54 يوما على "طوفان الكرامة".. الجيش الليبي يواصل تحرير طرابلس
العميد خالد المحجوب يؤكد أن عملية طرابلس تسير بشكل جيد وأن قوات الجيش تعمل على استنزاف المزيد من قدرات المليشيات.
مع مرور نحو 54 يوماً على عملية الجيش الوطني في طرابلس، يقول متحدث عسكري إن عملية "طوفان الكرامة" تسير بشكل جيد وكما خطط لها.
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، الثلاثاء، قال العميد خالد المحجوب، آمر إدارة التوجيه المعنوي ومدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن عملية طرابلس تسير بشكل جيد وقوات الجيش تعمل على استنزاف المزيد من قدرات المليشيات، مدللاً بالقول: "ويثبت ذلك استعانة المليشيات بإرهابيين ومرتزقة من خارج ليبيا".
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، قد قال في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، يوم 21 مايو/أيار الجاري، إن أحد طرفي الصراع (في إشارة لقوات الوفاق) عمل على استجلاب إرهابيين من مدينة إدلب السورية إلى ليبيا، وذلك بحسب رسالة سرية من مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، المهدي المجربي، إلى وزير خارجية حكومة الوفاق، طاهر سيالة، ونشرتها وسائل الإعلام.
وكان المحجوب أيضاً قد ذكر في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" يوم 19 مايو/أيار الجاري، في أعقاب وصول سفينة محملة بالمدرعات لميناء طرابلس لدعم حكومة الوفاق، أن الشحنة التركية تحمل أيضاً مقاتلين مرتزقة سوريين وعراقيين.
وأشار المحجوب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" اليوم الثلاثاء، إلى أن معركة تطهير طرابلس، التي تم إطلاقها باسم "طوفان الكرامة" في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، مستمرة، وأن قوات الجيش تنجح باستنزاف المليشيات والإرهابيين.
مناطق السيطرة
أكد العميد المحجوب أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مواقع مهمة في طرابلس منذ انطلاق العملية العسكرية.
وأوضح المحجوب أن الجيش الوطني يسيطر على محيط طرابلس بالكامل، وأنه يسيطر على مسافات تتراوح بين 7 كيلومترات إلى 25 كيلومتراً من وسط العاصمة في بعض المحاور.
وفند المحجوب: "قواتنا تسيطر على مطار طرابلس الدولي، وعين زارة، وخلة الفرجان، والأحياء البرية، ووادي الربيع، والكريمية، والسواني حتى السبيعة".
قتلى وجرحى المعركة
ذكر العميد خالد المحجوب أن حكومة الوفاق أعلنت مقتل نحو 700 شخص وجرح نحو 2500 آخرين من قواتها، مستدركاً "لكن أعداد قتلى وجرحى قواتهم أكبر من ذلك بكثير". كما أوضح أن الجيش قبض على أعداد كبيرة من مقاتلي المليشيات، رافضاً الإفصاح عن أعدادهم لدواعٍ أمنية.
وبالأمس، أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع حصيلة قتلى الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس إلى 562 قتيلاً.
وقالت المنظمة: "ارتفعت حصيلة ضحايا النزاع المسلح في طرابلس في ليبيا إلى 562 قتيلاً بينهم 40 مدنياً و2855 جريحاً بينهم 106 مدنيين".
إرهابيون ومطلوبون دوليا في صفوف "الوفاق"
رصدت تقارير أممية ووسائل الإعلام قتال عدد من الإرهابيين والمطلوبين دولياً إلى جانب القوات والمليشيات التابعة لحكومة الوفاق، وهو الأمر الذي لقي استهجاناً كبيراً من المجتمع الدولي.
وكان من أبرز هؤلاء الإرهابيين: صلاح بادي، وزياد بلعم، وأحمد الدباشي، وإبراهيم الجضران، وعادل الربيعي.
وصلاح بادي هو آمر (قائد) مليشيا الصمود والمتهم الرئيسي في إحراق مطار طرابلس في إطار عملية فجر ليبيا الإرهابية عام 2014. فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عقوبات دولية لاتهامه بتقويض الأمن في ليبيا.
كما فرضت عليه لجنة عقوبات ليبيا بمجلس الأمن الدولي عقوبات مالية أيضاً، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
فيما يعد زياد بلعم أحد أبرز قادة "مجلس شورى بنغازي" الإرهابي، الذي كان يضم "أنصار الشريعة" المتهمة بمقتل السفير الأمريكي في بنغازي عام 2012.
وفي تقرير للأمم المتحدة، تم وصف أحمد الدباشي، الملقب بالعمو، بأنه أحد أكبر المهربين للمهاجرين في ليبيا.
ويعد إبراهيم الجضران المتهم الرئيسي بالهجوم على منطقة الهلال النفطي أكثر من مرة، وفرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2018 عقوبات نتيجة اعماله التخريبية والإرهابية.
وقاد الجضران جماعات مسلحة لحصار موانئ منطقة الهلال النفطي لمدة ثلاثة أعوام منذ 2013 قبل أن يتمكن الجيش الوطني الليبي من طردها، ثم هجم مرة أخرى على الهلال النفطي في أواخر يونيو/حزيران 2018.
في السياق، قال مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، العميد خالد المحجوب، في بيان في 3 مايو/أيار الجاري: "إن الجيش الليبي حصل على معلومات استخباراتية تفيد بأن مجموعات من الإرهابيين المطلوبين محلياً وإقليمياً ودولياً يتم معالجتهم في المستشفى الميداني الإيطالي بمدينة مصراتة، إثر إصابتهم في معارك طرابلس".
وكشف المحجوب عن أسماء القيادات الإرهابية التي تتلقى العلاج في المستشفى الإيطالي بمدينة مصراتة، وهم: محمد عبد الغني المكنى بأبي الزبير، حسن عبدالودود المكنى بأبي السياف، أيمن طاهر الإسكندراني وشهرته أبوفاطمة، عبدالله الحسن العراقي وينتمي لتنظيم داعش الإرهابي، وأسعد خضير الشامي المكنى بأبي قتادة، وعبدالوهاب محمود العسلي وينتمي لتنظيم أنصار بيت المقدس، وأبوالليث، وسعيد المشغول وكنيته أبوالبراء القيادي فيما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإبراهيم عاطف خضير المعروف بـ"أبوالدهماء" من تنظيم المرابطين، وعدد آخر من الإرهابيين التابعين للإرهابي هشام عشماوي المقبوض عليه في مدينة درنة.
دعم تركي وإيراني للمليشيات
وفي محطة جديدة للدعم التركي للمليشيات في طرابلس، وصلت إلى ميناء طرابلس، في 19 مايو/أيار الجاري، سفينة قادمة من ميناء سامسون التركي (أمازون)، وتحمل على متنها نحو 40 مدرعة ومقاتلين مرتزقة لصالح المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المدعومة من حكومة الوفاق.
وتورطت تركيا في دعم الإرهابيين بالسلاح في ليبيا أكثر من مرة، وكانت أشهرها حادثة "سفينة الموت" في 17 ديسمبر/كانون الأول 2018، حين تمكنت أجهزة الأمن بميناء الخمس من ضبط 3000 مسدس تركي من عيار 9 ملم و120 مسدساً تركياً نوع "بريتا" و400 بندقية تركية و4.3 مليون رصاصة تركية قبل تهريبها للمليشيات.
ثم في 7 يناير/كانون الثاني 2019، وصلت سفينة تركية إلى ميناء مصراتة، وبها نحو 20 ألف مسدس.
من جهة أخرى، دخلت إيران على خط دعم المليشيات في طرابلس؛ حيث وصلت السفينة الإيرانية "شهر إي كورد" لميناء مصراتة، الخاضع لسيطرة جماعة الإخوان، في 23 أبريل/نيسان الماضي، محملة بحمولة مجهولة.
وفي 15 مايو/أيار الجاري، وصلت سفينة إيرانية أخرى لميناء مصراتة. وقال الجيش الوطني الليبي عن السفينتين الإيرانيتين إنهما متورطتان في تهريب سلاح وتخضعان لعقوبات دولية.
إرهابيون قضى عليهم الجيش الليبي
قال الجيش الوطني الليبي، في 25 مايو/أيار الجاري، إن قواته قضت على الإرهابي محمد محمود بن دردف المعروف بـ“البابور" ضمن صفوف مليشيا الصمود للإرهابي المطلوب دولياً صلاح بادي.
وتابع الجيش الليبي، في بيان عن غرفة عمليات الكرامة، اطلعت "العين الإخبارية" عليه وقتذاك: "الإرهابي -البابور- قتل أثناء مشاركته في صفوف مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية بمعسكر النقلية، وأنه أحد أبرز منتسبي تنظيم أنصار الشريعة، وهو مطلوب دولياً لتورطه في الهجوم الإرهابي الذي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي 2012".
من جهة أخرى، تناقلت صفحات تواصل لعسكريين ليبيين مقتل عناصر خطيرة أخرى تابعة للمليشيات، منهم محمد إبراهيم اللافي من مواليد 1991 ومن سكان منطقه شعبيات السكة – العجيلات، وقتل خلال المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية في محور الكسارات – طرابلس في 26 مايو/أيار الجاري.
وفي نفس اليوم، قتل المليشياوي محمد نوري زكري المحجوبي، وهو تابع لمليشيا "كتيبة الموت المقاتلة"، مواليد 1995 من مدينة صرمان، وقتل خلال مواجهات مع الجيش في محور المطار جنوبي طرابلس.
وفي 27 مايو/أيار الجاري، قتل 3 عناصر للمليشيات، وهم: عبدالسلام أبوكسول (مواليد 1988 وتابع لمليشيا المحارب وقتل في محور المطار)، ومنير عبدالرؤوف محمد النعاس (مواليد 1990 وقتل في محور وادي الربيع)، وعبدالسلام صلاح الدين أبوشعالة (مواليد 1988 وتابع لمليشيا "قوة الدعم والإسناد" وقتل المواجهات بمحور وادي الربيع).
شهداء الجيش
قال العميد خالد المحجوب إن "شهداء الجيش الوطني الليبي أقل بكثير من قتلى المليشيات، وكان أبرزهم العميد مسعود الضاوي، آمر اللواء 26 التابع للجيش.
وقال المحجوب، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "الإخوان تسعى لزعزعة النسيج الاجتماعي باتهام محسن الكاني بقتل العميد الضاوي"، مضيفاً أن "الكاني موجود في مدينة بنغازي منذ أسبوعين أي قبل مقتل الضاوي".
ومحسن الكاني ينتمي لقبيلة ترهونة، المعروفة بدعمها لعملية الجيش الوطني الليبي بتطهير طرابلس.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز