مأساة في تركيا.. تعقيم منزل يتحول إلى سلاح كيميائي
تحوّلت عملية تعقيم روتينية لأحد المنازل في محافظة إزمير التركية إلى كارثة إنسانية وقضية جنائية من العيار الثقيل، بعدما اعتبرت النيابة العامة أن المادة المستخدمة لم تكن مبيدًا حشريًا عاديًا، بل ترقى إلى مستوى "سلاح كيميائي".
وتعود تفاصيل الواقعة إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حين أقدم مهندس زراعي ومساعده على تعقيم شقة تقع في الطابق السفلي لأحد المباني السكنية، ما أدى إلى وفاة رضيع يبلغ من العمر عامًا واحدًا يُدعى ألتاي توبراك، إضافة إلى تسمم ثلاثة أشخاص آخرين كانوا متواجدين في طوابق مختلفة من المبنى.
وظلّ المتهمان طليقين تحت الرقابة القضائية منذ وقوع الحادث، إلى أن أمرت محكمة تركية، الأسبوع الماضي، باعتقالهما احتياطيًا، عقب صدور تقرير جديد من الطب الشرعي حسم الجدل حول سبب الوفاة والإصابات.

وأكد التقرير أن المادة الكيميائية المستخدمة في التعقيم كانت شديدة السمية، وأنها السبب المباشر في وفاة الرضيع وتسمم المصابين، ما دفع النيابة العامة إلى توصيفها رسميًا بأنها مادة كيميائية قاتلة، والمطالبة بتوقيع عقوبة السجن المؤبد على المهندس ومساعده.
ومن المنتظر أن تبدأ محكمة الجنايات العليا في إزمير خلال الأيام المقبلة محاكمة المتهمين، بتهمتي القتل العمد باستخدام سلاح كيميائي والإيذاء العمد باستخدام سلاح، في سابقة قضائية أثارت جدلًا واسعًا في تركيا.
وتأتي هذه القضية في ظل مخاوف متزايدة من سوء استخدام مواد التعقيم، خاصة بعد حادثة مشابهة شهدتها مدينة إسطنبول الشهر الماضي، راح ضحيتها أربعة أفراد من عائلة واحدة نتيجة استنشاق غازات سامة ناتجة عن تعقيم غرفة في الطابق السفلي للفندق الذي كانوا يقيمون فيه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز