مأساة المهاجرين الفيتناميين.. من صندوق شاحنة إلى تابوت
الصبي نجوين هوي هونج من بين هؤلاء المهاجرين، ودفعته للهجرة رغبته في رؤية والديه اللذين غادرا فيتنام بحثا عن عمل في بريطانيا
غادر 39 مهاجرا من أفقر بقاع فيتنام في جنوب شرق آسيا إلى بريطانيا بدافع أحلام تحقيق ثروة صغيرة، لكنهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة في صندوق، وعادوا للوطن في توابيت، السبت.
كانت جثث المهاجرين اكتشفت، في أكتوبر/تشرين الأول، داخل حاوية شاحنة براد خارج لندن، بعدما خاض المهاجرون رحلة عبر غابات لاتفيا وشوارع بلجيكا إلى صندوق الشاحنة الذي نفد فيه الأكسجين وانتهت فيه حياتهم.
وكان الصبي نجوين هوي هونج من بين هؤلاء المهاجرين، ودفعته للهجرة رغبته في رؤية والديه اللذين غادرا فيتنام بحثا عن عمل في صالونات تقليم الأظافر في بريطانيا.
وقال أحد جيرانه طالبا عدم نشر اسمه: "كان من المفترض أن يلم شمل الأسرة. فوالداه وصلا إلى بريطانيا سالمين بسهولة، وقد دفعا المال لمهربين لترتيب رحلته، كان صغيرا على المأساة".
وقالت أخت هونج التي تعمل في كوريا الجنوبية بعد أيام من ذيوع أنباء الحادث: "إنه سافر جوا من هانوي إلى روسيا في 26 أغسطس/آب"، وكتبت، عبر موقع فيسبوك، إنه بحلول 6 أكتوبر/تشرين الأول كان في فرنسا، لكن الأسرة فقدت الاتصال به في 21 أكتوبر/تشرين الأول قبل يومين من العثور على الشاحنة.
وقالت الأخت إن الأسرة دفعت 10 آلاف جنيه إسترليني (12900 دولار) لنقله إلى أوروبا، وكان من المقرر أن تدفع الأسرة مبلغا آخر للمهربين في فيتنام ما إن يصل إلى بريطانيا، وعادت جثة هونج إلى فيتنام، السبت، إلا أن الوالدين لن يحضرا جنازته لعدم امتلاكهما الوثائق اللازمة بعد أن تبددت أحلامهما بالتئام الشمل في بريطانيا.
وكان النجار لونج نجوين دينه جيا من بين هؤلاء المهاجرين، ويقول والده إن ابنه كان شخصا صادقا أمينا، وسافر بطائرة إلى روسيا حيث ظل حتى أبريل/نيسان 2018 وانتقل إلى أوكرانيا وأمضى لياليه مع مهاجرين آخرين في مخزن.
وقال جيا إن لونج كان يتواصل معه في بعض الأحيان، وأضاف: "كنت أشعر بالارتياح لعلمي أنه سالم يعيش هناك"، وبعد أسابيع رحل لونج إلى ألمانيا، وسافر برا لكنه سار على قدميه سبع ساعات أيضا، وقال جيا: "كانت رحلة يوم واحد وكان كل من معه فيتناميين".
وهناك توسل لونج إلى والده أن يدفع له كلفة السفر إلى فرنسا، حيث ظل فيها حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول عندما قرر السفر للحاق بأصدقائه العاملين في بريطانيا.
وقال جيا: "حاولت إقناعه بعدم الذهاب، قلت له إن المبلغ الذي كسبه في فرنسا ثروة للأسرة"، وكان جيا دفع 18 ألف دولار للمهربين لنقل ابنه حتى الآن، واتصل لونج بأسرته قبل بضعة أيام من ركوب الشاحنة المشؤومة، وقال جيا إن معنوياته كانت عالية.
وعاد جثمان لونج إلى وطنه، الأربعاء، ودفن الخميس، وقال جيا: "بعد الانتظار أياما عديدة وصل ابني أخيرا".
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز