خبراء ليبيون: اشتباكات طرابلس تعكس الوضع الهش ويجب تدخل الجيش
محللون ليبيون، أكدوا لـ"العين الإخبارية"، أن تدخل الجيش الوطني في طرابلس ضرورة ملحة باعتباره الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع المتكرر
لم تهدأ العاصمة الليبية طرابلس، والتي تعاني من أزمات عدة، أبرزها الاشتباكات المسلحة المستمرة من حين لآخر بين المليشيات المسيطرة على العاصمة والمعروفة بـ"قوة حماية طرابلس" واللواء السابع" مشاة، الرافض لها.
صوت الرصاص الذي اعتاد عليه سكان طرابلس، نتيجة أطماع تلك المليشيات، حصد الأربعاء، أرواح 5 ليبيين بالإضافة لإصابة نحو 20 آخرين، حسب آخر إحصائية لغرفة العمليات المركزية بوزارة الصحة الليبية.
خبراء ومحللون ليبيون، أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن تدخل الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس، أصبح ضرورة ملحة باعتباره الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع المتكرر بين الحين والآخر.
يقول السياسي الليبي الدكتور مصطفى الزايدي، الرئيس التنفيذي لحزب "الحركة الشعبية الوطنية"، إن هذه الاشتباكات تعكس الوضع الأمني الهش الذى تعيشه العاصمة.
وأضاف الزايدي، أنه، في الواقع لا توجد ترتيبات أمنية بل هناك توزيع مناطق نفوذ بين المليشيات في العاصمة وضاحيتها الجنوبية ، مشيرا إلى أن طرابلس مقسمة عمليا إلى مناطق تسيطر عليها مليشيات إجرامية وأخرى إرهابية، وكل مليشيا مدعومة من جهات خارجية.
وأوضح السياسي الليبي أن طرابلس تعاني ظروفا أمنية خطيرة وإنسانية كارثية، وأن الأمم المتحدة والدول التي تدعم "الأطراف المليشياوية" تتحمل مسؤولية ما يجري في طرابلس.
فى هذا الإطار، أعلن مجلس أعيان ليبيا للمصالحة إدانته لتجدد الاشتباكات في ضواحي طرابلس، مؤكدا أن تجدد الاشتباكات نتيجة طبيعية "للحلول التلفيقية" غير الجذرية التي حذر منها المجلس في تصريحات وبيانات عديدة.
ودعا المجلس فى بيان له اطلعت عليه "العين الإخبارية"، جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته بعثة الأمم المتحدة بين الأطراف فى شهر سبتمبر / أيلول الماضي، موضحا أنه لن يتوقف عن دوره في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بعيدا عن استخدام السلاح.
الدكتور محمد الزبيدى، المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي، وصف ما يحدث فى العاصمة طرابلس بـ"السلوك المعتاد للمليشيات"، مشيرا إلى تلك الأحداث ليست جديدة؛ فاللواء السابع بترهونة سبق له محاولة اجتياح طرابلس وفشل، وأن ما يجري لن يطول، وأصبح سلوكا مكررا اعتاد عليه سكان طرابلس.
وأشار الزبيدي، إلى أن سكان العاصمة اعتادوا على دمار بعض البيوت وسقوط القتلى والجرحى ثم هدنة ثم عودة مرة أخرى للاشتباكات، مشددا على أن الظروف الآن سانحة أمام الجيش الوطني الليبي، وتخلق له غطاء وتمهد لدخوله العاصمة لتحريرها من تلك العصابات.
وتجددت صباح اليوم الأربعاء الاشتباكات المسلحة بين المليشيات المدعومة من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج المسيطرة على العاصمة وتعرف بـ"قوة حماية طرابلس"، واللواء السابع مشاة، الرافض لوجود هذه المليشيات في طرابلس، كما أعلن القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا صلاح بادي، قائد ما يعرف بـ"لواء الصمود"، حشد قواته العسكرية للتوجه إلى العاصمة الليبية .
فى السياق ذاته، قال الباحث السياسي في الشأن الليبي، عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية" إن حل الأزمة الراهنة التي تشهدها العاصمة هو تدخل الجيش الليبي بصورة عاجلة، مؤكدا أن المليشيات التابعة للجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، متغلغلة في مفاصل مؤسسات الدولة الليبية كالسرطان.
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، العميد أحمد المسماري، أكد أن الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس خطيرة جدا وتؤثر على حياة المدنيين والخدمات التي تصل للسكان، معربا عن رفض قيادة الجيش الليبي التام للتصعيد الراهن الذي يؤثر على أمن المدنيين ويهدد البعثات الأجنبية.
وأكد المسماري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن قوات الجيش الوطني الليبي ستعتمد على نفسها خلال الفترة المقبلة في تأمين الأراضي الليبية كافة ومنها مدن الجنوب التي أطلق فيها الجيش عملية عسكرية لتطهيرها.
وكانت قد طالبت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الأربعاء، بوقف الاشتباكات المسلحة والتحشيد جنوب طرابلس.
وحذرت الوزارة فى بيان لها من محاولة فرض سياسة الأمر الواقع على محيط مطار طرابلس الدولي، معتبرة أنه أمر مرفوض؛ كون المطار مرفقا حيويا وسياديا لا يجوز إخضاعه لأي قوة جهوية أو ميلشياوية، وأنه ستتخذ الإجراءات لفرض السيطرة عليه.
الجدير بالذكر أن العاصمة الليبية شهدت منذ 26 أغسطس/آب الماضي حتى 4 سبتمبر/أيلول، اشتباكات هي الأعنف بين المليشيات المتمركزة في طرابلس والمنطقة الغربية.