مناقشة كتاب جابر عصفور «الثقافة والحرية» .. تشخيص سلبيات الثقافة العربية
"صاحب العقل المستنير يوجه رسائله التنويرية إلى المجتمعات العربية" .. هكذا رأى المشاركون في ومناقشة «الثقافة والحرية» للناقد جابر عصفور.
في لقاء شهد حضورًا كثيفًا، حرص على الاستماع إلى الناقد والأكاديمي الدكتور جابر عصفور، بمناسبة صدور كتابه الجديد عن الثقافة والحرية الصادر أخيرًا عن مركز الأهرام للنشر، قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن جابر عصفور هو الباحث دائمًا عن حرية التعبير "صاحب العقل المستنير"، مشددة على مدى سعادتها بهذا الكتاب الذي يدافع عن حرية الثقافة والإبداع، وحرية الوطن والمواطن، وداعيًا الشباب إلى فهم المستقبل الذي يفتح الأبواب على مصراعيه لتحقيق كل أحلام وآمال الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي نرى مشرق أنوارها الواعدة بالقضاء على كل ظلمات التخلف والجهل والاستبداد والإرهاب.
جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة كتاب «الثقافة والحرية» للدكتور جابر عصفور الذي أقيم بقاعة الاجتماعات بالمجلس الأعلى للثقافة، الأربعاء 13 يناير، بحضور كوكبة من كبار المفكرين والمثقفين، الذين أجمعوا على أن عصفور من كبار المدافعين عن الثقافة والمعرفة والحرية، فهو "الناقد الأدبي الذي حوَّل النقد الأدبي إلى تنوير وتثقيف، وهو حائط الصد والمدافع الأول عن حرية المواطن داخل الدولة المدنية"، كما أكدت ذلك أمل الصبان، والتي استعرضت أيضا تجربة جابر عصفور في العمل الثقافي العام، حينما كان يتولى منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وما تركه من إيجابيات أحدثت تغيرًا في الاستراتيجية الثقافية عمومًا.
من جانبه، أعرب الكاتب الصحفي محمد الشاذلي، مسؤول النشر بمركز الأهرام، عن فخره واعتزازه بنشر وطباعة كتاب «الثقافة والحرية» بالمركز الأهرام، لكاتب وناقد ومفكر أنفق سنوات عمره في الدفاع عن الحرية والعقلانية وقيم ومبادئ الدولة المدنية الحديثة، فهو ينتصر لثقافة التقدم؛ ويسعى دائمًا إلى الإيمان بالعقل والمنهج العلمي وثقافة الحوار وحق المعرفة لكل مواطن، مضيفًا أن الكتاب عريضة دفاع لحرية الثقافة والمعرفة والإبداع وضد التمييز الديني، كما أنه انتصار للتنوع الثقافي وسعي وراء ثقافة المستقبل.
وعلى هامش اللقاء، قام رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، بتقديم درع الأهرام كهدية تقديرًا للدكتور جابر عصفور، وتأكيدًا لقيمته وقامته رفيعة المستوى في خوض معركة التنوير، فضلًا عن كونه كما قال من "أبرع النقاد في العصر الحديث"، ومشيرًا في الوقت نفسه إلى أهمية الكتاب الذي يضم مجموعة رسائل تنويرية مهمة، على رأسها الإشارة إلى أهمية الثقافة في تحقيق الانتصار لحقوق الإنسان، وهوية الوطن هي القاعدة الأساسية في الثقافة، التي يدرك قيمتها في تغيير السلوك والتطور الثقافي.
ومن جانبه، أكد السيد يسين أن جابر عصفور طليعة النقاد العرب ولديه القدرة على تحليل النصوص الإبداعية، ويمتلك أسلوبًا رائعًا في النقد الأدبي، لافتًا إلى انصراف جابر عصفور في الآونة الأخيرة إلى ممارسة النقد الاجتماعي المسؤول، وفي هذا السياق يأتي كتابه «الثقافة والحرية» الذي حاول فيه أن يشخص سلبيات الثقافة المصرية، مقدمًا الحلول، كما تناول الفرق بين ثقافة التخلف وثقافة التقدم محددًا مفردات كل ثقافة من هذه الثقافات، وكيفية تحليل ثقافة التخلف في المجتمع المصري مطبقًا المؤشرات الكمية لوصفها بأن معدل الأمية بلغ 26% من الشعب المصري، وكيف نعيد صياغة المجتمع صياغة حقيقية تعطي للناس حقوقهم.
وفي الختام، جاءت كلمة جابر عصفور ردًّا على كل الكلمات شاكرًا وسعيدًا بالسادة الحضور من المفكرين والمثقفين وعلى ما ورد في الندوة من حوارات ومناقشات تستحق التعمق، منوهًا بكل الملاحظات والمسائل المهمة في بعض القضايا التي أثيرت في الكتاب، مؤكدًا ضرورة وجود تعليم متميز يفرز أدباء ومفكرين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، كما أكد ضرورة تجديد الخطاب الديني، فهو خطاب ثقافي في أول الأمر، ودين الإسلام دين سماحة، وأشار الدكتور جابر في كتابه إلى قضية ثقافة التمييز سواء التمييز ضد المرأة، أو التمييز ضد المسيحيين، أو التمييز ضد المسلمين أنفسهم، واستمرت الاحتفالية بمداخلات من السادة الحضور للمناقشة حول ما ورد بالكتاب، ثم توقيع الدكتور جابر عصفور للحضور على الكتاب.