جابر عصفور في ندوة "قاطرة التقدم": الترجمة تقود الشعوب العربية للنهضة
الدكتور جابر عصفور يؤكد أن كتابه الجديد "قاطرة التقدم.. الترجمة ومجتمع المعرفة" تجميع لعدة مقالات سبق نشرها بجريدة الحياة اللندنية.
عقد المركز القومي للترجمة في القاهرة، الإثنين، ندوة "سياسات الترجمة" لمناقشة كتاب "قاطرة التقدم.. الترجمة ومجتمع المعرفة" للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق، والصادر حديثاً عن المركز.
وقال الدكتور جابر عصفور، خلال الندوة، إن كتاب "قاطرة التقدم.. الترجمة ومجتمع المعرفة" هو تجميع لعدد من المقالات التي سبق نشرها في جريدة الحياة اللندنية وتدور حول مؤسسات الترجمة في العالم العربي وهموم المترجمين.
وأضاف: "كنت وما زالت مهموماً بالترجمة باعتبارها قاطرة التقدم والنهضة للشعوب العربية، منذ عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث كنت أعد رسالة الدكتوراه، وكان يروادني حلم بتدشين مؤسسة معنية بالترجمة، واستطعنا إطلاق مشروع الترجمة من داخل المجلس الأعلى للثقافة على أن أتولى أمانته ثم تحول بعد ذلك لكيان مستقل هو المركز القومي للترجمة".
ومن الظواهر التي رصدها عصفور في كتابه غياب بعض العناوين عن المكتبة العربية نظراً لطبيعة موضوعاتها الشائكة التي لا تناسب طبيعة المجتمعات العربية، ولفت النظر إلى أن العشوائية وتكرار بعض الترجمات للأعمال، فضلاً عن رداءة الأعمال المترجمة كلها أمور تطرق إليها في كتابه لرصد حالة الترجمة في العالم العربي.
وتابع: "المترجم الراحل الدكتور طلعت الشايب هو من قام بجمع المقالات واقترح عليّ نشرها في كتاب وهو ما تم بالفعل".
ومن جانبه أشاد المترجم الدكتور محمد عناني بالكتاب وما بذل فيه من جهد وتوثيق لوضع الترجمة في العالم العربي، مشيراً إلى أن الجهود التي قام بها عصفور تشبه ما قام به الألمان أثناء وضع أسس علمية لدراسة الترجمة خاصة بعد تخليصها من التراث الديني والأدبي؛ حيث إن علم الترجمة بدأ وترعرع في أحضان الدين بصدور ترجمة الكتاب المقدس.
ومن ناحية أخرى قال المترجم والإذاعي محمد الخولي إن جهود عصفور في مجال الترجمة عظيمة، مضيفاً أن هذه المهنة لها طبيعة خاصة وحساسية شديدة بلغت حد تعرض المترجمين للحرق في العصور الوسطى، متابعاً: "عصفور صاحب الفضل الأول في خروج المركز القومي للترجمة على أرض الواقع وهو تجسيد حقيقي لحلم جماعي".
وأضاف الخولي: "جابر عصفور يعتبر الحفيد الأكاديمي لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي كان يحلم بمشروع الألف كتاب المترجم"، وأشار إلى أن العالم العربي الآن في حاجة ماسة إلى مشاريع نقد للترجمة؛ حيث أصبح هناك عدد كبير من المترجمين وبعضهم يفتقد للأمانة.
وتطرق الدكتور خيري دومة، أستاذ الأدب الحديث بجامعة القاهرة، الذي تولى إدارة الندوة، إلى جهود "عصفور" في مجال الترجمة العلمية التي أكد أن عالمنا العربي مازال في حاجة ماسة إليه.
وقال الدكتور طارق النعمان، أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة: "إننا أمام حالة فريدة نادراً ما تتحقق في واقعنا العربي" في إشارة إلى جهود عصفور في مجال الترجمة بدءاً من تأسيس المركز القومي نهاية بأبحاثه في هذا الصدد.
وتابع: "عصفور يشدد في مقالاته على أن الطريق الوحيد لتحقيق النهضة الثقافية في عالمنا العربي هو الترجمة، لأن مقياس تقدم الشعوب في الوقت الراهن يقاس بعدد الكتب المترجمة قياساً على عدد السكان، ولذا فالطريق ما زال طويلاً أمام الشعوب العربية للوصول إلى المعدل العالمي".
واعتبر أن الترجمة لدى عصفور ليست فعلاً ثقافياً تواصلياً فقط، وإنما فعل سياسي ومقاومة أيضاً للهيمنة المركزية الثقافية للدول الأجنبية، مشيراً إلى أنها الوسيط الوحيد من أجل خلق توازن بين الشعوب.
ومن جانبه قال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، إن المؤرخين سيقفون عند تاريخ الترجمة أمام جهود 3 قامات وهم: رفاعة الطهطاوي، وطه حسين، وجابر عصفور.
وأضاف أن إنجاز عصفور لا يمكن اختزاله في تخصيص ميزانية لمشروع الترجمة وكذلك توفير مبني للمركز القومي فقط، وإنما أيضاً في استنفار الطاقة البشرية للمترجمين الذين عانوا من التهميش قبل تأسيس المركز.