مستشفيات طرابلس.. مقبرة أهل ليبيا تحت سطوة المليشيات المسلحة
سجل مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في ليبيا إهمالا متزايدا ومتعمدا في مستشفى طرابلس الجامعي، بالعاصمة القابعة تحت سطوة المليشيات.
ويقول التقرير إنه لاحظ أدوية منتهية الصلاحية، ونفايات طبية متراكمة في الممرات، وانعدام إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، كما لم يخل أي من أقسامها –بحسب التقرير – من ملاحظات تكاد تفتك بالمرضى، ما دفع مركز الرقابة على الأغذية والأدوية إلى إحالة المستشفى للنيابة العامة لاتخاذ الإجراء اللازم بشأنه.
وسجل مفتشو المركز مخالفات وصفوها بـ"الجسيمة" تمثلت في وجود أدوية منتهية الصلاحية في الثلاجة الخاصة بإعطاء الجرعات للمريض مباشرة، مع وجود بعض الأسلاك الكهربائية غير مغطاة، ومخلفات طبية مستعملة في الممرات، وعدم اهتمام الطاقم الطبي بالاشتراطات الصحية، وجود معدات خاصة بغسيل الكلى متراكمة في الممرات، بالإضافة إلى أكياس تعقيم بها أدوات غير معقمة، كما أن النظافة العامة غير جيدة، والأرضيات والجدران والأسقف متهالكة".
تلك المخالفات التي سجلها أحد المراكز الطبية التابعة لحكومة السراج، تسلط الضوء على الأوضاع الصحية المتردية التي تعاني منها العاصمة طرابلس، وفشل المستشفيات في توفير الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين، وتركها لليبيين فريسة للأمراض وللمراكز الطبية الخاصة.
تردي الأوضاع الصحية في المنطقة الغربية، تتزامن مع اعتراف رئيس ما يسمى باللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة فيروس كورونا بحكومة الوفاق الدكتور خليفة البكوش والتي أعلن فيها فشل ميليشيا حكومة الوفاق في السيطرة على فيروس كورونا، ما يجعلهم مضطرين إلى الإغلاق الكامل والعودة إلى المربع الأول.
فساد الإخوان
وتعاني مستشفيات ليبيا من نقص وعجز كبير في المواد الطبية والمعقمات وأنابيب الأكسجين، فضلاً عن توقف إصدار الرواتب للأطقم الطبية والطبية المساعدة، إلى جانب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، فضلاً عن العجز التام في توفير الوقود.
ورغم اعتماد حكومة فايز السراج، 3.2 مليار لوزارة الصحة ضمن ميزانية 2020، ونحو 966 مليون دينار لمواجهة أزمة كورونا، إلا أن تلك الأموال تذهب إلى وجهات أخرى غير المخصصة لها.
وكشفت جائحة كورونا الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، حيث تعامل مع وباء "كورونا" بطريقة تجار الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.
واعتبر التنظيم الإرهابي أزمة كورونا فرصة لكسر إرادة مدن موالية للجيش بحصارها وقطع الخدمات والمواد الطبية عنها؛ للرضوخ إلى المليشيات وتسليم خيراتها إلى المرتزقة الموالين لتركيا.
وبدلا من أن تأتي الطائرات محملة بالمساعدات التي تساعد الليبيين على مواجهة الوباء كانت تهبط بالعتاد والمرتزقة مستغلة انشغال الدول الفاعلة في الملف الليبي بمواجهة تداعيات الوباء.
وأصيب حتى الآن 63 ألفًا و688 شخصًا وتوفي حوالي 900، بينهم عدد كبير من كبار المسؤولين على رأسهم سليمان العبيدي رئيس الأركان الأسبق الموالي لمليشيات السراج.
وتستغل حكومة السراج جائحة كورونا لرصد ميزانيات كبيرة في الوقت الذي لم تصرف فيه أيًا من تلك المخصصات في وجهتها الحقيقية.
ويقول المصرف المركزي الليبي بطرابلس، إن حكومة السراج صرفت نحو 966 مليون دينار (702.5 مليون دولار أمريكي) لمجابهة الجائحة حتى نهاية سبتمبر / أيلول الماضي، دون جدوى.
إيقاف الفاسدين
وكان ديوان عام المحاسبة في طرابلس قرر إيقاف عددا من مسؤولي جهاز الطب العسكري التابع لحكومة فايز السراج عن العمل لاتهامهم بالفساد واستغلال المناصب والاستيلاء على المال العام المخصص لأزمة كورونا.
وأصدر ديوان عام المحاسبة في طرابلس قرارا بإيقاف عدد من مسؤولي جهاز الطب العسكري التابع لحكومة فايز السراج عن العمل لاتهامهم بالفساد واستغلال المناصب والاستيلاء على المال العام بدون وجه.
وشملت قائمة الموقوفين كلا من مدير عام جهاز الطب العسكري عمر البصير ميلاد هويدي، ومدير إدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري محمد حسين سالم، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري عدنان البشتي، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري عبدالحكيم سالم عطية، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري يونس محمد امسلم، والمراقب المالي بجهاز الطب العسكري عمار منصور التائب.
كما أصدر النائب العام أمرا بالقبض على وكيل وزارة الصحة بالوفاق، محمد هيثم الذي فر إلى تركيا.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز