متحولة جنسيا في مصر تحارب "وصمة العار"
قضت فريدة علي عقودا من عمرها وهي تجري فحوصات، قبل أن يصدر الأطباء التقارير الطبية اللازمة للسماح لها بأن تخضع لعملية للتحول الجنسي.
"فريدة"، السيدة المتحولة جنسيا التي ولدت باسم محمد رمضان علي، هي واحدة من النساء القلائل في هذا البلد المسلم المحافظ اللائي قدرن على مواجهة ما شخصه الأطباء بأنه اضطراب في الهوية الجنسية.
وقالت "فريدة" (50 عاما) لـ"رويترز": "كان لي وضع، وخسرت الوضع ده نهائي.. بس أنا قررت إني أنا أبقى البني آدم اللي أنا عايزة أعيشه".
ومع أن إجراء التحول الجنسي يعتبر قانونيا، إلا أنها عملية طويلة ومعقدة وتعتبر إلى حد كبير وصمة عار في المجتمع.
وبحسب منظمة (هيومن رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان فإن التمييز ضد مجموعات المثليين والمتحولين أمر شائع في مصر، إذ يواجهون مواقف يتعرضون فيها للتعدي والتعذيب.
ودخلت القضية في دائرة اهتمام الرأي العام في وقت سابق من هذا العام، عندما كشف ممثل مصري في برنامج حواري تلفزيوني أن ابنه متحول جنسيا وأعرب عن دعمه له.
أما "فريدة" فقد تخلت عنها عائلتها، وأصبحت بلا عمل بعد إجازة مرضية طويلة، واضطرت للانتقال إلى بلدة أخرى حيث لا يعرف ماضيها سوى عدد قليل من الناس.
وأضافت: "المجتمع مش هيتقبل الحالة اللي أنا فيها أو ما بيتقبّلش الحالة إللي أنا فيها بسهولة.. المجتمع ممكن يتقبل الحالة التانية (تقصد التحول من امرأة إلى رجل) إنما ما بيتقبّلش الحالة بتاعتنا. ما اعرفش ليه؟ ولكن هما عندهم قاعدة كده مثبوتة في دماغهم".
وتكسب "فريدة"، التي كانت معلمة في السابق، قوت يومها حاليا من تقديم دروس خاصة للأطفال في الحي الذي تعيش فيه، لكن حلمها يتمثل في أن تتزوج يوما ما وتنجب طفلة: "حلمت إني أنا ربيت بنت وخلفتها وربيتها وكبرتها وكنت باسرحها وباغير لها هدومها. كنت مسمياها آلاء، ولكده لحد النهارده أنا مشهورة باسم أم آلاء. أغلب الناس ما بينادونيش باسمي بينادوني أم آلاء".