أردوغان يتوعد مستشاره بعد انتقاده فصل المعارضين
الرئيس التركي يؤكد أنه سيعقد اجتماعًا معه لبحث دوافع هذه التصريحات، ويصف ما قاله بالمؤسف.
توعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مستشاره بولنت أرينتش بعد فضحه كارثية التعامل مع المعارضين.
- زعيم المعارضة التركية: أردوغان يقود البلاد للهاوية
- زعيم المعارضة التركية يدعو للتخلص من نظام أردوغان الرئاسي
ووصف أردوغان، في تصريحات صحفية، ما قاله أرينتش بـ"المؤسف"، مشيرًا إلى أنه "سيعقد اجتماعًا معه لبحث دوافع هذه التصريحات"، على حد تعبيره.
وكان أرينتش، العضو في المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية، اعتذر لمن فصلوا من أعمالهم بموجب مراسيم رئاسية صدرت خلال فترة الطوارئ عقب مسرحية الانقلاب صيف 2016.
وأشار إلى أن ما حدث "كارثة"، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" التركية المعارضة، الأربعاء.
وقال أرينتش في حديث أدلى به في 31 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، خلال مقابلة له مع كمال أوزتورك، المدير العام السابق لوكالة الأناضول، على قناة "يوتيوب" الخاصة به إن "هناك الكثير من البشر الذين عاشوا هذه الكارثة في محيطي، وهؤلاء آسف لحالهم وأتألم لهم، وأعتذر منهم".
وتابع قائلا: "المراسيم الرئاسية كارثة. وسبق أن أعلنت في إحدى المقابلات التلفزيونية تبرعي بنصف راتبي من العمل بالمجلس الاستشاري كمنح للطلاب، والنصف الآخر لضحايا تلك المراسيم، فتعرضت لانتقادات كثيرة. لكني أردت فقط أن ألفت الانتباه لتلك الكارثة".
يذكر أن نظام أردوغان، بعد مسرحية الانقلاب في 2016، فرض حالة طوارئ استمرت عامين كاملين، دأب فيها على شن حملة انتقامية بحق كل التيارات المعارضة له.
وشملت هذه الحملة عمليات فصل تعسفي كانت تتم بموجب مراسيم رئاسية تصدر عن أردوغان مباشرة، بعد أن أمسك في يده بزمام كل السلطات؛ لا سيما بعد تحول البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي في يونيو/حزيران 2018.
وأضاف أرينتش: "كلما أرى أمامي من تم فصلهم من أعمالهم بتلك المراسيم، أتمنى أن تشق الأرض وتبلعني".
وعن معاناة هؤلاء المفصولين تابع قائلا: "من يفصلون بموجب تلك المراسيم لا يمكنهم السفر للخارج، كما أنهم لا يستطيعون العمل بالقطاع الخاص بسبب وصفهم بالإرهاب".
وكنوع من أنواع العقاب لأرينتش، قام أردوغان خلال اجتماع المجلس الاستشاري الأعلى الذي انعقد، الثلاثاء، بتغيير مكان جلوس أرينتش على طاولة الاجتماع.
وكان في الاجتماع السابق يجلس على يسار الرئيس، فيما جلس في الاجتماع في مكان آخر بعيدا عنه، في تأكيد واضح على التوتر بين الطرفين.
وكان أرينتش يتبوأ من قبل منصب نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، وذلك قبل أن يتم تعيينه عضوا بالمجلس المذكور.
وليست هذه المرة الأولى التي يدلي فيها أرينتش بتصريحات ليست على هوى أردوغان، إذ سبق وأن نفى تهمة الإرهاب عن رئيس بلدية منتخب ينتمي لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، سبق وأن عزله أردوغان وآخرين من مناصبهم بزعم انتمائهم لحزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم التنظيمات الإرهابية.
لكن تصريحات أرينتش هذه كانت سببًا في تعرضه لهجوم حاد من قبل أردوغان آنذاك، وأعضاء آخرين بالحزب، نظرًا لخروج الرجل عن مسار العدالة والتنمية القائم على أساس لا صوت يعلو فوق صوت أردوغان وتوجهاته.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة رجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير مسرحية الانقلاب.
وفي 23 سبتمبر/أيلول المنقضي، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد من تم فصلهم من التشكيلات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية، منذ العام 2013 لما بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016، بلغ 33 ألف شخص، بزعم صلتهم بغولن.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف الوزير ذاته، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.