«متلازمة الرجل الشجرة».. التفاصيل الكاملة عن المرض بعد انتشاره في بنغلادش

رغم محاولات العلاج المتكررة، يواجه مرضى متلازمة "الرجل الشجرة" معاناة مستمرة من نموات جلدية مؤلمة تعيق حياتهم اليومية بلا أمل في الشفاء.
تعد "متلازمة الرجل الشجرة" واحدة من أندر الحالات الجلدية في العالم، حيث تؤدي إلى نمو طبقات سميكة وخشنة تشبه لحاء الأشجار على سطح الجلد، ما يتسبب في ألم حاد ويقيد حركة الأطراف بصورة كبيرة. ويُعرف هذا المرض علميًا باسم "خلل التنسج البشروي الثؤلولي"، وهو اضطراب وراثي ناتج عن ضعف في المناعة يجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
هل يوجد علاج نهائي لمتلازمة "الرجل الشجرة"؟
بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن التدخل الجراحي لإزالة هذه النموات الجلدية لا يضمن اختفاءها بشكل دائم، حيث تعود للظهور مجددًا في أغلب الحالات، مما يصعّب السيطرة على المرض على المدى الطويل. ويؤكد الأطباء أن إهمال المتابعة الطبية قد يؤدي إلى تحوّل هذه الأورام إلى سرطانات جلدية خبيثة.
من بين أبرز الحالات التي وثّقها العالم، كانت قصة محمود تالولي، البالغ من العمر 44 عامًا من قطاع غزة، والذي عاش سنوات طويلة فاقدًا القدرة على استخدام يديه بسبب انتشار آلاف الزوائد الجلدية المؤلمة.
وقد خضع في عام 2019 لسلسلة عمليات جراحية دقيقة في مستشفى هداسا في القدس، ساعدته على استعادة بعض القدرة على استخدام يده اليمنى، مما سمح له بممارسة أنشطة يومية بسيطة مثل اللعب مع أطفاله.
أما في بنغلادش، فبرزت حالة عبد الباجندار، الذي أصبح اسمه مرتبطًا بهذه المتلازمة بعد أن خضع لأكثر من 25 عملية جراحية لإزالة زوائد جلدية بلغ وزنها أكثر من 11 رطلًا. وعلى الرغم من شعوره المؤقت بالتحسن، فإن المرض عاد للظهور، مما دفعه لمناشدة الأطباء لتنفيذ بتر في يديه لتخفيف الألم الذي لم يعد يحتمل.
طفلة بنغلادشية ضمن ضحايا متلازمة "الرجل الشجرة"
لم تقتصر الإصابات على البالغين، إذ سُجلت حالات نادرة لدى الأطفال أيضًا، من بينهم الطفلة البنغلادشية موكتاموني، التي ظهرت عليها أعراض المرض في صدرها ويدها اليمنى، ما تسبب في تشوهات جسدية ومشكلات صحية حادة حرمتها من الحركة الطبيعية، بينما ظل نصف جسدها الآخر خاليًا من أي أعراض بشكل غير مفهوم طبيًا حتى الآن.
ويجمع الأطباء على أن "متلازمة الرجل الشجرة" لا تمثل فقط تحديًا طبيًا، بل إنها تُعد تجربة قاسية على المستوى الإنساني، إذ يعيش المصابون بها في عزلة اجتماعية ونفسية، وسط غياب علاج نهائي يمكنه إنهاء معاناتهم، ما يجعل المتابعة الطبية المستمرة والتعامل المتخصص أمورًا ضرورية للحد من تدهور حالتهم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز