"فقدت أسرتي كاملة".. إعصار ليبيا يقهر الناجين بـ"حياة كالموت" (خاص)
خلَّف إعصار دانيال المُدمِّر الذي ضرب ليبيا في العاشر من سبتمبر/أيلول المنصرم، آلاف المآسي الإنسانية، خصوصاً في مدينة درنة الأكثر تضرراً.
وفقد الناجون، العديد من الأقارب والأصدقاء في فاجعة ستظل عالقة في الأذهان طويلاً.
تروي إيمان بيانكو، إحدى المتطوعات في جمعية الهلال الأحمر الليبي، بمدينة البيضاء، تفاصيل خصّت بها "العين الإخبارية"، لمأساة إنسانية عاشها رجل خمسيني فقد ذويه كلهم جملة واحدة.
تقول إيمان: "كنت أباشر عملي كمتطوعة لنجدة المصابين من إعصار دانيال في مدينة البيضاء، التي تعرّضت أيضاً للإعصار المدمر، ولكن بدرجة أقل كثيراً مما حدث في درنة".
وتضيف: "بينما كنت أدوّن أسماء النازحين الذين قدموا من درنة إلى البيضاء، وكان جميعهم في حالة إعياء وضيق وتوتر، استوقفني مشهد ذلك الخمسيني الذي بدا عليه الإعياء والحزن أكثر من غيره، حيث كانت قسمات وجهه تشير إلى ألم جارف يعتصر أعماق قلبه".
وتردف: "حين أقبل عليّ حاولت تهدئته بابتسامة، غير أنه كان في عالم غير العالم، وحين سألته عمّن فقد من ذويه كإجراء حتمي لتدوين الحالات انقلبت الأمور رأساً على عقب".
تقول: "تحول هدوء الرجل الخمسيني إلى إعصار مدمر، ودخل من فوره في حالة بكاء هستيرية، وصراخ متواصل ثم ركض بعيداً".
وتختم قائلة إن فرق العمل نجحت في تهدئة الرجل غير أنه ظل جامداً صامتاً حزيناً خلال المدة التي ظل تحت رعايتها، كونه فقد أسرته كلها دفعة واحدة.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز