علاج ألف طفل فلسطيني.. مبادرات الإمارات تخفف أوجاع أهل غزة
مبادرات متتالية وجهود متتابعة على مدار الساعة دون كلل أو ملل تسطر بها الإمارات ملحمة دعم إنسانية تاريخية لأهل غزة والقضية الفلسطينية.
ضمن أحدث تلك المبادرات، يصل الإمارات، الجمعة، أطفال مرضى وجرحى برفقة ذويهم، لتلقي العلاج في مستشفيات الإمارات.
يأتي ذلك، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
مبادرة تأتي من بين مبادرات عديدة أطلقتها الإمارات لإغاثة غزة، كان أبرزها عملية "الفارس الشهم 3"، وحملة "تراحم من أجل غزة"، فضلا عن الإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 154 مليون درهم.
وبموازاة تلك المبادرات الإنسانية تبذل دولة الإمارات جهوداً دبلوماسية وسياسية لا تتوقف على مدار الساعة، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
تستهدف تلك الجهود التوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وضمان وصول مساعدات إنسانية آمنة ومستدامة للقطاع، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل على تحقيق سلام دائم وشامل يفضي إلى حل الدولتين.
استضافة ألف طفل فلسطيني
ومن المقرر أن تستضيف "مدينة الإمارات الإنسانية" في أبوظبي ذوي ألف طفل فلسطيني سيتلقون العلاج في مستشفيات الدولة، في إطار جهود الإمارات المتواصلة لإغاثة غزة.
يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
خطوة تجسد مواقف الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
154 مليون درهم
جهود تأتي ضمن ملحمة إنسانية لدعم أهل غزة، أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أمر في الأيام الأولى للحرب وتحديدا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار (نحو 74 مليون درهم إماراتي).
دعم يأتي من خلال "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول بتقديم مساعدات عاجلة، بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
كذلك، وجهت قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة "القلب الكبير" يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، بتقديم مساعدات إغاثية بمبلغ 30 مليون درهم للفلسطينيين، وذلك نظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأهالي في فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة الذي يشهد حالة إنسانية غير مسبوقة.
"تراحم من أجل غزة".. إنجازات قياسية
وجنبا إلى جنب مع المساعدات، رسم أهل الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة".
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم إطلاق مبادرة «تراحم من أجل غزة» تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تتواصل حتى اليوم.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها.
وجمعت الحملة حتى الآن 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وتم إرسال 32 طائرة تحمل 1030 طناً من المساعدات التي بدأت عمليات إدخالها إلى قطاع غزة وتوزيعها بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الأغذية العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها وخاصة من الفئات الأكثر ضعفا وفي مقدمتها الأطفال والنساء.
وتواصل الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة" جمع التبرعات وتجهيز المعونات عبر آلاف المتطوعين من المؤسسات الإنسانية الإماراتية، حيث تم تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع، وسوف تستمر في تنظيم عدد من الحملات خلال الفترة القادمة.
الفارس الشهم 3.. مستشفى و3 محطات تحلية
وفيما تتواصل فعاليات الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة، تنشط عملية "الفارس الشهم 3" بتنفيذ مشاريع إنسانية كبرى واحدا تلو الآخر لإغاثة أهل القطاع، حيث بدأت أعمالها باستهداف إنشاء مستشفى ميداني، ثم إقامة 3 محطات تحلية لتزويد قطاع غزة بالمياه.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع 5 نوفمبر الجاري ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
ولتسريع وتيرة تنفيذ التوجيه الإنساني، أمر رئيس دولة الإمارات قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
وأعلنت العملية في اليوم التالي، البدء في تسييّر جسر جوي إنساني ، أحد أبرز مهامه نقل مستلزمات مستشفى ميداني تعتزم الإمارات إقامته داخل غزة، لدعم القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة
ومنذ إطلاق الجسر الجوي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أرسلت دولة الإمارات عبره حتى مساء أمس الخميس 37 طائرة شحن.
وتفرغ الطائرات حمولتها في مطار العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة.
ويضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريراً وسيجري تنفيذه على مراحل عدة، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.
وإضافة إلى المستشفى الميداني، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، أمس الخميس، اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح داخل قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.
وتصل القدرة الإنتاجية لكل محطة إلى 200 ألف جالون يومياً بإجمالي 600 ألف جالون، يستفيد منها 300 ألف شخص يومياً.
وتأتي هذه المبادرات تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة التي تواجههم حالياً.
دعم تاريخي متواصل
تأتي تلك المبادرات امتدادا للدعم الإمارات التاريخي لفلسطين وأهلها.
وقبل اندلاع التصعيد في غزة، اعتادت القيادة الإماراتية التوجيه بتقديم دعم ومساعدات للفلسطينيين، كان أحدثها التوجيه في 6 يوليو/تموز الماضي بمبلغ 15 مليون دولار، لإعادة تأهيل المناطق المتضررة جراء الاعتداءات الإسرائيلية في جنين شمالي فلسطين آنذاك عبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وذلك بعد شهر من تقديم 20 مليون دولار لدعم الوكالة نفسها مطلع يونيو/حزيران.
تخلل هذا الدعم توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بتقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعماً لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية منتصف يونيو/حزيران الماضي، وذلك بعد أن وجه في 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية.
ذلك الدعم جاء بعد نحو 3 أشهر من تسليم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بقيمة 10 ملايين دولار، بتبرع سخي من دولة الإمارات.
وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من توقيع دولة الإمارات اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار.
ولا ينسى الفلسطينيون وأهل غزة الوقفة الإماراتية الإنسانية دعما لهم خلال فترة جائحة كورونا، فقد أرسلت دولة الإمارات إلى قطاع غزة شحنات عدة من اللقاح الروسي "سبوتنيك - في" المضاد لفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19"، عام 2021.
واستبق هذا الدعم الإغاثي والإنساني مساعدات إماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى 2021، بمبلغ 1.14 مليار دولار، منها مبلغ 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
ريادة إنسانية لدولة الإمارات في دعم فلسطين، أعادت لذاكرة الفلسطينيين جهود المؤسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وعلى درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مؤكدا بالأفعال والأقوال تضامن بلاده الراسخ مع الشعب الفلسطيني.