بالرعب والفزع، لكن القدر كان رحيماً بالبعض ممن شهدوا الكارثة
رغم ضخامة الكارثة التي خلفها انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي، وثّقت الكاميرات لحظات إنسانية ستبقى خالدة كلما ذُكِرت أهوال الفاجعة لما تجسده من شجاعة وبطولة، وبعد مرور شهر على الحادث، ومع احتمالية وجود أحياء تحت أنقاض مبنى في منطقة سكنية بالعاصمة اللبنانية بيروت، أطلت تلك القصص الإنسانية من جديد.
وحصد الانفجار أرواح العشرات وأصاب الآلاف بالجروح ومئات الآلاف بالرعب والفزع، إلا أن القدر كان رحيماً بالبعض ممن شهدوا الكارثة.
"العين الإخبارية" تستعرض فيما يلي عددا من المشاهد التي خلدتها الكاميرات تزامنا مع انفجار بيروت..
ملاك الرحمة
استحقت الممرضة باميلا زيتون لقب "ملاك الرحمة" بعد انتشار واسع لصورة لها من تصوير بلال جاويش، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقف وسط الحطام عقب "انفجار بيروت" تحتضن 3 من الأطفال الرضع في مستشفى الروم.
وكان المصور بلال جاويش نشر الصورة عبر حسابه على "فيسبوك" قائلاً: "16 سنة من التصوير الصحفي والكثير من الحروب.. لم أر كالذي رأيته اليوم في منطقة الأشرفية، وخصوصاً أمام مستشفى الروم ولفتني هذه البطلة داخل المستشفى وكانت تسارع للاتصال رغم توقف الاتصالات وهي ممسكة بـ3 أطفال حديثي الولادة ويحيطها عشرات الجثث والجرحى".
عروس بيروت
حرم انفجار بيروت إسراء السبلاني التي لقبها مستخدمو “السوشيال ميديا” بـ"عروس بيروت"، من حفل زفافها إذ وقع الانفجار أثناء إجرائها جلسة التصوير الخاصة بزفافها.
وكانت إسراء تقف مرتدية فستانها الأبيض في مقطع الفيديو المنتشر، أمام المصور الذي سجل الانفجار الذي أطاح بالعروس أرضًا، بدلا من توثيق لحظات الفرح لها.
المسعفة سحر فارس
لقيت سحر فارس مصرعها جراء انفجار بيروت، وكانت من ضمن فريق الإطفاء الذي ذهب لإخماد حريق مرفأ بيروت، والتقطت آخر صورة لها مع الفريق قبل مصرعها.
وكان من المفترض أن تصبح سحر عروسا الصيف المقبل، بحسب ما أعلن خطيبها جيلبير قرعان، على حسابه في فيس بوك، حيث قال: "ألغي زفافك في 6 يونيو 2021، لكنه سيقام غدا.. كل ما كنت تخططين له سيتم تحضيره، إلا رؤيتي لك بالفستان الأبيض، حرقت قلبي.. راح طعم الحياة مع غيابك عني.. أحبك وسأظل أحبك حتى أصير معك ونكمل مشوارنا".
تصوير لحظات الولادة قبل الانفجار
أثناء محاولة أب توثيق لحظات ولادة زوجته لطفله، وعقب دخولها غرفة العمليات بثوان معدودة تحول الأمر لتوثيق كارثة هزت لبنان.
وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن الأم أنجبت نجلها عقب ساعة من الانفجار، وكان بصحة جيدة.
ولادة رضيع في لحظات صعبة
جاء رضيع لبناني للدنيا قبل ربع ساعة فقط من الانفجار، الذي حطم الغرفة التي كانت تتواجد بها ولادته قبيل الانفجار، وظهر الأب ممسكا بنجله وسط الحطام والدماء المتناثرة حولهما.
وبحسب جريدة “النهار اللبنانية” تبين أن الأب "جاد" وزوجته "كريستال" كانا ينتظران مولودهما الأول "نبيل" الذي أبصر النور قبل ربع ساعة من دوي الانفجار في بيروت.
3 أيام تحت الأنقاض
تصدر اللبناني جو عقيقي تريند مواقع التواصل الاجتماعي عقب وفاته، حيث تمكنت فرق الإنقاذ اللبنانية من انتشال جثته من تحت الأنقاض، وذلك بعد فقدان الاتصال معه منذ وقوع الانفجار في مرفأ بيروت لمدة 3 أيام.
وأكدت تقارير صحفية أنه ظل حيًا ليومين متتاليين يحاول النجاة، إلا أنه فقد قدرته على التحمل وتوفي.
ربة منزل تنقذ طفلة من الموت
أظهرت كاميرات المراقبة بأحد المنازل المحيطة ببيروت، لحظة الانفجار الضخم الذي هز أرجاء العاصمة، شجاعة عاملة أنقذت طفلة من الموت.
وظهرت العاملة في مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع تواصل الاجتماعي وهي تنظف النافذة وبجوارها الفتاة، وما إن وقع الانفجار الضخم حتى ركضت نحو الفتاة وحملتها للهروب بها وإنقاذها.
إنقاذ طفلة بعد 25 ساعة من الانفجار
نجحت فرق الإنقاذ اللبنانية في إنقاذ طفلة من تحت حطام انفجار بيروت، بعد مرور حوالي 25 ساعة على الانفجار.
وتمكنت الفرق من انتشال الطفلة بحذر شديد حتى لا يسقط عليها المبنى، إلى أن تم خروجها بالكامل بعد تعرضها لإصابات طفيفة.