انهيار الهدنة «الهشة».. تجدد اشتباكات المليشيات في طرابلس الليبية

تجددت الاشتباكات اليوم السبت بين المليشيات في عدة مناطق بطرابلس، لتنهار "هدنة هشة" في العاصمة الليبية.
ورغم التحذيرات الأممية والمحلية من احتمالية انهيار الهدنة الهشة واستغلال أجازة العيد لتصفية الحسابات، إلا أن ذلك لم يمنع المليشيات من التقاتل داخل أحياء العاصمة.
ووفقا لمصادر أمنية وشهود عيان ليبيين فإن هذه الاشتباكات اندلعت بين مليشيات الأمن العام التابعة لعبدالله الطرابلسي المعروف بـ"الفراولة" شقيق وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، وبين "مليشيات الردع"، بقيادة عبدالرؤوف كاره، ذات التوجه الإسلامي، دون ورود معلومات دقيقة عن المسؤول عن خرق الهدنة.
واستخدمت المليشيات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الاشتباكات التي سادت منطقة محيط عمارات المركز الطبّي وجزيرة الفرناج.
وأدت الاشتباكات إلى اندلاع حريق في مقبرة سيدي منيدر، حيث أصدر السكان نداءات استغاثة للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة.
كما تلقى الهلال الأحمر في طرابلس بلاغات من السكان بعمارات المركز الطبي لإخلائهم من مناطق التوترات.
فض الاشتباك
وتدخلت قوة فض النزاع، بقيادة محمد الحصان، في محاولة لوقف الاشتباكات وتهدئة الوضع الميداني، في وقت يشهد فيه الشارع حالة من التوتر والقلق وسط السكان.
وتلتقط طرابلس في هذه الأثناء أنفاسها بهدوء نسبي، رغم انتشار السيارات المسلحة بمختلف أنواعها في شوارع العاصمة وتوقف حركة المرور في بعض المناطق.
ووفقا للمصادر تنتشر آليات ومدرعات اللواء 111 التابعة لوزارة الدفاع في جزيرة "باب العزيزية"، في حين تنتشر قوة فض النزاع داخل جزيرة "سوق الثلاثاء" وكامل مواقعها السابقة بما في ذلك جزيرة القادسية والقبة الفلكية وجزيرة الميناء والرجمة وبرج أبوليلى.
فوضى المليشيات
وتتواصل تبعات أزمة فوضى السلاح التي تعاني منها ليبيا منذ عام ٢٠١١ وسقوط النظام الراحل، مخلفا وراءه مخازن ممتلئة بالأسلحة.
ونجم عن انتشار أكثر من ٢٩ مليون قطعة سلاح في عموم التراب الليبي خارج سيطرة الدولة، تكرار الاعتداءات المسلحة، على المدنيين خاصة في مناطق الغرب الليبي التي تسيطر عليها مليشيات متعددة الولاءات.
مخاوف من الانفجار
وتزامنت هذه التطورات مع موجة احتجاجات شعبية متكررة في طرابلس، تعبر عن رفض تغوّل المليشيات واستئثارها بموارد الدولة، وسط مطالب متزايدة بإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة، وتفعيل مسار سياسي حقيقي ومستدام بعيدًا عن الحلول العسكرية أو التفاهمات المؤقتة.
ويرى مراقبون أن هذه المطالب تعبّر عن تحوّل نوعي في المزاج الشعبي، في ظل تفاقم حالة السخط العام، وتزايد القلق من استمرار الفراغ السياسي والأمني، مع تحذيرات من أن استمرار الجمود قد يُفضي إلى انفجار جديد للأوضاع.