كنز أسفل قصر "أندراوس" في مصر.. العصر الروماني يبوح بأسراره
عاد قصر توفيق باشا أندراوس للطفو على الساحة مجددا، بعد نجاح بعثة أثرية مصرية في اكتشاف كنز أثري جديد بمحافظة الأقصر جنوب صعيد مصر.
وعُثر على عملات من العصر الروماني ومدينة أثرية بالكامل أسفل القصر الذي قررت الحكومة المصرية منذ نحو شهرين إزالته والحفر تحته لاستكشاف الآثار.
الكشف الجديد جاء أسفل بيت "يسى" والمعروف باسم قصر توفيق باشا أندراوس، الذي تم ترميمه منذ شهور من قبل وزارة الآثار المصرية وإزالة أجزاء منه كانت آيلة للسقوط تمهيداً للحفر بأسفله كون الاكتشافات تؤكد وجود خيرات في باطن أرضه.
القصر
القصر توفيق باشا أندراوس يقع ببقعة ساحرة من بقاع مصر التاريخية، وبني قبل 124 عاماً، حيث اختاره توفيق باشا أندراوس نائب الأقصر في مجلس النواب المصري على وفاته سنة 1935، على ضفاف نيل الأقصر لروعة المشهد يسكنه ويقيم في ندواته السياسية.
وظل القصر لما يزيد على القرن تحفة فنية شاهدة على حكايات السياسة والتاريخ قبل أن يهزمه الدهر وينفذ قرار إزالته.
لا تنتهي حكايات القصر بما يحويه من تحف ومقتنيات أثرية، ومنها قصة سيارة جميل بك، ابن توفيق باشا أندراوس، وهي من أوائل السيارات التي شاهدها الناس بالأقصر، ويقال إنها كانت مطلية بماء الذهب.
فضلاً عن منزل مُعد للخدم خلف القصر مباشرة، وأدوات طهي وقطع ذهبية خالصة وحكايات نادرة لا تزال حديث أهالي الأقصر إلى الآن.
ضمت قائمة ضيوف قصر أندراوس إلى جانب سعد زغلول العديد من المشاهير، من بينهم الأمير أومبرتو ولي عهد إيطاليا، والعديد من الزوار عقب اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
البحث عن الآثار
في رحلة البحث عن كنوز أثرية بباطن قصر أندراوس، وبعد الحفر المتقن لنحو 3 أمتار فقط، وإزالة الأتربة تمكن الباحثون من اكتشاف بنايات أثرية ترجع إلى القرن الـ18 وتقع أسفل القصر مباشرة، حسب ما أكد فتحي ياسين مدير عام أثار مصر العليا العليا بالأقصر لـ"العين الإخبارية".
مبنى روماني
استمرت علمية الحفر الفنية بإتقان، حيث يؤكد ياسين أن لديه عمال فنيين لديهم القدرة على تمييز الطوب اللبن من الفخار من باقي أصناف الآثار والطبقات، ولذلك استطاعوا الحصول على قطع أثرية ترجع إلى العصر الروماني، كما استمرت عمليات الحفر حتى توصلوا إلى مبنى كامل تؤكد كل الشواهد أنه مبنى روماني، لتستمر عمليات الحفر لتحديد هوية المكان ووظيفة المبنى الروماني.
فنيًا تتابع الطبقات يوحي بأن هذا المبنى الروماني ربما قد بنى على آثار من سبقهم من حضارات، ولذلك يسعى ياسين وفريقه إلى استكشاف آثار قد تصل إلى عصر الدولة الحديثة.
في طريق الحفر لاستخراج الكنوز المدفونة، ما يزال ياسين يستخدم الطرق البدائية واليدوية من خلال عماله للبحث عن الآثار، معتبراً أن تلك الوسيلة هي الطريقة الأكثر أماناً لاستخراج إرث الأجداد، كي لا تتعرض للكسر، ولديه فريق من العمال على أعلى مستوى، معتبراً أنه لولا يقظتهم واحترافهم لما تمكنوا من استخراج العملات المكتشفة أخيراً.
مصير الآثار
الآثار المستخرجة حديثاً توثق فوراً ويتم تدوينها في سجلات وزارة الآثار المصرية وحصرها بشكل مؤقت، ثم تمر بعد ذلك إلى مرحلة الترميمات الأولية يعقب تلك المرحلة الاحتفاظ بها في مخازن مؤمنة تابعة لوزارة الآثار واستخدام أجزاء منها أثناء استمرار عمليات الاكتشاف، لأن بعضها يكون له جزء آخر لا بد من استكماله، قبل عرض ما يصلح منها على الجمهور في المتاحف بعد عملية التسجيل النهائي.
الوقت الذي يتوقعه ياسين للانتهاء من حفرياته أسفل قصر أندراوس غير معلوم، كون أن هناك نحو 4 أمتار لم تحفر حتى يصل إلى الأرض الأصلية، للتأكد من عدم وجود آثار، خاصة وأن عماله يحفرون بتأن شديد لكي لا يتعرض أي أثر للكسر.
كان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، قد أعلن في وقت سابقة أنه فور الانتهاء من إزالة وهدم قصر أندراوس بالكامل سيتم البدء في أعمال الحفر، حيث إنه يوجد أسفله معبد روماني.
وللقصر قيمة تاريخية كبرى، إلا أنه ليس قصراً أثرياً بأي حال من الأحوال، وغير مدرج كأحد القصور الأثرية وعدة عوامل أدت إلى هدمه منها عنصري القدم والتشقق.