علاج يستعيد خلايا أنسجة الكبد التالفة.. السر في "عوامل ياماناكا"
لا تستطيع الثدييات عادةً تجديد الأعضاء بكفاءة مثل الفقاريات الأخرى، كالأسماك والسحالي.
والآن، وجد علماء معهد "سالك"بأمريكا، طريقة لإعادة خلايا الكبد جزئيا إلى حالات أكثر شبابا، مما يسمح لها بمعالجة الأنسجة التالفة بمعدل أسرع مما لوحظ سابقًا.
وكشفت النتائج، التي نُشرت في 26 أبريل/نيسان بدورية "سيل ريبورتيز"، أن استخدام جزيئات إعادة البرمجة يمكن أن يحسن نمو الخلايا، مما يؤدي إلى تجديد أنسجة الكبد بشكل أفضل في الفئران.
ويقول خوان كارلوس إيزبيسوا بيلمونتي، الأستاذ في مختبر سالك للتعبير الجيني والباحث الرئيسي بالدراسة: "يمكن أن تؤدي النتائج التي توصلنا إليها إلى تطوير علاجات جديدة للعدوى والسرطان وأمراض الكبد الوراثية بالإضافة إلى أمراض التمثيل الغذائي مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي".
وأظهر الباحثون سابقًا كيف يمكن لأربعة جزيئات إعادة البرمجة الخلوية، وهي (- Oct-3/4) و(Sox2) و(Klf4) و(c-Myc)، والتي تسمى أيضًا باسم "عوامل ياماناكا "، نسبة إلى مكتشفها، وهو الطبيب والباحث الياباني شينيا ياماناكا ، الحائز على جائزة نوبل في الطب سنة 2012 مناصفة مع جون جوردون.
وتبطئ هذه العوامل عملية الشيخوخة وكذلك تعمل على تحسين قدرة تجديد الأنسجة العضلية في الفئران.
وفي دراستهم الأخيرة، استخدم الباحثون عوامل ياماناكا لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم زيادة حجم الكبد وتحسين وظائف الكبد مع إطالة الفترة الصحية للفئران، وتتضمن العملية التحويل الجزئي لخلايا الكبد الناضجة إلى الحالات "الأصغر سنًا"، مما يعزز نمو الخلايا.
وكانت القضية التي يواجهها العديد من الباحثين في هذا المجال هي كيفية التحكم في التعبير عن العوامل اللازمة لتحسين وظيفة الخلية وتجديد شبابها، حيث يمكن لبعض هذه الجزيئات أن تسبب نموًا سريعًا للخلايا، كما يحدث في السرطان.
وللتحايل على ذلك، استخدم فريق البحث "بروتوكول ياماناكا" قصير المدى، حيث تم علاج الفئران لمدة يوم واحد فقط، ثم تتبع الفريق نشاط خلايا الكبد المعاد برمجتها جزئيًا عن طريق أخذ عينات دورية ومراقبة كيفية تقسيم الخلايا على مدى عدة أجيال عن كثب، وحتى بعد تسعة أشهر، أي ما يقرب من ثلث عمر الحيوان، لم يكن لدى أي من الفئران أورام.
ويقول الباحثون إن "عوامل ياماناكا" هي حقًا "سيف ذو حدين"، فمن ناحية، لديها القدرة على تعزيز تجديد الكبد في الأنسجة التالفة، ولكن الجانب السلبي هو أنها يمكن أن تسبب الأورام، ولقد كنا متحمسين لاكتشاف أن بروتوكول الحث قصير المدى لدينا له آثار جيدة بدون أضرار، أي أنه يؤدي إلى تجديد محسن بدون سرطان.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز