منتدى تريندز للإسلام السياسي.. تحذير من استغلال الإخوان لـ«التطرف المضاد»

أجمع باحثون ومفكرون دوليون على أن التطرف المعاصر يتغذى من تداخل الأيديولوجيا مع المخاوف الاجتماعية ومن محاولات جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان المسلمون، احتكار الدين وتسييسه.
جاء ذلك خلال الجلستين الثالثة والرابعة من المنتدى السنوي الخامس حول الإسلام السياسي، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، تحت عنوان: "مشتركات العنف: مقاربات حديثة لأنماط التطرّف المؤدلج".
وشدد المشاركون على أن المواجهة الفعالة تستوجب الجمع بين أدوات القانون والأمن من جهة، وبرامج التربية والاعتدال وتمكين المجتمعات من جهة أخرى، مع بناء وعي مجتمعي يحاصر روافد التطرف الفكرية والتنظيمية.
وفي الجلسة الثالثة، التي أدارتها شمسة القبيسي، باحثة في إدارة الإسلام السياسي بمركز تريندز، قدم الدكتور خوسيه بيدرو زوكيت، زميل باحث بمعهد العلوم الاجتماعية في جامعة لشبونة – البرتغال، دراسة حول التطرف المتبادل بين الحركات الهوياتية والإسلاميين في أوروبا.
وأكد على أهمية تفكيك الدعاية الأيديولوجية ومعالجة جذور المخاوف المجتمعية.
فيما أشار الإمام محمد التوحيدي، نائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي لعلماء الدين، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل منبعا رئيسيا للتطرف الحديث من خلال استغلال النصوص الدينية لتبرير العنف.
أما البروفيسور يون محمودي، أستاذ التاريخ في جامعة إندونيسيا، فقد ربط صعود التطرف في بلاده بتعدد العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية.
ودعا إلى مقاربة متوازنة تجمع بين القوة الصلبة (القانون والأمن) والقوة الناعمة (برامج نزع التطرف وتعليم الاعتدال وتمكين المجتمعات). وأكدت الدكتورة أورلا لينش (عبر الفيديو) أن الاستفادة من شهادات وتجارب المنشقين السابقين عن الجماعات المتطرفة تمثل مدخلا فعالا لفهم دوافع الانضمام ومعالجتها.
أما الجلسة الرابعة التي حملت عنوان "نحو وعي مجتمعي بمشتركات التطرف"، وأدارها محمد الملا، مؤسس ورئيس شبكة ديوان الملا – الكويت، فقد ركزت على بناء حصانة مجتمعية ضد روافد التطرف.
وعرض عمر البشير الترابي، المدير العام بالإنابة ورئيس التحرير في مركز المسبار للدراسات والبحوث، مفهوم "سلسلة التوريد" الفكرية والتنظيمية للتطرف، مشيرا إلى دور التعليم والعمل الخيري في تشكيل قاعدة اجتماعية داعمة له.
وأكد الكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي أن التطرف جزء من الطبيعة البشرية وظهر عبر التاريخ في أشكال مختلفة، محذرا من استغلال جماعة الإخوان لمفهوم "التطرف المضاد".
بينما شدد الباحث حمد الحوسني، مدير إدارة الإسلام السياسي في مركز تريندز، على أن الإخوان يشكلون خطرا مركبا على الدين والدولة والمجتمع، ما دفع عددا من الدول لتصنيفهم تنظيما إرهابيا.
وفي السياق ذاته، دعا أسامة الدليل، رئيس قسم الشؤون الدولية بصحيفة الأهرام المصرية، إلى تبني مصطلحات دقيقة مثل "الإجرام السياسي المتأسلم" بدلا من "الإسلام السياسي"، مؤكدا دور الإعلام في مواجهة هذه الظواهر.
واختتم اللواء المتقاعد صالح المعايطة، المحلل الاستراتيجي الأردني، بالتأكيد على أن جماعات الإسلام السياسي تحتكر الدين وتستغله سياسيا، محولّة بعض المساجد إلى مراكز تجنيد، داعيا إلى استراتيجية عربية واضحة تفصل بين الفكر السلمي والعنف.
وانطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المنتدى السنوي الخامس حول الإسلام السياسي، بمشاركة باحثين وخبراء ومسؤولين من دولة الإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، والهند، وإندونيسيا، والبرتغال، وبولندا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، مما منح النقاشات طابعاً دولياً متعدد الأبعاد والتخصصات.
وبحث المنتدى في الأنماط المشتركة للعنف بين التيارات المتطرفة بمختلف توجهاتها الدينية والقومية والعنصرية، مع التركيز على تطوير مقاربات علمية وعملية لمواجهة هذه الظاهرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز