الحرب في يومها الـ42.. غزة معزولة وإسرائيل تبحث عن طرف خيط الرهائن
مجددا تغرق غزة في العزلة عقب خروج جميع خدمات الاتصالات بالقطاع عن الخدمة، فيما تبحث إسرائيل عن رأس خيط يقودها لرهائن أحياء.
ومساء الخميس، فتّش الجيش الإسرائيلي مجمع مستشفى الشفاء في قطاع غزّة والمؤلّف من مبان عدّة، "في عمليّة دقيقة"، بينما قالت حماس إنّ الجيش "دمّر" أقساما في الصرح الطبّي.
- إسرائيل تقتحم «جنين».. قصف بالمسيرات واشتباكات وحصار للمستشفيات
- لماذا اقتحمت إسرائيل مستشفى «الشفاء»؟ نتنياهو يجيب
وأصبح مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزّة، محورا للعمليّة العسكريّة التي تشنّها إسرائيل، وتقول إنّ حماس تستخدم المستشفى مركزا للقيادة، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأكّد صحفي متعاون مع "فرانس برس" أنّ "مئات الجنود اقتحموا المستشفى ويحاصرون كلّ المباني ويمنعون أيّ شخص من الخروج.. الجرّافات هدمت جدران المستشفى الجنوبيّة وعشرات المركبات".
وكانت الأمم المتحدة قدرت أعداد الموجودين بالمستشفى بنحو 2300، ما بين مرضى وموظّفين ونازحين احتموا في المستشفى قبل أن يقتحمه الجيش.
وبحسب الناطق باسم وزارة الصحّة التابعة لحماس أشرف القدرة، ثمّة "آلاف النساء والأطفال والمرضى والمصابين مهدّدون بالموت من الجوع ومن القصف الإسرائيلي".
وشنّت حماس هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية على أراض إسرائيلية قبل أكثر من شهر، أوقع 1200 قتيل معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية. كذلك، خطفت حماس نحو 240 شخصا بينهم أجانب نقلتهم إلى القطاع، حسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، ومذاك تقصف قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه "حصاراً مطبقاً"، وبدأت عمليات برية في حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 11500 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم آلاف الأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس ارتفاع عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك مع حماس داخل غزة إلى 51 قتيلا.
عزلة وحصار ومخاوف
من جهتها، أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة وسط "هجوم عنيف" في وقت تصرّ الدولة العبرية على أن حماس تستخدم المنشآت الصحية قواعد لها.
وأعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن "قلقها العميق" إزاء الغارة التي استهدفت المستشفى العسكري الأردني في غزّة وأدّت إلى إصابة سبعة أشخاص، مؤكّدة أنّها تُعارض "الضربات الجوّية ضدّ المستشفيات".
في غضون ذلك، تتصاعد المخاوف إزاء الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة في ظل استمرار قطع إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.
وحذر برنامج الأغذية العالمي الخميس من أن السكان يواجهون "احتمالا مباشرا للموت جوعا" في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليا".
وأعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أن الاتصالات "انقطعت تماما" مجددا مع قطاع غزة بسبب نفاد الوقود.
وتعتبر السلطات الإسرائيلية أن الوقود منتج مزدوج الاستخدام عالي الخطورة: مدني وعسكري، وترى أنه يفيد حماس.
ومنذ اندلاع المعارك، دخلت شحنات محدودة من المواد الغذائية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، كما سجّل الأربعاء دخول أول شاحنة تنقل وقودا.
الرهائن
وتزداد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية في ملف الرهائن الذين بدأ أقاربهم الثلاثاء مسيرة تستمر خمسة أيام انطلقت من تل أبيب في اتجاه القدس للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاقهم.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس إلى إفراج "فوري وغير مشروط" عن الرهائن.
وقال أثناء زيارته تجمع بئيري في جنوب إسرائيل "باسم الاتحاد الأوروبي، أطلب إطلاق سراحهم فورا وبشكل غير مشروط".
ومساء الخميس، أعلن مسؤول في الجيش الإسرائيلي العثور على لقطات مصوّرة على صلة بالرهائن لدى حماس، على أجهزة حاسوب في مستشفى الشفاء.
من جانبه، أعلن الجيش العثور على جثة المختطفة يهوديت فايس في مبنى مجاور للمستشفى، قبل أن يعلن صباح الجمعة، العثور على جثة المجندة المختطفة نوعا مرتسيانو في مبنى أيضا قال إنه مجاور للمستشفى نفسه.
- فلسطين تشيد بجهود الإمارات بمجلس الأمن.. وتثمن دورها في قرار «هدن» غزة
- مستشفى ميداني وإلغاء توقيع اتفاق.. الأردن يضبط مواقفه على حرب غزة
- رسائل فرنسا لإيران.. هل تكبح توسع حرب غزة؟
- مستشفيات غزة.. حصار ومعاناة وخروج عن الخدمة
- إسرائيل تفتش «الشفاء».. وتأمر بإخلاء 4 قرى جنوبي غزة
- غزة تغرق في العزلة والظلام.. انقطاع الاتصالات لنفاد الوقود