شاحنات الطعام في أبوظبي.. توجه صاعد للمستثمرين الشباب
"العين الإخبارية" ترصد توجه الشباب في أبوظبي للاستثمار في شاحنات الطعام، وأهم ما يميز الشاحنات مقارنة بالمطاعم التقليدية
شهدت المشاريع الشبابية الصغيرة في أبوظبي نقلة نوعية منذ انطلاق صندوق خليفة لدعم وتطوير المشاريع، والذي يهدف إلى تأهيل جيل جديد من رواد الأعمال وتعميق ثقافة ريادة الأعمال في أوساط الشباب المواطنين.
ومن المشاريع المميزة التي جذبت شريحة واسعة من المستثمرين الشباب، شاحنات الطعام المتنقلة، والتي حلت ضيفة على شوارع أبوظبي وساحاتها العامة منذ ما يقرب العامين، تتنقل بين شواطئها المختلفة وفي الفعاليات التي تزخر بها العاصمة الإماراتية، في مشهد يعكس توجه أصحاب الأعمال للاستثمار في خيارات أكثر حداثة وجذباً للزبائن، خاصة من فئة الشباب.
واليوم، باتت شاحنات الطعام معلماً أساسياً يزين شواطئ وشوارع أبوظبي ويُقدم لزوارها وصفات نادرة ووجبات مختلفة عما اعتادوه في المطاعم التقليدية، ومع ارتفاع عددها زادت المنافسة بين شاحنات الطعام المختلفة، لتسعى كل منها لجذب فئة معينة من الزبائن بطرق لا تخلو من الإبداع.
وفيما يُرجع البعض سبب انتشار منصات الطعام إلى تقديم المأكولات الفريدة والصفات المتجددة، يرى البعض الآخر أن الأسباب تتعلق بالشؤون المادية وانخفاض تكلفة الشاحنة مقارنة بالمطاعم التقليدية.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء المسؤولين عن بعض شاحنات الطعام المتنوعة المنتشرة على شاطئ الحديريات في أبوظبي، لإلقاء نظرة أقرب على هذا النوع الجديد من الأعمال، وما العنصر الأهم في المنافسة، وكيف يجذب أصحاب الشاحنات الزبائن في ظل المنافسة الكبيرة بينهم، ولمَ اتجه أصحاب الأعمال لهذا النوع من المطاعم عوضاً عن المطاعم التقليدية.
منافسة قوية
يقول أحمد الصقر، المسؤول عن شاحنة "I Love Burger" على شاطئ الحديريات”: يعد توفير خيارات تتماشى مع رغبات فئات الزبائن المتنوعة أمراً ضرورياً، فهناك من يرغب في تناول طعام صحي، وهناك من يفضل صلصات مميزة، فيما يحب آخرون الوجبات السريعة التقليدية، وعلينا العمل على أن نوصل للزبون أن طلبه موجود مهما كان".
وأضاف: ”لثقة الزبائن دور أساسي في جذبهم على المدى الطويل، فالربح المادي السريع ليس بتلك الصعوبة، وإنما بناء اسم موثوق به هو التحدي الأكبر، فينبغي التركيز على صلاحية كل منتج والعمل على تقديم منتج يجمع الجودة العالية بالطعم الشهي وإرضاء مختلف الأذواق، لاستحقاق ثقة الزبائن“.
أما جان، أحد العاملين في "Boom Burgur" فيعتقد أن الزبائن يتوقون لتذوق نكهات مميزة لم يجربوها من قبل، وهذا ما يجذبهم لأسماء معينة دون أخرى، فتلك التي تقدم خلطات منزلية الصنع تحصل على ردود فعل إيجابية من قبل مختلف الفئات.
الأسباب
وكأي عمل آخر، من الضروري دراسة السوق والتعرف على المنتجات التي تنقصه، لتقديمها دون سواها لذواقي الوجبات السريعة.
وقال كريس ألبير، المسؤول عن كافيه "Shot" في الحديريات إن العناية بالتفاصيل هي السر وراء عودة الزبون مرة بعد مرة لكافيه معين دون آخر، فهو يرغب في الشعور بأن المكان يوليه أهمية خاصة، فالعناية بتصميم المشروب وطريقة تقديمه إضافة لضبط درجة الحرارة ونسبة القهوة للمكونات الأخرى من أهم التفاصيل.
اختيار الشاحنة دون المطعم التقليدي
ويرى ألبير أن شاحنات الطعام راجت أكثر هذه الفترة كونها تروج لمبدأ مختلف، فهي على عكس المطاعم، ”لا تنتظر الزبائن، وإنما تتجه إلى مكان تجمعهم، ويمكنك تثبيتها في أي مكان يشهد إقبالاً كثيفاً من الزوار، بعد أخذ التراخيص اللازمة“.
أما، طلال، صاحب شاحنة "Mini House" فيعتقد أن السبب يعود غالباً لانخفاض تكاليف افتتاح شاحنة طعام مقارنة بالمطعم التقليدي، كما أنها توجد أصلاً في مناطق جذب سياحية وفعاليات يكتظ فيها الزوار، فعائداتها تكون أعلى نسبياً.
وبالنسبة لبعض أصحاب الأعمال، تعد شاحنات الطعام ”بالون اختبار“ لردود فعل الزبائن ومعرفة رأيهم بالمنتجات قبل الانطلاق بشكل رسمي والاستقرار في مطعم تقليدي في أحد المراكز التجارية أو المناطق السكنية.