الفرار من "جحيم" أردوغان.. أرقام قياسية لهجرة الأتراك
بيانات رسمية تؤكد مغادرة 137 ألف تركي بلدهم، واستقرارهم بدول أوروبا، بزيادة نحو 20% مقارنة بالعام السابق.
حطمت أعداد الأتراك المهاجرين إلى دول أوروبية أرقاما قياسية، مقارنة بالأعوام السابقة، هربا من سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان وقمعه، وفق بيانات رسمية.
- زعيم المعارضة التركية يدعو للتخلص من نظام أردوغان الرئاسي
- هربا من قمع أردوغان.. تزايد هجرة الأتراك إلى سويسرا
وأظهرت البيانات أن عام 2018 شهد مغادرة 137 ألف تركي بلدهم، واستقرارهم بدول أوروبية، بزيادة نحو 20% مقارنة بالعام السابق، بحسب الإحصائيات الصادرة عن الرئاسة التركية.
وعقب أحداث منتزه جيزي في 2013 والمحاولة الانقلابية في 2016 أقدم العديد من الأتراك، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف، على مغادرة تركيا والاستقرار في الدول المختلفة، خوفا على حياتهم واستثماراتهم ومستقبلهم المهني والتعليمي، بحسب صحيفة "زمان" التركية.
وتتناول المؤسسات الصحفية الأجنبية المختلفة من الحين للآخر رغبة العديد من الفئات بدءا من رجال الأعمال وصولا إلى الأجيال الشابة في مغادرة البلاد، بحسب الصحيفة.
وذكرت صحيفة "سوزجو" أن "المهاجرين لليونان وصلوا إلى 25 ألف تركي وفي مقدونيا 12 ألف تركي وفي الجبل الأسود ألفا تركي".
وقال كبير مستشاري رئيس حزب الشعب الجمهوري ونائب الحزب عن مدينة إسطنبول، أردوغان توبراك، تعليقا على هذه الهجرات، إن "الأتراك الذين أصابهم اليأس من مستقبل البلاد وغير الراضين عن طريقة إدارة البلاد يغادرون بلدهم ويحصلون على جنسية بلد آخر".
وأضاف توبراك أن "الأتراك من الأثرياء يقدمون على شراء العقارات في البرتغال ومقدونيا والجبل الأسود والجزر اليونانية ويستثمرونها ويحصلون على جنسية هذه الدول ويغادرون بلدهم".
وتابع: "أما الأتراك الذي يعجزون عن إيجاد فرصة عمل في تركيا ولا يحصلون على مقابل لجهودهم ولا يتم تقديرهم يهربون وتتسارع وتيرة هجرة العقول. لدينا وطن واحد وما يحدث ليس صائبا، لكن المواطنين بلغوا مرحلة سيغادرون فيها أوطانهم بسبب أخطاء السلطة الحاكمة".
ويشير البرنامج الرئاسي إلى وجود 6.5 مليون تركي بالخارج، حيث تجاوز عدد المهاجرين في تركيا 5 ملايين شخص.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة رجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير مسرحية الانقلاب.
وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد من تم فصلهم من التشكيلات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية، منذ عام 2013 لما بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016، بلغ 33 ألف شخص، بزعم صلتهم بغولن.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف الوزير ذاته، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.