حاكم المطيري.. سجل "خائن الكويت" يقوده للمؤبد
قضت محكمة الجنايات الكويتية، الإثنين، بالسجن المؤبد على حاكم عبيسان المطيري، في قضية أمن الدولة المعروفة إعلاميا باسم "تسريبات القذافي".
الحكم الكويتي بالسجن المؤبد ضد المتطرف الكويتي الهارب إلى تركيا حاكم المطيري، ينبئ أن الوقت قد حان ليحاسب على جرائمه وخيانته.
وأدانت محكمة الجنايات، المطيري بتهم أمن دولة خطيرة أبرزها: "قلب نظام الحكم، والتخابر لصالح ليبيا ضد الكويت"، على خلفية قضية تسريبات خيمة القذافي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام كويتية.
وفي عام 2020، انتشرت تسريبات سرية من خيمة الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، من بينها مقطع مسجل للإخواني المطيري، وهو يطلب الدعم المالي من أجل بث القلاقل والاضطرابات في بلاده.
وتم الكشف عن تسريبين يجمعان المطيري مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في إطار الفضائح المعروفة إعلاميا بـ"تسريبات خيمة القذافي"، تكشف تآمره على إسقاط أنظمة الحكم في السعودية والكويت.
ويكشف أحد التسجيلات عرضا قدمه المطيري لزعزعة الوضع في دول الخليج، زاعما قدرته على استخدام القبائل في ذلك.
وتحدّث المطيري عن مزاعم بشأن رغبة المجتمعات في تغيير الواقع، وتغيير الأسر الحاكمة في السعودية والكويت، طالبا الدعم من القذافي.
وجاء هذا التسريب بعد أيام من بث تسجيل مسرب آخر يكشف "تآمر" المطيري مع القذافي للتخطيط لنشر "الفوضى الخلاقة"، لتغيير الأوضاع في عدد من دول الخليج.
وحث القذافي المطيري بالعمل في الكويت والسعودية والبحرين ونقل ما وصفها بـ"الفوضى الخلاقة" إليها، عبر "استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري"، فيما نصحه أن يبقى كواجهة لحزبه وادعاء الديمقراطية.
ووعد القذافي حاكم المطيري، في التسجيل المسرب، بتقديم الدعم من أجل تنفيذ هذا المخطط.
المؤامرات مستمرة
ورغم أنه لا يعرف على وجه الدقة توقيت تلك اللقاءات وسط ترجيحات أنها تمت عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، فإن الثابت هو استمرار المطيري في نفس دربه بالتآمر على دول الخليج، بعد أن وجد بديلا للقذافي (الذي قتل عام 2011) يحمل نفس أفكاره التآمرية ضد دول المنطقة، من جانب، كما أنه يتوشح بعباءة الدين الذي يتاجر به كلاهما، وهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي فتح هو الآخر بلاده كمأوى لكل العناصر المتطرفة الفارة من دولها.
وكما كان يتملق المطيري، القذافي خلال اللقاء ويخاطبه بأكثر الألقاب المحببة إلى قلب الأخير هو "الأخ القائد"، أصبح يتملق أردوغان سرا وعلانية، بل ويعادي العرب كلهم من أجل خليفته المنتظر.
ولم يتورع المطيري أن يشن هجوما حادا على البرلمان العربي، بعد أن أصدر إستراتيجية عربية لمواجهة أطماع تركيا في المنطقة.
ولا يخجل المتطرف الكويتي من دعوة الشعوب العربية إلى الاصطفاف مع تركيا ضد حكوماتهم لإنشاء دولة الخلافة المزعومة.
إذاً، المطيري كما هو مستمر في مؤامراته، الجديد فقط أنها انتقلت من السر إلى العلانية، ومن رعاية القائد القذافي إلى توجيهات الخليفة أردوغان.
سيرة مخزية
ويتبنى المطيري أفكار تنظيم الإخوان، ويعد أحد داعمي الإرهاب الذي ورد اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 8 يونيو/ حزيران عام 2017.
ويعيش في تركيا تحت حماية الإخوان الإرهابية، حيث يدير شركة عقارية يمتلكها هناك، ويدير قناة عبر موقع يوتيوب يبث عبرها محاضراته في الإسلام السياسي، ويروج لأفطاره المتطرفة والشاذة .
ويملك المطيري حسابا على موقع "تويتر" حوله إلى منصة للفتاوى الشاذة يكفر فيها من يشاء ويمنح صكوك الغفران لمن يشاء.
ويهاجم حسابه دائما الدول العربية والخليجية وعلى رأسها السعودية والكويت ومصر، فيما يتغزل فيه بالدولة العثمانية ويعتبرها النموذج الأمثل منذ عهد الصحابة، كما يتغنى بسياسة رجب طيب أردوغان الحالية.
ويُعرف المطيري نفسه بأنه الأمين العام لمؤتمر الأمة ومقره تركيا، ورئيس حزب الأمة غير المعترف به في الكويت منذ عام 2005.
وألف المطيري كتاب "الحرية أو الطوفان" وكتاب "عبيد بلا أغلال" الذي يدعو من خلاله لاسترداد الخلافة الإسلامية وضرورة النفير والجهاد دون طاعة ولي الأمر.
ويسير على نهج جماعة الإخوان فلا يفوت فرصة إلا ويستشهد بكتابات عرابيه حسن البنا وسيد قطب، ماضيا في نهجهم التكفيري، وتتوافق آرائه مع أفكار تنظيم القاعدة وما يعرف بتنظيم داعش في سوريا والعراق.
واتُهِم المطيري بتوجيه الدعم المالي إلى الجماعات المسلحة في سوريا، بدءاً بما يعرف بأحرار الشام ثم إلى جبهة النصرة لإحياء مشروع الخلافة العثمانية المزعومة.
وقدم حاكم المطيري الأموال والدعم للمليشيات الإرهابية في سوريا، بما في ذلك "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" و"لواء الأمة".
ومنذ عام 2012، عمل المطيري مع معاون القاعدة حجاج بن فهد العجمي، المدرج على لائحة عقوبات الأمم المتحدة ولائحة عقوبات الولايات المتحدة، ومع قائد "القاعدة" الذي وافته المنية محمد يوسف عبدالسلام في توجيه الدعم إلى القاعدة في سوريا.
كما يعد المطيري معاونا مقربا من ممول القاعدة الإرهابي عبدالرحمن بن عمير النعيمي المدرج على لائحة عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 2004، كان حاكم المطيري أحد الأعضاء المؤسسين مع عبدالرحمن النعيمي لمؤسسة الكرامة وهي منظمة تأخذ من جنيف واجهة لها.
وفي الأعوام بين 2014 و2016 تم تصوير المطيري في اجتماع مع النعيمي بعد أن تم إدراج الأخير على قائمة العقوبات كممول للقاعدة.
ومنذ عام 2006، خدم المطيري كعضو مجلس أمناء للحملة العالمية لمقاومة العدوان التي يرأسها النعيمي.
في عام 2011 وبعد قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، رثاه المطيري بنحو 30 بيتا من الشعر .